أوباما يهرب من البيت الأبيض لهوليوود

خصومه الجمهوريون يتهمونه بالترويج لشركات الإنتاج

الكلمة التي ألقاها أوباما أمام خلفية لشركة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الأميركية «دريم ووركس» وأثارت الحزب الجمهوري المنافس (أ.ف.ب)
TT

خلق الرئيس الأميركي باراك أوباما مشكلة جديدة مع الحزب الجمهوري المنافس، وكأنه لا تكفيه مشكلاته مع قيادات الحزب في الكونغرس. فقد ألقى كلمة في مؤتمر بهوليوود عاصمة السينما والتلفزيون، نظمته شركة «دريم ووركس» للإنتاج السينمائي. وخلال كلمته كان اسم الشركة يظهر، وهو الأمر الذي دفع عددا من قيادات الحزب الجمهوري المنافس إلى القول إن الرئيس الأميركي صار يقدم إعلانات مجانية للشركة، لا سيما أن جيفري كاتزنبيرغ رئيس الشركة من كبار مؤيدي أوباما والحزب الديمقراطي.

وتجدر ملاحظة أن أوباما «هرب» إلى هوليوود من العاصمة واشنطن، بسبب زيادة المشكلات التي يواجهها في البيت الأبيض. وكان قد فعل الشيء نفسه قبل عامين، عندما زادت المشكلات الاقتصادية، وذكر الأميركيون أنه فشل في حلها. في ذلك الوقت، بعد ارتفاع شعبيته عقب اغتيال أسامة بن لادن، عادت شعبيته للانخفاض؛ فقد انخفضت آنذاك إلى 47 في المائة. من بينهم 37 في المائة أعربوا عن رفضهم الشديد لإدارته. في ذلك الوقت، سافر أوباما لهوليوود، حيث ألقى مجموعة من الخطب السياسية، وظهر في مناسبات اجتماعية وجمع تبرعات لحملته الانتخابية.

وفي الأسبوع الماضي، وحسب استفتاء لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية، انخفض مؤيدوه إلى 37 في المائة فقط. ورفض 35 في المائة سياسته رفضا شديدا. وأوضح استطلاع لشبكة تلفزيون «إن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن 48 في المائة يرفضون سياسات أوباما. ولم تنخفض الثقة فيه فقط، بل ولأول مرة ذكر أغلبية الأميركيين أنهم لا يثقون به، وكأنهم يقولون إنه رئيس كاذب أو غير نزيه.

ومرة أخرى، هرب إلى هوليوود. ولكن تبعته المشكلات، وهو هناك بسبب دعايته الإعلانية المجانية لشركة «دريم ووركس» للإنتاج السينمائي.

وكان البيت الأبيض قد نفى قبل الزيارة أن وراءها أي دعاية لشركة أو لشخص. غير أن تمتع أوباما بتأييد المشاهير في هوليوود ليس سرا. ولهذا لم يتردد، وهو في هوليوود، في الهجوم على قادة الحزب الجمهوري المنافسة.

ففي حفل عشاء أنيق، في ضاحية غلينديل الراقية شمال هوليوود، ألقى أوباما كلمة وسط تصفيق المؤيدين وكاميرا التلفزيون، وشن هجوما عنيفا على الحزب الجمهوري. وقال: «بدلا من محاولاتهم إفشال خطة التأمين الاجتماعي كان يمكنهم العمل معنا». وأضاف: «لا يعارض الجمهوريون قانون الرعاية الصحي فقط. إنهم مهووسون بمعارضته»، ولم يقل مهووسون بمعارضة سياسته أم بمعارضته شخصيا.

غير أنه قال إنه لن يتراجع. وأكد: «سأبذل كل ما أستطيع لإصلاح الأخطاء في هذا القانون. ولكني لن ألغيه، ولن أخون الأميركيين الذين يحتاجون إليه».

غير أن حفل العشاء كان في منزل كاتزنبيرغ رئيس شركة «دريم ووركس»، وكان لافتات الشركة خلف أوباما وهو يخطب. كما زار مقر الشركة، وأشاد في كلمته بـ«إبداع هوليوود وإبداع الشركة. كما أشار إلى فيلمين ستصدرهما الشركة قريبا». وكان هذا من أسباب هجوم قيادات الحزب الجمهوري في الكونغرس عليه؛ هجوم جديد في سلسلة هجمات مستمرة ومتزايدة (كان آخرها الهجوم على اتفاقية الأسلحة النووية مع إيران). غير أن أوباما لم يخفِ حقيقة أن مشاهير هوليوود ظلوا رصيده المضمون، خلال سنوات حكمه، وظلوا هم أنفسهم ينتقدون سياسات الحزب الجمهوري. وعلى الرغم من نفي البيت الأبيض، كان واضحا أن أوباما سافر إلى هوليوود لزيارة «أصدقائه»، وليس «مؤيديه». ومن بينهم الممثلان ستيف مارتن وجيم بارسونز. وزار استوديو إنتاج فيلم «هوم»، الذي يمثلان فيه. وهو عن مخلوقات فضائية تغزو الأرض. بل سمع تسجيلا صوتيا له سيظهر في الفيلم يقول: «مرحبا بكم في البيت الأبيض». وخلا زيارته للاستوديو، تندر أوباما بأنه صوته في الفيلم، «سيثير البنات». وتندر مرة أخرى بأن المخلوقات الفضائية لها آذان عملاقة «إشارة إلى شهرته بكبر حجم أذنيه».كما زار خلال وجوده في هوليوود استوديو تصوير فيلم «دراغون زي»، وهو فيلم كارتون للأطفال عن مغامرات الفايكنغ أجداد الشعوب الإسكندنافية. وتندر هناك أيضا عندما تقمص شخصية رجل إعلانات، قائلا: «انتظروا هذا الفيلم في الصيف».

إلا أنه بالنسبة لقيادات الحزب الجمهوري، وآخرين ينتقدون أوباما، لم تكن هذه التعليقات نكات ولا مزحا. كانت بمثابة «رشوة» من الرئيس الأميركي لمشاهير هوليوود، مقابل تأييدهم له والتبرعات الهائلة التي يجمعونها له، كلما زار هوليوود.