عائلة سفير فلسطين الراحل لدى التشيك: مقتل جمال الجمل مدبر

بلدية الحي الذي تقع فيه السفارة في براغ تطلب نقل مقرها

مقر منزل السفير الفلسطيني في براغ (أ.ف.ب)
TT

قالت عائلة السفير الفلسطيني الراحل لدى جمهورية التشيك، جمال الجمل، الذي لقي حتفه في انفجار بمنزله، إن الانفجار الذي استهدف السفير «كان مدبرا بفعل فاعل ولم يكن عرضيا». وجاء ذلك بينما أعلن رئيس بلدية حي سوكدول حيث تقع سفارة السلطة الفلسطينية في براغ، أن الحي طلب نقل مقر البعثة الفلسطينية على أثر الانفجار الغامض الذي أودى بحياة السفير.

ونفت رنا، ابنة السفير، في حديث خاص لوكالة «معا» الإخبارية المستقلة، ما أشيع من معلومات من أن الانفجار وقع بعد وقت قصير من فتح الجمل خزانته نتيجة جهاز أمني بداخلها، مضيفة أن الخزانة قديمة وموجودة في السفارة الفلسطينية منذ 30 سنة وتستخدم بشكل يومي.

وقالت: «الخزانة استخدمت بشكل يومي منذ 30 سنة في مقر السفارة الفلسطينية وهي قديمة وليست حديثة ولا تحتوي على أي أجهزة متطورة». وأوضحت ابنة السفير أن والدها كان يستعمل الخزانة وقبل مغادرته التشيك إلى القاهرة بقي العاملون في السفارة هناك يستخدمونها لمدة شهرين. وأضافت: «عندما عاد والدي قبل أيام إلى السفارة نقلت الخزانة قبل حادث الانفجار بليلة إلى المنزل عبر شركة نقل تشيكية وذلك بعد أن أحضرت خزانة بديلة للسفارة وتحويل القديمة التي كانت بحجم ثلاجة صغيرة لمنزل السفير».

وبحسب رواية والدتها وشقيقها اللذين كانا موجودين وقت الانفجار، فإن «والدها خلال قيامه بفتح الخزانة طلب من زوجته أن تحضر قلما وبعد ذلك وقع انفجار خارجي بالخزانة أدى إلى إصابة الأب بشظايا مما أسفر عن وفاته». ونفى الاثنان أن يكون الانفجار نتج من داخل الخزانة وإنما عبر جسم ألصق فيها من أسفل. وكانت متحدثة باسم الشرطة التشيكية قالت إن السفير الفلسطيني لدى جمهورية التشيك لقي حتفه إثر انفجار وقع في مقر إقامته بالعاصمة براغ الأربعاء.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إن الانفجار وقع بعد وقت قصير من قيام السفير الجمل بفتح خزانته. وأوضحت المتحدثة أن الشرطة استبعدت فرضية أن يكون الحادث ناجما عن عمل إرهابي أو جريمة. ومن الممكن أن تكون العبوة التي انفجرت جزءا من نظام تأمين الخزانة ربما يكون السفير قد «أساء التعامل معه».

وقالت متحدثة باسم خدمات الإنقاذ إن السفير الفلسطيني الجمل (56 سنة) نقل بسرعة إلى مستشفى عسكري، وهو في حالة غيبوبة إلا أنه توفي بعد عدة ساعات. وقال مسؤولون إن عائلة السفير كانت بالمنزل في وقت الانفجار، وأصيبت زوجته بصدمة وتلقت العلاج جراء استنشاق الدخان. وهز الانفجار مقر إقامة السفير قبيل الساعة الثانية عشرة ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت غرينتش). يذكر أن الجمل تولى منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وأفادت تقارير بأنه انتقل إلى مقر إقامته منذ بضعة أيام فقط. وفي غضون ذلك، أعلن بيتر هغل، رئيس بلدية حي سوكدول، حيث تقع سفارة السلطة الفلسطينية في العاصمة براغ، أن الحي طلب نقل مقر البعثة الفلسطينية على أثر الانفجار. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «البلدية تشعر بأنها تعرضت للخداع من تصرف الدبلوماسيين الذين يملكون أسلحة ومتفجرات في السفارة في انتهاك للقانون التشيكي والدولي». وأضاف: «لهذا السبب نطلب من وزارة الخارجية التشيكية نقل مقر السفارة إلى خارج الحي». وأجرى محققون تشيكيون وفلسطينيون تحقيقات الخميس في حادث التفجير. وذكر هغل أن المبنيين اللذين يؤويان السفارة ومسكن السفير في وسط حي سوكدول «أثارا في الماضي مخاوف». وقال إن «حضانة موجودة على بعد مئات الأمتار من المبنيين». وكتب بالإنجليزية على ورق ألصقه الجمعة سكان حي سوكدول على السياج المحيط بمبنى البعثة الفلسطينية «نحب المدينة لا الأسلحة». وتحادث هغل الجمعة عبر الهاتف مع نائب وزير الخارجية التشيكي جيري شنايدر. وقال رئيس البلدية «وعد بأنهم سيبحثون الأمر. وبالتالي، هناك بعض الأمل». من جهتها، قالت المتحدثة باسم الوزارة جوانا غروهوفا «نفهم مخاوف سكان سوكدول»، مضيفة أن «الوزارة ستدرس الوضع». واستقبل نائب وزير الخارجية التشيكي الجمعة في براغ مساعد وزير خارجية السلطة الفلسطينية تيسير جرادات لبحث الانفجار الذي أودى بحياة السفير. وجاء في بيان مقتضب للوزارة التشيكية أن المسؤولين قررا العمل معا لكي لا تصيب العلاقات التشيكية - الفلسطينية «أي أضرار» على أثر هذه القضية. وقال البيان إن «الطرفين اتفقا على مواصلة التعاون الفعال عبر الإعراب عن مصلحتهما في وصول التحقيق حول هذه القضية إلى خواتيمه في كل الاتجاهات لكي لا تتضرر العلاقات بين الجمهورية التشيكية وفلسطين».