المالكي يطالب واشنطن بتعاون استخباراتي وأسلحة

رئيس الوزراء العراقي أكد إجراء الانتخابات في موعدها

نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية، في معهد السلام بواشنطن أمس (رويترز)
TT

شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على أهمية الحصول على معدات عسكرية وتعاون استخباراتي مع الولايات المتحدة، لمساعدة العراق على مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن سقوط الأنظمة الديكتاتورية بعد الربيع العربي أدى إلى فراغ استغلته الجماعات الإرهابية لعودة ظهور الإرهاب مرة أخرى.

وأوضح المالكي، في حديثه أمام معهد السلام الأميركي بواشنطن صباح أمس، أن العراق لا يشهد حربا طائفية من طائفة ضد أخرى، ولا صراعا من الشيعة ضد السنة، وإنما يشهد هجمات من «القاعدة» ضد كل العراقيين، بغرض سفك الدماء وتعطيل العمل السياسي، مطالبا الولايات المتحدة بتعزيز التعاون الاستخباراتي مع العراق وليس فقط إمداد العراق بالأسلحة والدبابات.

وأكد المالكي أن مواجهة الإرهاب ليست بالقوة العسكرية فقط، وإنما تعتمد على ضرورة وضع استراتيجية سياسية واجتماعية وأمنية واستخباراتية لتدمير تلك المنظمات الإرهابية والاستفادة من الخبرة الأميركية والأسلحة النوعية التي تدخل في صلب مكافحة الإرهاب، والمعلومات الاستخباراتية لملاحقة خلايا الإرهاب.

وشدد المالكي على أن العراق يسير على طريق الديمقراطية، وأن لديه دستورا وفصلا كاملا بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ومؤسسات مستقلة.. وقال «لا تنقصنا المؤسسات الديمقراطية، لكن الممارسة تحتاج إلى تدريب ووقت لإزالة الفساد الذي ساد العراق في ظل النظام السابق». وأضاف «لدينا مشاكل لأننا بلد ينتقل من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، لكن مشاكلنا يمكن حلها من خلال الدستور، وقد تأخذ وقتا طويلا لكننا في النهاية سنصل إلى اتفاق»، موضحا أنه لا توجد مشاكل بين السنة والشيعة، وأن الإرهاب يشعل الخلافات الطائفية. وقال «كل شخص له الحق في اختيار ما يؤمن به وممارسة شعائره، لكن البعض يريدون فرض عقيدة وأسلوب ملبس وسلوك، وهذا خطر، وخطتنا هي تبني استراتيجية تعزز أمن العراقيين وتلاحق الإرهابيين، واليوم كل العراقيين يساندوننا، و(القاعدة) أعطت فرصة لتوحيد العراقيين، وقلة قليلة تساند (القاعدة)، وأنا متفائل بأن كل العراقيين يساندون القوات الأمنية، وأولوياتهم هي التخلص من (القاعدة) التي تهاجم الكنائس والجوامع الشيعية والسنة من منطلق تكفيري».

وأكد رئيس الوزراء العراقي على إقامة الانتخابات البرلمانية في أبريل (نيسان) المقبل، نافيا أي تفكير في تأجيلها. وشدد على أن مسألة ترشحه لولاية ثالثة تتوقف على العراقيين، فإذا رغبوا في التغيير فإنه سينزل على إرادتهم. وأوضح أن الدستور يعطي لأي فرد حق الترشح حتى وإن كان عضوا سابقا في حزب البعث، وقال إنه إذا استطاع حصد الأصوات ووجد مستوى من القبول لدى العراقيين فهو مرحب به، ويمكنه الفوز وفقا للدستور. ونفى المالكي القيام بتصرفات استبدادية مخالفة للدستور، وقال «أنا ملتزم بالدستور، وإذا كنت قد تصرفت بطريقة غير دستورية فقولوا لي متى وكيف حدث ذلك، فأنا لم أتجاوز الدستور على الإطلاق وملتزم باحترامه».

وأشار إلى أن العراق كاد ينجح في هزيمة التنظيمات الإرهابية ومكافحتها لولا التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وتفاقم الأزمة السورية، وقال «لماذا عاد الإرهاب مرة أخرى بعد ثورات الربيع العربي وإسقاط أنظمة ديكتاتورية كانت تحكم بطريقة سيئة؟ والإجابة أن هذه الثورات أسقطت أنظمة ديكتاتورية لكنها أنتجت فراغا كبيرا استغله تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية التي استفادت من سقوط تلك الأنظمة». وأشار إلى أن جبهة النصرة (التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية) وجدت فرصة للاستفادة من الصراع السياسي في سوريا.

وأوضح المالكي أن العراق لا يساند النظام السوري ولا يدعم المعارضة، وإنما يساند السوريين في تطلعاتهم لنظام ديمقراطي. وقال «لا نريد إمداد المعارضة أو النظام بأسلحة، وإنما نريد حلا سياسيا للأزمة، وقدمنا بالفعل مبادرة للحل السياسي للجامعة العربية والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، والعالم أصبح مقتنعا بأن الحل السياسي هو الحل الأمثل في سوريا». وحذر المالكي بشدة من إمكانية نجاح المنظمات الإرهابية في سوريا، وقال «على العالم كله منع (القاعدة) من تحقيق الفوز في سوريا أو في أي دولة، وكل جهودنا يجب أن تركز على منع (القاعدة) وكل المنظمات الإرهابية من الحصول على ملاذ آمن». ودعا المالكي إلى عقد مؤتمر لمكافحة الإرهاب يقام في العراق، وقال «نريد إقامة المؤتمر في العراق لأننا واجهنا الإرهاب في السابق واستطعنا هزيمته».

وفي سؤال حول إنجازاته في منصبه كرئيس للوزراء، أكد المالكي أن الإنجازات تعود للحكومة والبرلمان، والتعاون بين المؤسسات العراقية في الحفاظ على وحدة العراق، والإيمان بأن العراق يأتي أولا، وإفشال مخططات «القاعدة» في إقامة دولة إسلامية في العراق. وقال «عندما جئت للحكم كان العراق مدمرا بسبب الحرب والصراع، والبعض كان يتحدث عن تقسيم العراق، لكننا استطعنا الحفاظ على وحدته، والتأكيد على أن مصلحة العراق تأتي أولا. ونحن من مصلحتنا الانفتاح مع جميع الدول، ولدينا علاقات جيدة مع جيراننا من الدول العربية والأفريقية والأوروبية».