تضارب أنباء بين الداخلية العراقية ومجاهدين خلق بشأن الهجوم الصاروخي على ليبرتي

واشنطن تدين الهجوم وتدعو الحكومة العراقية إلى تأمين المعسكر

TT

فيما لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي وقع مساء أول من أمس على الأطراف الغربية للعاصمة العراقية بغداد بالقرب من مطار بغداد الدولي الذي استهدف معسكر «ليبرتي» الخاص بمجاهدين خلق مثلما تقول أوساط المنظمة فإن وزارة الداخلية العراقية أعلنت من جانبها أن الصواريخ وقعت في أرض خالية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في بيان صحافي أمس إن «الصواريخ التي سقطت يوم أمس على مطار بغداد الدولي، لم تكن تستهدف المعارضة الإيرانية». وأوضح معن أن «تلك الصواريخ سقطت على منطقة خالية من المباني، والسكان قرب المطار»، مشيرا إلى أن «سقوطها لم يسفر عن تسجيل خسائر بشرية». وأضاف معن أن «وزارة الداخلية تحقق في الهجوم، والتحقيقات الأولية لم تنكشف بعد لمعرفة الجهة المنفذة والمستهدفة». وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية أفاد بأن ثلاثة صواريخ (كاتيوشا) سقطت على مطار بغداد الدولي وأن الأجهزة الأمنية عثرت على منصة إطلاق الصواريخ في منطقة الغزالية غرب بغداد. لكن الناطق الرسمي باسم منظمة مجاهدين خلق حسين مهدوي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «معسكر ليبرتي تعرض إلى هجوم صاروخي هو الرابع من نوعه هذا العام» مشيرا إلى أن «حصيلة الهجوم الصاروخي أسفرت عن وقوع قتيلين وأكثر من 50 جريحا». وردا على سؤال بشأن نفي الداخلية العراقية أن يكون الهجوم قد استهدف معسكر ليبرتي أو أسفر عن ضحايا قال مهدوي بأن «هذه الأساليب تعودنا عليها من قبل ممثلي الحكومة العراقية وأن القتيلين هما محمد جواد صالح تهراني ومحمود برنافر». واعتبر مهدوي أن «هذا الهجوم يأتي بعد زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى إيران مؤخرا وأنه نتيجة مؤكدة من نتائج هذه الزيارة حيث إن استمرار استهداف مجاهدين خلق من قبل المالكي هو جزء من صفقة التمديد له لولاية ثالثة بمباركة حكام إيران». من جهتها دانت الولايات المتحدة الأميركية الهجوم الصاروخي الذي استهدف عناصر منظمة مجاهدين خلق الإيرانية غرب بغداد والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصرها، ودعت الحكومة العراقية إلى «تأمين المعسكر»، فيما طالبت إياها في الوقت نفسه إلى «احترام» اتفاقيتها مع الأمم المتحدة حول المنظمة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي في بيان أمس إن «الولايات المتحدة تدين وبأشد العبارات الهجوم الذي تعرض له معسكر الحرية الذي تسبب حسب التقارير بقتل وجرح عدد من سكان المعسكر، فضلا عن جرح عدد من عناصر الشرطة العراقيين»، داعيا الحكومة العراقية «إلى اتخاذ إجراءات إضافية لتأمين المعسكر ضد أي هجوم آخر». وأضافت بساكي أن «على الحكومة العراقية الثبات واحترام التزاماتها وفقا لاتفاقية 25 يناير (كانون الأول) 2011 التي وقعتها مع الأمم المتحدة وأن تعمل على إلقاء القبض على المتورطين بتنفيذ الهجوم وتجلبهم للمساءلة». ولفتت بساكي إلى «إجراء اتصالات ببعثة الأمم المتحدة اليونامي ومع كبار المسؤولين العراقيين لضمان الإخلاء السريع للجرحى ومعالجتهم»، معربة عن شكرها إلى «كل أعضاء بعثة اليونامي والحكومة العراقية لاستجابتهم السريعة وذلك بتوفير سيارات إسعاف وعلاج الذين تعرضوا إلى إصابات بليغة». وكانت لجنة إنهاء ملف منظمة مجاهدين خلق أعلنت خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أن الحكومة العراقية نفد صبرها بشأن ملف منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة، وأكدت أنها تدرس خيارات أخرى لإصدار قرار ملزم بإنهاء تواجدهم في مخيم الحرية (ليبرتي)، وفيما دعت الدول المعنية بالمخيم إلى تقديم الأموال لتوطينهم في دول أخرى وليس النصائح فقط، حملت الأمم المتحدة الحكومة العراقية مسؤولية سلامة وأمن سكان المخيم. وتأسست منظمة مجاهدين خلق (مجاهدو الشعب)، الإيرانية المعارضة، في عام (1965) بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية في (1979) عارضت النظام الإسلامي، والتجأ الكثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينات خلال الحرب بين البلدين (1980 - 1988)، وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في يونيو (حزيران) 2001.