فن وإبداع وصدارة.. النصر الجديد لا يقبل الخسارة

الاتحاد أسقط الرائد برباعية.. والفيصلي زاد آلام الشعلة في دوري المحترفين السعودي

محمد السهلاوي يحتفل مع زملائه بهدف الفوز في الثواني الأخيرة من المباراة (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT

قاد المهاجم البارع محمد السهلاوي فريقه النصر إلى فوز مثير لا يقدر بثمن 1/2، على غريمه ومنافسه التقليدي الهلال، في موقعة الديربي التي جمعتهما في العاصمة الرياض ضمن الجولة العاشرة من منافسات الدوري السعودي، وسط حضور 40 ألف متفرج، ليضرب عصفورين بحجر واحد «انتزاع الصدارة، وتأكيد عودة العملاق الأصفر إلى المنافسة بقوة على الألقاب»، وبهذا الفوز رفع النصر رصيده إلى 24 نقطة في الصدارة، فيما تراجع الهلال ثانيا برصيد 22 نقطة.

وشهدت المباراة أداء لافتا ومثيرا من كلا الطرفين، وعلى الرغم من غياب المحترفين البرازيليين باستوس وإيلتون عن فريقهما النصر؛ اعتراضا على تأخر مستحقاتهما، فإن هذا الظرف العصيب ربما كان له تأثير السحر في أداء لاعبي الفريق، وبدا وكأن الصفوف الصفراء مكتملة ولا تعاني أي طارئ.

وسجل النصر أولا من قدم السهلاوي، وعادل الهلال لتعديل النتيجة عن طريق ناصر الشمراني في الشوط الثاني؛ لكن الأصفر حصل على ضربة جزاء ثمينة في الدقيقة الأخيرة من المباراة، بعد دخول الحارس السديري الخاطئ على المنفرد نحو المرمى عبد الرحيم جيزاوي، ليتولى السهلاوي حسم الصراع بهدفه القاتل.

وفي مباراة أخرى، استعاد الاتحاد شيئا من هيبته، وأسقط مستضيفه الرائد برباعية سجلها جيبسون (ضربة جزاء)، ومختار فلاتة (3 أهداف أحدها من ضربة جزاء)، فيما سجل هدف الرائد الوحيد فيصل درويش، وتعرض زميله سعيد العيسى للطرد في الدقيقة التاسعة من الشوط الأول. ورفع الاتحاد بهذا الفوز رصيده إلى 15 نقطة؛ ليصعد من المركز الثامن إلى السادس، فيما بقي الرائد في مركزه التاسع بـ12 نقطة. وفاز الفيصلي على الشعلة 0/2 (ميغين ميملي وعبد الله المطيري)، ورفع رصيده بهذا الفوز إلى 11 نقطة في المركز العاشر، فيما بقي الشعلة في مركزه قبل الأخير بـ3 نقاط.

دخل الهلال المباراة بقائمة مكونة من: عبد الله السديري في حراسة المرمى، ويحيى المسلم، وياسر الشهراني، وسلمان الفرج، وتياغو نيفيز، وسيغوندو كاستيلو، وناصر الشمراني، وتشو سونغ هوان، وعادل هرماش، ونواف العابد، وسالم الدوسري، فيما مثل النصر عبد الله العنزي في الحراسة، ومحمد حسين، وعمر هوساوي، ومحمد السهلاوي، وخالد الغامدي، وإبراهيم غالب، ومحمد نور، وحسين عبد الغني، وشايع شراحيلي، وعوض خميس، وحسن الراهب.

ولم يمنح أي من الفريقين غريمه الفرصة لالتقاط الأنفاس والدخول في جو المباراة؛ حيث تبادلا الهجوم بشكل سريع ومتتال منذ الدقيقة الأولى، وهو ما أثمر تسجيل النصر هدفه الأول بعد مرور 6 دقائق فقط، عندما مرر الظهير الأيسر حسين عبد الغني كرة طويلة متقنة إلى زميله في الهجوم محمد السهلاوي، الذي انطلق سريعا خلف الكرة مستغلا تعامل المدافع يحيى المسلم السيئ معها؛ إذ أخفق في اختيار أحد الحلين «إخراجها أو إعادتها إلى الحارس»، وسدد السهلاوي الكرة من فوق الحارس السديري لتعانق الشباك. ولم يتوسد النصراويون على نتيجة التقدم في المباراة؛ بل واصلوا اللعب بطريقة الضغط على حامل الكرة، وهو ما تسبب في نوع من الإرباك للصفوف الخلفية في الهلال؛ لكن الأخير هو الآخر رفض ذلك الحصار، وانطلق في هجمات مرتدة سريعة، إلا أنها لم تثمر أهدافا، ففي الدقيقة 20 مرر نواف العابد كرة عرضية لتياغو نيفيز الموجود داخل الصندوق؛ لكنه لم يتعامل معها بالشكل الملائم، واعتلت العارضة الصفراء.

