حملة واسعة على المواقع الاجتماعية للتضامن مع القاتل.. لا مع القتيل

صائغ ثان يطلق الرصاص ويقتل لصا هاجم محله في فرنسا

TT

للمرة الثانية خلال 3 أشهر، بادر صاحب محل للمجوهرات في فرنسا إلى إطلاق النار على لص هاجمه في محله، في وضح النهار، وأرداه قتيلا. ومثلما حدث مع الصائغ الأول الذي أيده مليون ونصف المليون شخص على مواقع التواصل الاجتماعي، تشكلت لجنة للتضامن مع الثاني، بعد ساعات قلائل من إعلان الخبر، ومعها تجدد الجدل حول هذا النوع من الجنايات وهل يعتبر قتلا مشروعا للدفاع عن النفس أم جريمة لا يتناسب رد الفعل فيها مع خطورة الفعل.

وتحتجز الشرطة، منذ الخميس الماضي، صاحب محل للمجوهرات في بلدة «سيزان»، إلى الشرق من باريس، بعد أن أطلق 4 رصاصات من سلاح ناري على رجل حاول سرقة محله تحت تهديد السلاح وأصابه بجروح أفضت إلى الوفاة. وذكر المتهم الذي يبلغ من العمر 54 عاما أنه كان في حالة دفاع عن النفس واشتبك مع المهاجم الذي سعى لسرقة المحل مستخدما مسدسا تبين، فيما بعد، أنه خال من الرصاص. وتأتي حملة التضامن بعد تزايد حوادث السطو المسلح على محلات المجوهرات والدكاكين التجارية، خلال السنوات الثلاث الماضية بحيث لم يعد يخلو يوم منها. وكان المتهم قد تعرض لحادثة سرقة، هذا العام، الأمر الذي دفعه إلى اقتناء سلاح مرخص وأخذ دروس في الرماية والتصويب، بالإضافة إلى نصب كاميرا صغيرة في محله.

أمس، عقد وكيل نيابة المنطقة، كريستيان دوروكينيي، مؤتمرا صحافيا كشف فيه ملابسات الحادث، وقال إن القتيل الذي يبلغ من العمر 36 عاما، دخل المحل بعد ظهر الخميس الماضي، بحجة الشراء، مع شريك أو اثنين كانا ينتظرانه في الخارج. وقد فتحت له زوجة الصائغ الباب واستقبلته مثل أي زبون لكنه أخرج مسدسا صوبه نحو وجهها. وعلى الفور نزل زوجها من الطابق العلوي وهو يخفي مسدسا وراء ظهره، وحدثت مواجهة بين الرجلين انتهت بمقتل السارق الذي وصفه دوروكينيي بأنه معروف للشرطة حيث سبق أن أدين 10 مرات، بينها حادثة حكم عليه فيها بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة السطو المسلح واحتجاز رهائن.

وجاءت مشاهد الفيلم الذي سجلته كاميرا المراقبة متطابقة مع أقوال صاحب المحل، حسب ما ذكر وكيل النيابة، الأمر الذي يرجح حالة الدفاع عن النفس. أما الشريك فقد هرب من المكان بسيارة كانت تنتظره في الخارج، تاركا زميله مضرجا بدمه على الرصيف.

يذكر أن صاحب محل للمجوهرات، لبناني الأصل، كان قد أطلق النار على شاب هارب على دراجة نارية بعد أن حاول السطو على محله في مدينة نيس، جنوب البلاد، وقتله في حادثة أثارت ردود فعل واسعة واعتبرت دفاعا عن النفس.