السعودية تجري دراسات متعمقة لتقييم مستوى المياه الجوفية في الربع الخالي

دشنت رسميا مشروع «أطلس الطاقة المتجددة»

يماني يتوسط السليمان (يمين) ومحمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (تصوير: خالد المصري)
TT

بدأت السعودية، بشكل جاد، بإجراء دراسة متعمقة لتقييم مستوى المياه الجوفية في الربع الخالي جنوب البلاد، وسط توقعات بأن تصدر نتائج هذه الدراسة خلال عام من الآن، جاء ذلك في الوقت الذي دشنت فيه المملكة رسميا، أمس، مشروع «أطلس الطاقة المتجددة».

وحددت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة أربعة عناصر في مشروع «أطلس الطاقة المتجددة»، وذلك بهدف توفير الإطار التقني والمعلوماتي، لتطوير شبكة موثوقة ومستدامة بهدف إنتاج الطاقة المتجددة في السعودية.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور هاشم يماني، رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، خلال حفل تدشين مشروع «أطلس»، أمس: «العنصر الأول في مشروع (أطلس) يتعلق بإنشاء وتركيب 74 محطة خاصة بقياس جميع تفاصيل الإسقاط الشمسي، بما في ذلك الإسقاط الشمسي المباشر والمنتشر والكلي، إضافة إلى توفير معلومات مهمة عن الطقس مثل الحرارة والرطوبة، كما يتكون هذا العنصر من تركيب 40 محطة أخرى للقياس الدقيق لسرعة واتجاه الرياح على ارتفاعات عدة تصل إلى 100 متر». وتابع يماني حديثه: «العنصر الثاني يتعلق بتدقيق البيانات والتحقق من جودتها وتتابعها حسب أفضل الممارسات العالمية لمعالجة البيانات، ويجري ذلك في مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، من خلال كوادر سعودية م بناء خبراتها مع شركائنا الدوليين، بينما العنصر الثالث يتعلق ببناء وتطوير بوابة إلكترونية تحتوي على معلومات مصادر الطاقة المتجددة المدققة والموثقة، يجري من خلالها تقديم المعلومات للفئات المستفيدة جميعها بشكل عملي وسهل»، مبينا أن العنصر الرابع والأخير تأسيس برنامج بحثي لتكامل القياسات الأرضية مع بيانات ومعلومات الأقمار الاصطناعية التي تغطي مناطق المملكة جميعها «بغطاء أرضي يصل إلى دقة مساحية بحدود نصف كيلومتر مربع، وتتابع زمني يصل إلى ربع الساعة».

ولفت رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، إلى أن قياس مصادر الطاقة المتجددة موضوع مهم وضروري، خصوصا عندما تستهدف المملكة برنامجا طويل الأمد، وقال: «يترتب على ذلك ضرورة تحديد الاحتياجات الأولية، ومن أهمها استيعاب وفهم طبيعة الموارد المتجددة التي نملكها، ومعرفة مستوى جودة الإشعاع الشمسي في المملكة، لنتمكن من تطويعها كمدخل لمشروعات محطات شمسية كبيرة لإنتاج الكهرباء. و(الأطلس) وما يحويه من معلومات تفصيلية يلعب دورا مفصليا في تحديد جدوى وربحية هذه المشروعات، فعلى سبيل المثال فإن تغير مستوى الإسقاط الشمسي بمقدار 10% فقط يؤثر على كمية الطاقة المنتجة من محطات الطاقة الشمسية». من جهته، أكد الدكتور خالد السليمان، نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة المتجددة لشؤون الطاقة المتجددة، أن مشروع «أطلس» سيقوم بقراءة موارد الطاقة الشمسية من خلال أكثر من 70 محطة موزعة بشكل دقيق ومدروس في أرجاء المملكة، وعلى فترات زمنية تصل إلى الدقيقة الواحدة. من جهة أخرى، تجري السعودية حاليا دراسة متعمقة لتقييم المياه الجوفية في الربع الخالي جنوب السعودية، وستنتهي الدراسة التي تجريها شركة متخصصة خلال عام من الآن، كشف عن ذلك المهندس عبد الله الحصين، وزير المياه والكهرباء في البلاد، خلال تصريح صحافي عقب حضوره حفل إطلاق «مشروع أطلس مصادر الطاقة المتجددة»، في الرياض، أمس. وقال المهندس الحصين: «هذه الدراسة تقوم بها شركة متخصصة لبحث منطقة الربع الخالي بالتفصيل، ومن المتوقع أن تكون جاهزة خلال هذا العام، نظرا لأن كميات المياه الموجودة في المنطقة تقع على مستويات مختلفة من الأعماق والملوحة، وذلك للاستفادة من الثروة المائية التي تزخر بها هذه المنطقة». ولفت الحصين، إلى أن مشروع «أطلس الطاقة المتجددة» يعد مهما لبناء أي مشروع استثماري في مجال الطاقة، ولمساندة عمل الطاقة المنتجة عن طريق الهيدروكربون، متمنيا تكاتف جميع الطاقات من جوانبها جميعا لسد الحاجة الضرورية للطاقة المتجددة في المملكة. يشار إلى أن السعودية «وهي إحدى كبرى الدول المنتجة للنفط الخام حول العالم»، تستهلك، بحسب معلومات حديثة حصلت عليها «الشرق الأوسط»، ما يتراوح بين 30 و35 في المائة من حجم إنتاجها اليومي من النفط الخام خلال الفترة الحالية في السوق المحلية، حيث يذهب معظم هذا الاستهلاك في المملكة إلى إنتاج «الكهرباء»، و«المياه المحلاة».