المؤتمر الاستراتيجي الخليجي يطالب بخلو الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل

دعا إلى صياغة مفهوم استراتيجي جديد يتكامل مع الجهود الدولية للحفاظ على أمن المنطقة

TT

أوصى المشاركون في المؤتمر الاستراتيجي الخليجي الذي عقد في المنامة على مدى يومين بالعمل على إخلاء منطقة الخليج بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام من أسلحة الدمار الشامل، وعدوا ذلك من متطلبات الأمن الإقليمي والعالمي. كما دعا المشاركون في المؤتمر قيادات دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضرورة صياغة مفهوم استراتيجي جديد يتكامل مع الجهود الدولية في حفظ أمن المنطقة ولا يتقاطع معها.

وجدد المؤتمر في بيانه الختامي التأكيد على أن «دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تطالب بضرورة خلو منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي من أسلحة الدمار الشامل كمتطلب أساسي لبناء أمن إقليمي حقيقي». وأكد بيان المؤتمر، الذي عقدت أعماله بمملكة البحرين على مدى يومين في الفترة من 29 إلى 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن اقتناع مملكة البحرين ودول مجلس التعاون بأن خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل واحد من متطلبات بناء الأمن الإقليمي والعالمي.

وشدد البيان على أن مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشارك بفاعلية في حفظ الأمن العالمي، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر التعاون الدولي في حماية الممرات الدولية من أخطار القرصنة والإرهاب. كما أكد البيان على أنه انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والقوى الفاعلة على الساحة الدولية، وفي ظل تداخل مستويات الأمن، فإن هناك حاجة لبلورة رؤى عملية مشتركة بين دول مجلس التعاون وشركائها الإقليميين والدوليين، يمكن من خلالها التصدي لتلك التحديات من ناحية، وتأخذ في اعتبارها المصالح الجوهرية لدول مجلس التعاون من ناحية ثانية.

ولفت البيان إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل ما تواجهه من مستجدات أمنية بحاجة إلى صياغة مفهوم استراتيجي جديد يتكامل مع الجهود الدولية للحفاظ على أمن المنطقة ولا يتقاطع معها. وأوضح بيان المؤتمر الاستراتيجي الخليجي أن دول مجلس التعاون تدرك المستويات الثلاثة للأمن، ويأتي في مقدمتها الأمن المحلي بمفهومه الشامل، وأن دول المجلس وفرت لمواطنيها تنمية مستدامة عكستها تقارير المؤسسات الدولية المعنية، فضلا عن سعيها للمضي قدما في مسيرة التحديث والإصلاح وفق خصوصية وتدرج يتلاءمان مع واقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

وأضاف البيان أن هناك حاجة ماسة لعقد جديد من القيم لترسيخ ثقافة الحوار بين الدول وداخل المجتمعات، على اعتبار أن الحوار هو الخيار الوحيد والأمثل لحل المشكلات وبخاصة داخل المجتمعات، بهدف الحفاظ على وطن واحد يسهم فيه الجميع وينعمون بثماره بروح المواطنة والدولة المدنية الحديثة بعيدا عن أي انتماءات أو آيديولوجيات قد لا تتسق وروح العصر. وتقدم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة في ختام البيان بالشكر الجزيل لكل المشاركين في المؤتمر، مؤكدا على أن ما أثير من أفكار ومناقشات في جلسات المؤتمر - سواء كان اتفاقا أو اختلافا - يتعين أن يكون البداية وليس النهاية لطرح المزيد من المناقشات حول طبيعة تلك التحولات وآفاقها المستقبلية.

الجدير بالذكر أن المؤتمر الاستراتيجي الخليجي عقد في مملكة البحرين على مدى يومين (29 - 30 أكتوبر)، وناقش نحو 35 مشاركا في جلسات المؤتمر الأربع، يمثلون نخبة من أبرز السياسيين على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، جملة من القضايا الاستراتيجية، أبرزها انعكاس التحولات الإقليمية والعالمية على أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، وخيارات دول المجلس لتحقيق ذلك الأمن، كما تمت مناقشة العلاقات الخليجية الإيرانية، والأزمة السورية.