وبعدها بدقيقتين فقط راوغ نيفيز أكثر من لاعب نصراوي على مقربة من منطقة الجزاء، وسدد كرة قوية بيسراه؛ لكنها مرت إلى جوار القائم الأيسر. وفي الدقيقة 39، حصل البرازيلي نيفيز على خطأ خارج منطقة الجزاء النصراوية بعد دخول خاطئ من قبل إبراهيم غالب، وكاد يسجل من خلاله هدف التعادل لولا أن الكرة اصطدمت بالقائم الأيسر. وفي واحدة من أخطر الفرص الزرقاء في هذا الشوط، تلقى نواف العابد من الهلال كرة عرضية أرسلها زميله سلمان الفرج ووجهها برأسه نحو المرمى؛ لكن الحارس المتألق عبد الله العنزي تصدى لها، وتابع العابد الكرة بقدمه مسددا إياها نحو الشباك؛ لكن الحارس أبعدها مرة أخرى إلى ضربة ركنية لم يستفد منها الهلاليون.

وفي الشوط الثاني أجرى المدرب سامي الجابر تغييرا تكتيكيا أدخل خلاله اللاعب المخضرم محمد الشلهوب بدلا من نواف العابد في الدقيقة 54، وبعدها بثلاث دقائق أجرى الأوروغواياني كارينيو تغييرا مماثلا على خط الوسط عندما أدخل يحيى الشهري بدلا من محمد نور. وبعدها بعشر دقائق استعان مدرب النصر باللاعب الشاب عبد الرحيم جيزاوي بدلا من حسن الراهب، وتبعه على الفور سامي الجابر بتغيير أدخل خلاله ياسر القحطاني بدلا من سالم الدوسري.

وفي الدقيقة 63 كاد النصر يضيف هدفه الثاني عندما توغل شايع شراحيلي من الجهة اليمنى، ومرر كرة ذكية أمام منطقة الجزاء، تقدم لها جيزاوي وسددها قوية لتصطدم بالقائم الأيسر لمرمى الهلال، وبعد عشر دقائق قام الجيزاوي بمحاولة جديدة للتسجيل، عندما تقدم حتى مقربة من المرمى النصراوي وسدد كرة قوية؛ لكن الحارس السديري تمكن من التصدي لها. وفي الدقيقة 73 سنحت ليحيى الشهري من النصر فرصة لا تعوض للتسجيل عندما تلقى كرة ذكية من زميله شايع شراحيلي، وانفرد بالمرمى وسط بعض المحاولات الدفاعية لمضايقته؛ لكنه سدد الكرة بطريقة سيئة وسط ذهول مدربه كارينيو.

ورفض الهلاليون بدورهم البقاء متفرجين أمام تلك المبادرات الصفراء، ومن هجمة مرسومة بدقة وعناية تقدم البرازيلي نيفيز من الجهة اليمنى ومرر كرة عرضية غاية في الذكاء للمهاجم ناصر الشمراني الذي وضعها برأسه في الشباك، على الرغم من مضايقة المدافع خالد الغامدي.

وفي الدقيقة 85 أجرى مدرب النصر تغييرا جديدا؛ حيث أدخل خالد الزيلعي بدلا من عوض خميس في الجهة اليمنى، بهدف تنشيط الجهة اليمنى موازاة مع الجهة اليسرى التي يوجد بها عبد الرحيم جيزاوي، وبينما كانت نتيجة المباراة تتجه نحو التعادل، ارتكب الحارس الهلالي خطأ فادحا في الدقيقة 90 عندما تصدى بطريقة خشنة لعبد الرحيم جيزاوي في إحدى الهجمات النصراوية، وتسبب في سقوطه داخل منطقة الجزاء؛ ليحتسب الحكم الإيطالي ماورو بيرغونزي ضربة جزاء تولى تنفيذها المهاجم السهلاوي الذي وضعها في الشباك كهدف ثان لفريقه، منهيا الصراع المثير بين عملاقي العاصمة.