مخاوف عراقية من سيطرة الجهاديين على معابر حدودية مع سوريا

مسؤول أمني عراقي: لديهم الوسائل المطلوبة لاجتياز الحدود

TT

في ظل استمرار المعارك على طول الحدود الوعرة مع سوريا، يخشى العراق الذي يتخبط في أعمال عنف يومية مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، من استيلاء الجهاديين على الممر الحدودي الطويل بين البلدين مما يسهل تدفق الأسلحة والمقاتلين بين البلدين، وفق خبراء.

وبموازاة المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في سوريا، يتنازع مقاتلون أكراد سوريون وآخرون من مجموعات جهادية موالية لتنظيم «القاعدة» منذ أشهر للسيطرة على أراض في شمال شرقي سوريا، غنية بالنفط وحقول القمح على الحدود مع العراق. وحقق الأكراد تقدما مهما عبر سيطرتهم على معبر حدودي استولوا عليه بعدما كان خاضعا لسيطرة الجهاديين في الأيام الماضية، إلا أن السلطات العراقية لا تزال قلقة.

وأوضح علي الحيدري الخبير المتخصص في الأمن والمقيم في بغداد أن معبر اليعربية الحدودي هذا «مهم للقاعدة والأكراد على السواء»، مضيفا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «بالنسبة للقاعدة، إنه معبر للمتفجرات، والمقاتلين والانتحاريين».

غير أن سيطرة الأكراد على معبر اليعربية لا تعني انتهاء المعارك، وتخشى بغداد من إمكان سيطرة الجهاديين على ممر طويل بين شرق سوريا وغرب العراق مما يسهل حركتهم بين البلدين.

ويتشارك العراق وسوريا حدودا بطول 600 كلم، إلا أن المعارك تتركز على شرق هذا الخط الفاصل بين البلدين. وخلال الأشهر الأخيرة، عززت قوات الأمن العراقية وجودها على طول الحدود، لمنع الجهاديين المشاركين في المعارك من الاحتماء في محافظة نينوى العراقية الحدودية.

وحذر نايف سيدو، رئيس بلدية بلدة سنوني العراقية القريبة من الحدود السورية من أنه في حال سقوط معبر اليعربية «بين أيدي جبهة النصرة، ستكون منطقتنا في خطر كبير». وأوضح أن القوات الأمنية الفيدرالية العراقية والسلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، على رغم التوترات المتكررة بينهما، تلتقيان أسبوعيا لدرس الوضع.

ويحارب مقاتلو جبهة النصرة، شأنهم في ذلك شأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الموالي أيضا للقاعدة، ضد الأكراد في محافظات الحسكة وحلب والرقة شمال سوريا. ويهدف هؤلاء إلى السيطرة على المعابر الحدودية، إذ يرى الإسلاميون أن العراق وسوريا أرض معركة واحدة.

وأكد أيمن التميمي من مجموعة خبراء «منتدى الشرق الأوسط» أن هذا الأمر «يتعلق بالعقيدة لديهم». وأشار إلى أن الجناح العراقي للقاعدة، الذي لا يزال يشن هجمات دامية في العراق، «يرى سوريا والعراق أرضا لمعركة واحدة. هذا ينضوي في إطار مشروع أوسع: إقامة دولة إسلامية في العراق وسوريا».

ومنذ زمن طويل، تبدي بغداد مخاوفها بشأن الدور المتنامي للقاعدة في النزاع في سوريا، ما يثير قلقا لديها من تمدد هذا النفوذ بشكل أكبر على أراضيها، حيث تستمر أعمال العنف بحصد أعداد متزايدة من الضحايا. ففي أكتوبر (تشرين الأول)، قتل 964 شخصا في هجمات، أي أكثر من الأعداد المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013.

وبحسب خبراء ودبلوماسيين، فإن التصعيد في العراق مرتبط بالنزاع في سوريا الذي دفع بالمجموعات المرتبطة بـ«القاعدة» والمعارضة للحكومة العراقية إلى مزيد من التشدد. وأوضح صفاء حسين، المستشار الوطني المساعد للأمن أن تنظيم القاعدة في العراق «توصل إلى إعادة تجميع قواه في بعض المناطق» العراقية، مضيفا «الآن، لديهم الوسائل المطلوبة لاجتياز الحدود، وحلفاء أقوياء جدا في سوريا». واعتبر أن الجهاديين «يعون أن المعركة ضد الرئيس السوري بشار الأسد ستكون طويلة. هدفهم المرحلي هو السيطرة على هذه المناطق التي يعتبرونها استراتيجية».