لبنان يقفل ملف عبارة الموت الإندونيسية مع وصول جثث 34 ضحية

وزير الداخلية: أسماء المحرضين والشركاء والفاعلين لدى القضاء

أصدقاء وأقارب وسيارات إسعاف في انتظار رفات اللبنانيين الذين لقوا حتفهم بغرق قاربهم في إندونيسيا في مطار بيروت أمس (ا.ف.ب)
TT

أقفل لبنان أمس ملف عبارة الموت الإندونيسية، التي أدت إلى غرق 35 لبنانيا، يتحدرون من مناطق الشمال لا سيما من بلدات عكار، مع وصول 34 جثة من جثث الضحايا إلى بيروت أمس آتية من إندونيسيا، في حين لم يتم العثور على جثة رضيع يبلغ عاما واحدا. واستقبل أهالي الضحايا الجثامين وسط أجواء من الحزن والغضب ومطالبة الدولة بالسعي لإنماء المناطق المحرومة إنمائيا تفاديا لتكرار حوادث مماثلة.

وكانت عبارة محملة بـ72 شخصا، بينهم أكثر من 50 لبنانيا، انطلقت من سواحل إندونيسيا باتجاه أستراليا، في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وتعرضت لحادث بحري، ما أدى إلى غرقها. وأسفر الحادث عن غرق عدد كبير من الركاب، بينهم عائلة اللبناني حسين خضر المؤلفة من زوجته وأطفاله الثمانية، وعائلة أسعد علي الأسعد المؤلفة من زوجته وأولاده الأربعة، بينما نجا الرجلان عبر السباحة إلى جزيرة قريبة، من ضمن 28 ناجيا، فيما بلغ إجمالي عدد المفقودين 44 شخصا، انتشلت جثثهم وخضعت لفحوص الحمض النووي (دي إن إيه). وعاد 18 ناجيا إلى بيروت في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تلتهم عودة الناجين الباقين البالغ عددهم 16 آخرين بعد يومين إلى بيروت.

وشدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس على أن «ما حصل يجب أن يكون حافزا ووقفة ضمير لإصلاح الشأن السياسي والاقتصادي في البلد لجهة إيلاء الاهتمام بالوضع الحياتي والمعيشي للبنانيين، كي لا يضطروا إلى اتباع الطريقة التي حصلت مع العبارة بحثا عن لقمة العيش».

واعتبر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، في تصريح له من مطار «رفيق الحريري الدولي» في بيروت خلال استقبال الجثامين: «إن هذا المشهد يعبر عن المأساة الوطنية»، مؤكدا أن «أي متدخل أو شريك أو فاعل أو محرض في قضية غرق العبارة معروف، وأسماؤهم لدى القضاء اللبناني، وصدرت بحق المتوارين مذكرات توقيف».

من ناحيته، أشار مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا من المطار إلى أن «المصاب عظيم لا تفيه الكلمات ولا تكفيه العبارات»، مؤكدا أن «الشعب اللبناني يستطيع أن يتجاوز هذه المحن بالإرادة والتصميم لأنهما الوجه الحقيقي للبنان الذي يسافر أولاده إلى كل أنحاء العالم، يقبلون ويبادر إلى توظيفهم في أرقى الوظائف في حين لا يجدون هنا مكانا وفرصة للعمل». وبعد تسلم الأهالي لجثث الضحايا، توجه موكب التشييع من بيروت إلى مدينة طرابلس، ليتوزع بعدها إلى مواكب عدة، حيث صلي على تسعة جثامين في مسجد طينال في طرابلس، فيما توجهت المواكب الأخرى إلى قرى قبعيت وبرقايل وفنيدق بعكار.

ودعا مفتي عكار خلال التشييع إلى «الإسراع بتشكيل حكومة تهتم بأهالي الشمال وخصوصا عكار المحرومة»، وقال: «إن عكار وشعبها هو الأوفى والأخلص لوطنه، فارحموا المواطنين وانشغلوا بتوفير الأمن والأمان وتهيئة فرص العمل وسائر مستلزمات الحياة، فالإنسان أغلى من الكراسي والروح أغلى من المناصب».