الإبراهيمي يلتقي المسؤولين اللبنانيين اليوم ويستطلع المشاركة في «جنيف 2»

انقسام بشأن صيغة التمثيل المفترضة وإجماع على الحضور

TT

يجري المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سلسلة من المباحثات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت اليوم، في إطار جولة إقليمية يجريها في المنطقة لدعم جهود عقد مؤتمر «جنيف 2»، من أجل بدء عملية سياسية تنهي الصراع المستمر في سوريا منذ عامين ونصف.

ويصل الإبراهيمي إلى العاصمة اللبنانية، وسط انقسام سياسي حول صيغة تمثيل لبنان في مؤتمر «جنيف 2»، حتى قبل تسلم المسؤولين دعوة رسمية إليه أو تحديد موعده بشكل نهائي. وتشكل بيروت المحطة الثامنة في جولة الإبراهيمي الآتي من دمشق، بعد إنهائه زيارة استمرت أياما والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت مصادر مواكبة لترتيبات الزيارة إلى بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن الإبراهيمي سيلتقي ظهر اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، على أن يعقد مؤتمرا صحافيا في السراي الحكومي، قبل انتقاله إلى القصر الرئاسي في بعبدا حيث سيلتقي الرئيس اللبناني ميشال سليمان عند الثالثة بعد الظهر. ويلتقي الإبراهيمي عند الخامسة من بعد الظهر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، علما أن مكتب الإبراهيمي سعى لتحديد موعد مع الرئيس المكلف تشكيل حكومة لبنانية جديدة تمام سلام، لكن وجود الأخير خارج لبنان، سيحول من دون اللقاء.

ويجمع الفرقاء اللبنانيين، باختلاف انتماءاتهم السياسية، على وجوب مشاركة لبنان بشكل «فاعل» في مؤتمر «جنيف 2»، انطلاقا من تداعيات الأزمة السورية على لبنان خلال العامين الأخيرين، على ضوء أزمة اللجوء السوري المتزايدة، وتحسبا لانعكاس أي تسوية سياسية محتملة على الوضع اللبناني بشكل مباشر. لكن هذا الإجماع لا يسري على صيغة تمثيل لبنان المفترضة، إذ تبدو قوى «8 آذار» متشددة لناحية الإصرار على أن يرأس وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الوفد الرسمي إلى جنيف، في حال لم يترأسه رئيس الحكومة، على أن يضم بطبيعة الحال منصور.

في المقابل، تحمل قوى «14 آذار» بشدة على أن يمثل لبنان بوزير الخارجية في جنيف، انطلاقا من تجارب سابقة مماثلة، ومن اعتبارها إياه «غير محايد» ودأب على الخروج عن الموقف اللبناني الرسمي الذي يتبع سياسة «النأي بالنفس» عن أزمة سوريا. وقال النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «موقفنا واضح لناحية رفض مشاركة منصور الذي أثبت في كل التجارب السابقة أنه طرف في أزمة سوريا، من دون أن يلتزم موقف لبنان الرسمي القاضي بـ(النأي بالنفس)، بل أصر على دعم سياسة النظام السوري».

وأبدى فتفت استغرابه لـ«التدخل التشريعي الفاضح في السلطة التنفيذية»، على خلفية إصرار رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على أن يتمثل لبنان بمنصور في جنيف. وسأل: «ألا يعتبر هذا الأمر تجاوزا للصلاحيات وقفزا فوق صلاحيات الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة؟»، داعيا لأن «يتمثل لبنان بمن هو مؤهل للقيام بهذه المهمة وبمن يحمل ملفا واضحا بشان وجود اللاجئين السوريين في لبنان».