اليونان تتوقع التعافي من أزمتها الاقتصادية العام المقبل

الإفراج عن قسط مساعدات متأخرة لها بقيمة مليار يورو

TT

سادت الأجواء الإيجابية لقاءات أعضاء الحكومة اليونانية لقرار الإفراج عن مليار يورو من أموال الإنقاذ، وهي دفعة مساعدات تأخرت طويلا، وبالتحديد منذ الصيف الماضي، وجاء القرار رغم أنه لم يجر على الأقل حتى الآن التوصل لاتفاق بين الحكومة اليونانية وخبراء الترويكا الممثلين عن الدائنين. وأعرب وزير المالية اليوناني يانيس ستورناراس الذي كان يشارك في اجتماع اليورغروب في بروكسل، عن ارتياحه لهذا القرار معلنا انتهاء فترة صعبة بالنسبة لليونان.

ومن أهم الأمور التي تقوم بها اليونان مقابل هذه المساعدات تطبيق الإصلاحات الاقتصادية وإعادة هيكلة وتعديل شركات الدفاع الوطنية التابعة للدولة، وهي ثلاث شركات كبيرة، والاستغناء عن نحو اثني عشر ألف موظف حكومي، وسداد ديون الحكومة لبعض الشركات وتحسين الوضع المالي لشركتي المياه في البلاد، وتحسين القوانين المنظمة لمهنة المحاماة.

تجدر الإشارة إلى أن الدفعة الجديدة من المساعدات تتكون من نصف مليار يورو من أموال الإنقاذ ونصف مليار يورو من برنامج البنك المركزي الأوروبي لشراء سندات الخزانة اليونانية.

في غضون ذلك، ووفقا لتقرير بنك اليونان الوطني حول السياسة النقدية للبلاد، من المتوقع العام المقبل نمو بقيمة 5 أعشار النقطة والحد من البطالة بنحو واحد في المائة، وبذلك يؤكد البنك خروج اليونان من الأزمة المالية خلال العام المقبل 2014. أما عن أبرز العوامل التي تدعم الاقتصاد اليوناني وفقا للتقرير، فمنها تصحيح أوضاع المالية العامة، التي من المتوقع أن تسجل فائضا أوليا بعد فترة طويلة من عجز كبير، وهذا التطور جاء نتيجة خفض الواردات، كما أن هناك انتعاشا كبيرا في الإيرادات من الخدمات السياحية وزيادة الإيرادات من الصادرات. ومن العوامل الأخرى أيضا تحجيم معدل الركود العام الجاري وانخفاضه 4 في المائة مقارنة بالعام الماضي، والتحسن في تقييم الاقتصاد اليوناني، سواء داخليا أو خارجيا، ومنحه الثقة تدريجيا، وهذا يظهر الاقتصاد الحقيقي، بالإضافة إلى التقدم في برامج الخصخصة بعد تأخيرات كبيرة في السنوات السابقة، والإصلاحات في سوق العمل وتقليل تكلفة اليد العاملة، وإعادة بناء النظام المصرفي وعودة الثقة للاقتصاد اليوناني.

في غضون ذلك، وافقت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، على إعطاء اليونان ثلاثة مليارات يورو لمساعدتها في بناء أربع طرق سريعة رئيسية، وكان قد توقف البناء في هذه الطرق السريعة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب أزمة الديون الحادة التي تطلبت من الحكومة اليونانية إجراء تخفيضات كبيرة في الميزانية.

وقال مفوض السياسات الإقليمية بالاتحاد الأوروبي، يوهانس هان، إن الاستثمار ضرورة من أجل الانتعاش الاقتصادي في البلاد، وتوقع أن يخلق بناء الطرق السريعة ستة آلاف فرصة عمل، منها 1700 وظيفة طويلة الأجل لاشتمالها على إدارة الطرق السريعة بعد الانتهاء من البناء نهاية عام 2015، وقال هان إن الطرق السريعة تشكل جزءا من شبكة الطرق العابرة لأوروبا، وهي ضرورية لخلق سوق موحدة للسلع الأوروبية.

من جهة أخرى، واحتفالا بذكرى ميلاده الـ150، قام مصرف اليونان بإصدار عملة جديدة تحمل صورة الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس، الذي يعد واحدا من أعظم شعراء اليونان المعاصرين، وقد ولد كفافيس في 29 أبريل (نيسان) عام 1863 بمدينة الإسكندرية بمصر لأبوين يونانيين، وكان حفيد تاجر ماس يوناني، وأبوه كان رجل أعمال وأمه من الطبقة الأرستقراطية.

وبعد وفاة والده استقر وعائلته لفترة في ليفربول، بالمملكة المتحدة، عام 1877 إلى أن لحقت بهم مشاكل مالية بسبب الكساد الطويل عام 1873 وعادوا مرة أخرى إلى الإسكندرية عام 1877، وفي عام 1882 تسببت اضطرابات في الإسكندرية إلى رحيل الأسرة مؤقتا إلى إسطنبول.