الأمم المتحدة تعبر عن «القلق البالغ» وتطالب كير بفتح حوار سياسي

إجلاء رعايا أميركيين وبريطانيين ونرويجيين من جنوب السودان

TT

غداة إعراب أعضاء مجلس الأمن عن «القلق البالغ» من القتال في عاصمة جنوب السودان، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الرئيس سلفا كير ميارديت «معاودة الحوار مع المعارضة السياسية» لحل الأزمة، محذرا من أن العنف قد ينتقل إلى ولايات أخرى. بينما باشرت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج إجلاء بعض دبلوماسييها ورعاياها من البلاد.

وخلال إطلاعه أعضاء مجلس الأمن على التحديات المتعلقة بتهريب المخدرات في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، عبر الأمين العام عن «القلق العميق» من التطورات الجارية في جنوب السودان، موضحا أنه تحادث هاتفيا مع كير وحضه على «القيام بكل ما هو ممكن لوقف العنف لضمان احترام حقوق الإنسان وحكم القانون».

وشدد على «ضرورة معاودة الحوار مع المعارضة السياسية»، معبرا عن «الترحيب بالتقارير عن أن كير مستعد للدخول في حوار كهذا». ولفت إلى أنه تحادث أيضا مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني «بسبب دوره كزعيم إقليمي»، موضحا أن مبعوثه الخاص هيلد جونسون لا يزال على اتصال دائم مع الحكومة والأطراف الأخرى المؤثرة. واعتبر أن «هذه أزمة سياسية، وتحتاج بإلحاح إلى التعامل معها من خلال الحوار السياسي»، محذرا من أن «هناك خطرا من امتداد العنف إلى ولايات أخرى، ونحن رأينا بعض المؤشرات على ذلك». ودعا إلى «حماية حقوق الإنسان الخاصة بالمعتقلين»، مطالبا بمنح مراقبي حقوق الإنسان «الوصول التام إلى المعتقلين». وكذلك طالب القوات الحكومية بـ«وجوب العمل بامتثال تام للقانون الإنسان الدولي»، مشيرا إلى أن مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان «أنسميس» تتلقى تقارير عن «مقتل وجرح الكثير من الأشخاص». وأكد أن القوة الدولية «لا تزال تساعد المدنيين في مجمعين في جوبا، ويصل العدد فيهما إلى زهاء 20 ألف شخص، بالإضافة إلى المئات في جونغلي». ودعا الحكومة إلى «التعاون التام» مع «أنسميس» كي تقوم بمهمتها خلال الأيام المقبلة.

في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الفصائل المعارضة في جنوب السودان ينبغي أن تمنع تزايد التوتر، معتبرا أن الاختلافات السياسية ينبغي حلها.

وهو كان يتحدث خلال زيارة إلى مدينة تاكلوبان الفلبينية إذ قال إن «هناك حاجة إلى حل الاختلافات السياسية من خلال الوسائل السلمية والديمقراطية وتلك التي قاتل من أجلها» شعب جنوب السودان، مضيفا: «يجب أن تحترم الحكومة حكم القانون ويجب أن يكون شعب جنوب السودان قادرا على تحقيق قوته الكاملة في السلام». وأكد أن «أمن وسلامة دبلوماسيينا شيء أساسي، ونحن نتخذ خطوات في هذا التوقيت لضمان هذا الأمن».

وبالفعل، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكولونيل ستيفن وارن أن وزارته أجلت جوا 120 من الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم من جنوب السودان، موضحا أن طائرتين من طراز «سي 130» نقلت موظفين من السفارة الأميركية في جوبا مع دبلوماسيين أجانب آخرين وبعض المواطنين الأميركيين إلى كينيا المجاورة. وأكد أن قوة أميركية صغيرة لا تزال على الأرض في جوبا لتعزيز أمن السفارة.

وكذلك طلبت بريطانيا والنرويج سحب قسم من موظفي سفارتيهما بسبب الاضطرابات. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية إنه «بسبب عدم الاستقرار الحالي في جوبا، قررت الخارجية البريطانية إجلاء قسم من موظفيها مع عائلاتهم بشكل مؤقت». من دون تحديد عدد الأشخاص المعنيين. وأضافت أن «السفارة تبقى مفتوحة لكن البريطانيين الراغبين في الحصول على مساعدة قنصلية في جوبا يجب أن يتصلوا بالخارجية في لندن عبر رسائل الهاتف الجوال أو الهاتف أو على الإنترنت». وأوصت الرعايا البريطانيين بعدم التوجه إلى جوبا وهؤلاء الموجودين هناك بعدم مغادرة منازلهم.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية دعت أمس رعاياها في جنوب السودان إلى «الرحيل فورا». وفي أوسلو قال الناطق باسم وزارة الخارجية النرويجية فرود أندرسن إنه «جرى خفض عدد موظفي السفارة إلى الحد الأدنى».