ربط غير منطقي

علي المزيد

TT

تذكر نظريات الإعلام بعد اختراع الإذاعة والتلفزيون والهاتف أن العالم أصبح قرية صغيرة، ومع وجود الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الإلكترونية بين الناس أصبح العالم جهاز جوال. هذه المقدمة ضرورية لكشف الترابط بين أسواق العالم واقتصادياته بحيث إذا هبط سوق هبطت معه أسواق أخرى. ومن المعروف أن سوق الأسهم الأميركية تقود أسواق العالم بحيث إذا تراجعت، هبطت معها أسواق الأسهم في العالم العربي وعلى رأسها السوق السعودية ونحن لا نعارض مثل هذا الترابط إذا كان منطقيا فإذا حدث انكماش في الاقتصاد الأميركي أو كساد فمن المنطقي أن يخف الطلب على النفط سلعتنا الأساسية التي نبيعها للعالم فيصبح من المنطقي أن تتراجع السوق الأميركية وتتراجع معها أسواق العالم العربي لأن هذا سبب يؤثر في الاتجاهين الأميركي والعربي.

بمعنى أن هناك مجموعة أسباب منطقية ومشتركة تؤثر على السوق الأميركية والسوق العربية ومنها على سبيل المثال لا الحصر قيام البنك الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة أو خفضها وهذا يؤثر في الاتجاهين حيث إن بنوك العالم العربي تقوم برفع الفائدة أو خفضها بناء على ما يقوم به البنك المركزي الأميركي ورفع الفائدة أو خفضها يؤثر في أسواق الأسهم سواء بالارتفاع أو الهبوط.

ولكن هناك عوامل متباينة أي إنها تكون سيئة على السوق الأميركية وإيجابية على السوق العربية، فمثلا قبل نحو أسبوعين أوضحت المؤشرات الأميركية انخفاض المخزون الأميركي من النفط ومن الطبيعي بعد هذا الإعلان أن تهبط سوق الأسهم الأميركية ومن المؤسف أن هبطت سوق الأسهم السعودية بشكل تقليدي مع أن هذا العامل سلبي للسوق الأميركية وإيجابي للسوق السعودية إذ إن انخفاض المخزون سيزيد الطلب على النفط ويفترض أن هذا العامل إيجابي يؤثر بارتفاع السوق السعودية لا هبوطها.

خلاصة القول أنه مثلما هناك عوامل مشتركة تهبط بالسوقين فهناك عوامل متباينة تؤثر على سوق معينة سلبا وعلى سوق أخرى إيجابا ولذلك على المتعاملين في العالم العربي أن ينتبهوا لهذه العوامل المتباينة ليمنحوا أسواقهم استقلالية منطقية. ودمتم.