أعلن الجيش اللبناني أمس أنه «لن يسكت على أي استهداف إسرائيلي»، في أول رد فعل لقيادته على التهديدات الإسرائيلية التي لوحت باعتباره هدفا في أية مواجهة مستقبلية مع «حزب الله». وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال تفقده وحدات الجيش وقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «الحرص على الاستقرار في الجنوب» في إشارة إلى حادثة إطلاق جندي لبناني النار على آخر إسرائيلي عند الشريط الحدودي الأسبوع الماضي.
وقال قهوجي: «إن الجيش اللبناني حريص على الاستقرار في الجنوب، وملتزم بتثبيت الأمن فيه بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لكنه يدرك أيضا نيات العدو الإسرائيلي تجاه لبنان، خصوصا محاولات استغلاله الأحداث الداخلية لزرع الفتنة بين اللبنانيين».
وشدد على أن «الجيش يتمتع بالجهوزية الكاملة للرد على أي اعتداء إسرائيلي، وهو لن يخضع لأي تهديد، ولن يسكت عن أي استهداف، وكل عمل عدواني سيقابل بالمثل وسيكون التصدي له فوريا».
وزار قهوجي مقر قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في الناقورة، حيث التقى قائدها الجنرال باولو سيرا وكبار ضباطها، مشيدا بتضحيات الجنود الدوليين (...) في وطن يثمن جهودهم، ووسط شعب يحترم دورهم في ترسيخ الاستقرار على الحدود.
وأكد قهوجي في بيان أصدرته مديرية التوجيه في الجيش على «التنسيق والعمل المشترك بين الجيش والقوات الدولية وهو تنسيق يومي وعلى أعلى المستويات، التزاما بالقرار 1701 وتطبيقا لمختلف مندرجاته»، مذكرا «بخرق إسرائيل المتكرر لهذا القرار ولكثير من القرارات الدولية الأخرى، في الوقت الذي يلتزم فيه لبنان الشرعية الدولية». وأكد «حرص الجيش على سلامة جنود الوحدات الدولية في وجه أي تهديدات قد تطالهم، وهذا الحرص يعادل تماما حرص الجيش على حياة جنوده».
ثم تفقد قهوجي جنود الألوية المنتشرة في الجنوب، مثنيا على دور العسكريين في حفظ الأمن والاستقرار في عاصمة الجنوب ومحيطها. وقال: «يعرف الجميع حجم التضحيات التي تبذلونها، وما حصل في عبرا وفي الأولي ومجدليون، دليل واضح على أننا لن نسكت عن أي استهداف يطال الجيش، وعن أي نقطة دم تسيل من جنودنا». وأضاف مخاطبا إياهم: «يقبل البلد على استحقاقات داهمة، وتقع عليكم مهمة كبيرة في حفظ استقرار لبنان، خلال فترة صعبة، تحاول جهات داخلية وخارجية المس بهذا الاستقرار، واستهدافكم عبر عمليات انتحارية وأمنية لإضعاف الجيش تمهيدا للنيل من وحدة لبنان، لكن سيعلم الجميع أنكم دائما على قدر المسؤولية والتحديات». وأكد أن الجيش لن يتخلى إطلاقا عن دوره في صيدا «بل سيضاعف جهوده فيها وفي البلدات المجاورة والطريق الساحلية، لحمايتها من أي محاولة للعبث بأمنها وللتفريق بينها وبين الجوار، ولن يسمح لأيادي الإرهاب بأن تضرب فيها، وسيتعاون مع جميع أبنائها من أجل تفويت الفرصة على الإرهابيين، والطارئين على المدينة وتاريخها العريق في التعايش».