توقعات بإصدار قرار من رئيس جنوب السودان بوقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين

قمة «إيقاد» تختتم أعمالها في نيروبي

وزير الشؤون الخارجية الأثيوبي تيدروس أوهانوم لدى حضوره المؤتمر الصحافي بعد اختتام قمة «إيقاد» في نيروبي بحضور الرئيس الكيني (يسار) ورئيس الوزراء الصومالي (يمين) (أ.ب)
TT

يتوقع أن يصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قرارا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من قادة حزب الحركة الشعبية الحاكم الذين اتهمهم كير بالمشاركة في انقلاب فاشل بقيادة نائبه السابق الدكتور رياك مشار، في وقت يشارك وزير خارجية جوبا الدكتور برنابا مريال بنجامين في قمة دول منظمة هيئة التنمية الحكومية (إيقاد) التي تسعى للتوصل إلى حل نهائي للأزمة في الدولة حديثة الاستقلال، وطالبت مجموعة مشار من رؤساء الإيقاد بأن يعلن رئيس الدولة وقف شامل لإطلاق النار ويطلق سراح كافة المعتقلين وأن يتم إعلان المبادئ للحوار الذي سيبدأ في العاصمة إثيوبيا أديس أبابا الثلاثاء المقبل.

وأبلغ وزير التعليم السابق عضو المكتب السياسي البروفيسور بيتر أدوك الذي أطلق سراحه أمس «الشرق الأوسط» أن بقية المعتقلين الآخرين سيتم الإفراج عنهم في أي لحظة، وقال (لقد تم إطلاق سراحي اليوم – أمس – بعد اعتقال تم ليومين وكنت مع ضمن المجموعة التي تم اعتقالها بسبب الأحداث قبل عشرة أيام ولم توجه أي اتهامات)، وقال (لقد طلبني وزير الداخلية في ذات يوم إطلاق سراحي وقال: إن التهمة التي توجهها لي الحكومة مشاركتي في المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه نائب الرئيس السابق رياك مشار)، وأضاف «هذه هي التهمة الوحيدة وتم إطلاق سراحي، أما بقية المعتقلين علمت أن الاتهام يتعلق بعدم حضورهم اجتماع مجلس التحرير الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الجاري».

وكشف أدوك عن تفاصيل الاجتماع الذي عقده الرئيس الكيني اوهورو كيناتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين مع المعتقلين أول من أمس عند زيارتهما إلى جوبا أول من أمس، وقال (لقد أوضحنا للرؤساء وجهة نظرنا في الأحداث التي جرت من فبركة انقلاب والمواقف داخل الحزب الحاكم والخلافات السياسية التي حولها الرئيس سلفا كير ومجموعته إلى صراع مسلح)، وأردف قائلا (نقلنا إلى الرؤساء أن يتم تحقيق شامل في سقوط الضحايا وتحديد المسؤولين عنها في تحقيق محايد وشفاف)، وأضاف (طلبنا من قيادة الإيقاد إيقاف القتال الجاري وهذا قرار يفترض أن يتخذه الرئيس سلفا كير وسيتم وقف فوري من قبل الأطراف وإطلاق سراح بقية المعتقلين)، مؤكدا أن مجموعته متمسكة بحزب الحركة الشعبية الحاكم ولن تتنازل عنه، وقال (سيتم إعلان مبادئ في أول جلسة للتفاوض وأن التعريف الصحيح للأزمة هي سياسية داخل الحزب الحاكم وإن لجأ رئيسه إلى السلاح بفبركة انقلاب)، وتابع (سيتم الحوار حول كيفية إدارة الحزب والحكومة وأن يتعايش الجميع بتياراتهم المختلفة داخل حزب واحد وكيفية إشراك الآخرين)، وقال (نحن نطالب بأن تشارك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في عملية الوساطة وأن يتم تحديد وسيط تتفق عليه أطراف النزاع).

وقال أدوك بأن عدد من الذين سيتم إطلاق سراحهم سيتوجهون إلى لقاء النائب السابق دكتور رياك مشار وأن الآخرين سيذهبون إلى مقر المفاوضات إلى أديس أبابا قبل بدء التفاوض الثلاثاء المقبل، وأضاف (سنجهز ورقتنا التفاوضية فور إطلاق سراح مجموعتنا لمناقشتها مع مشار).

قال مسؤول كيني، إن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت لم يتوجه إلى العاصمة الكينية نيروبي لحضور اجتماع مع زعماء دول منظمة «إيقاد» الذين يحاولون التوسط لإنهاء قتال بالجنوب مضى عليه نحو أسبوعين وأودى بحياة الآلاف.

من جهة أخرى أعلن قادة أفارقة اجتمعوا في نيروبي أمس موافقة حكومة جنوب السودان على الالتزام بوقف إطلاق نار فوري في البلاد، لإنهاء العنف المستمر منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري وأودى بحياة الآلاف، ودعا رؤساء دول إيقاد عقب القمة التي عقدوها في كينيا نائب الرئيس السابق رياك مشار إلى اتخاذ خطوة مماثلة.

وكشفت مصادر عسكرية فضلت حجب اسمها أن رئاسة أركان الجيش الشعبي لتحرير السودان أصدرت تعليمات لوحداتها للالتزام بوقف إطلاق النار في خطوة لحسن النوايا، ودعا قادة الجيش إلى عدم الدخول في قتال إلا عند الدفاع عن النفس.

وقال بيان رسمي صادر عن اجتماع هيئة التنمية الحكومية (إيقاد) في نيروبي تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن المجموعة ترحب بقرار حكومة جنوب السودان وقف الأعمال العدائية ويدعون دكتور رياك مشار والأطراف الأخرى لإعلان التزام مماثل، واتفق رؤساء الإيقاد على أن أزمة الجنوب تحل بالحوار.

من جانبه قال الرئيس الكيني هورو كينياتا بأن حكومة الرئيس سلفا كير التزمت بوقف فوري لإطلاق النار وحثت زعيم المتمردين ريك مشار على إعلان التزام مماثل. وقال بيان باسم الرؤساء بأنهم جادون في إجراء محادثات بين الأطراف المتحاربة بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وأدت الأحداث الأخيرة إلى نزوح أكثر من (121) ألف مواطن بسبب الأزمة الخطرة في جنوب السودان»، ويخشى من ارتفاع العدد لقلة المعلومات المتوفرة لدى الوكالات الإنسانية على الأرض، ومن بين هؤلاء النازحين لجأ 63 ألفا إلى قواعد للأمم المتحدة خصوصا في جوبا وبور وملكال وبانتيو. وفي العاصمة جوبا وحدها ترك 25 ألف شخص منازلهم وفقا لمكتب الأمم المتحدة.

إلى ذلك وصل إلى مدينة جوبا أمس نائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزة، على متن طائرة عسكرية مصرية محملة بالمساعدات الإنسانية للمتضررين من أحداث العنف الأخيرة في جنوب السودان، حيث كان في استقباله بمطار جوبا نائب وزير خارجية جنوب السودان بيتر بشير بندي وأووت دينق اشويل وزيرة الرعاية الاجتماعية. وقال المسؤول المصري للصحافيين عقب وصوله بأن الزيارة تهدف إلى إرسال رسالة تضامنية من حكومة وشعب جمهورية مصر العربية مع الأشقاء في جنوب السودان، وتأكيدا على الوقفة المصرية مع جنوب السودان للخروج من الأزمة الراهنة وهو أكثر أمنا وسلاما.