صدام قال للوفد البريطاني: رجال الدين الإيرانيون متعطشون للسلطة

طارق عزيز أكد أن العراق أنقذ المنطقة من التطرف وحمى المصالح الغربية

صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
TT

قال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إنه «يفهم عقلية الملالي أكثر من الغرب (...) نحن جيران، والخميني عاش في كربلاء. من الخطأ جدا أن يقتنع الغرب بأهمية إعادة إيران كقوة في المنطقة. التطرف الديني سوف يزرع بذور الفتنة في المنطقة، ولهذا لا يجوز إظهار أي مرونة مع الملالي أو تصديق ما يقولونه».

لكنه أضاف، حسبما أظهرت الوثائق الرسمية البريطانية التي أفرج عنها وتعود إلى عام 1984 في لقائه مع الوفد البريطاني الذي حضر للعراق، أنه «لا يعتقد أن عقد مفاوضات مع القيادة الحالية شيء مستحيل»، مضيفا أن «رجال الدين متعطشون للسلطة، وبسبب ذلك تجدهم أكثر مرونة وبراغماتية من السياسيين». وأعطى الرئيس مثالا حول كيف أنهم في نهاية المطاف أطلقوا سراح الرهائن الأميركان، لكنهم استخدموا ذلك في الحصول على قسط من التنازلات. كما أكد صدام في النهاية أن علاقته ممتازة مع الأردن ومصر، لكن «سوريا مشغولة في هضم لبنان»، وهذا يشكل ارتياحا له، ومن دون شك، لإسرائيل.

وكشف طارق عزيز، وزير خارجية صدام، خلال لقاء منفصل مع الوفد البريطاني، أن العراق الذي دافع عن نفسه أنقذ المنطقة من خطر التطرف الديني الإيراني، مضيفا «في الواقع لم ينقذ المنطقة فقط، وإنما حمى مصالح الدول العظمى».

وتبين إحدى الوثائق أن صدام كان يريد ضمانات أميركية بألا يقوم الإسرائيليون بمهاجمة خط أنبوب النفط الذي يصل إلى العقبة، وكان يتوقع أن يضمن ذلك من خلال وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز، ووزير الدفاع كاسبر وينبيرغر، والاثنان عملا مديرين في شركة «بيتشلي» الأميركية للإنشاءات التي كانت ستقوم ببناء الخط.