الشرطة المصرية تعثر على متعلقات أربعة مختطفين بسيناء وتواصل البحث عنهم

وزارة القوى العاملة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن بينهم مسؤولا حكوميا

TT

قالت مصادر حكومية مصرية أمس، إن «الشرطة تحاصر مناطق في محافظة جنوب سيناء بحثا عن مسؤول حكومي، وثلاث قيادات نقابية يشتبه في اختطافهم على أيدي متشددين إسلاميين، فيما وصف بأنه محاولة لإثارة الذعر بين المواطنين قبل موعد الاستفتاء على الدستور الجديد منتصف هذا الشهر». وأشارت المصادر إلى أن الهدف إرهاب الناس، وقالت، إن «السلطات عثرت على سيارة المختطفين الأربعة وجوالتهم الخاصة بهم ومبالغ مالية داخل السيارة التي كانوا يستقلونها، وأنه تبين من التحقيقات المبدئية أن الهدف لم يكن السرقة، ولكنها محاولة لإرهاب المصريين المؤيدين للدستور».

وقالت جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة إنها «اختطفت النقابيين الثلاثة والمسؤول الحكومي، لأنهم موالون للحكومة»، بينما أوضحت مصادر وزارة القوى العاملة والهجرة أن المختطفين الأربعة بينهم مسؤول حكومي في الوزارة، وهم: رئيس النقابة العامة للسياحة، ممدوح محمدي، والأمين العام للنقابة ممدوح رياض، ووكيل النقابة محمد الجندي، بالإضافة إلى محمد عيسى، وكيل أول وزارة القوى العاملة.

وأكد مستشار وزير القوى العاملة والهجرة المصري، علاء عوض، لـ«الشرق الأوسط» أن الأربعة جرى اختطافهم الليلة قبل الماضية أثناء توجههم لمدينة شرم الشيخ على البحر الأحمر لحضور مؤتمر حول أوضاع العمال في الدستور الذي سيجري الاستفتاء الشعبي عليه يومي 14 و15 الشهر الحالي.

وأعلن عبد الفتاح إبراهيم، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أن الاتحاد يتابع مع كل المسؤولين المعلومات الخاصة بمصير القيادات العمالية، وأنه لم يتلق أي معلومات بشأن الإفراج عنهم أو تحديد مكانهم، مشيرا إلى أن المعلومات التي تلقاها تشير إلى مطالبة الخاطفين بالإفراج عمن سموهم بـ«حرائر مصر (في إشارة لمتظاهرات جماعة الإخوان)» مقابل الإفراج عن القيادات العمالية والمسؤول بوزارة القوى العاملة.

ومن جانبه، قال عوض، مساء أمس، عن آخر التطورات بشأن مصير المختطفين: «لا يوجد جديد أكثر من تأكيد وزير الداخلية عن أن كل جهود الوزارة تعمل بكامل طاقتها من أجل تحرير المختطفين»، مشيرا إلى أن واقعة الخطف جرت بعد نفق الشهيد أحمد حمدي، المار من تحت قناة السويس أثناء توجههم إلى شرم الشيخ، لحضور مؤتمر حول الدستور الجديد.

وعلى صعيد متصل أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن عملية الاختطاف لم تؤثر على المؤتمر الذي سيعقد صباح اليوم (الخميس) في شرم الشيخ. كما أدان وزير السياحة، هشام زعزوع، الحادث، وقال إن «مثل هذه العمليات جزء من الإرهاب ضد الشعب»، و«لن تثنينا عن المضي قدما في تنفيذ خارطة المستقبل».

وجاءت واقعة الاختطاف في تطور جديد للعمليات التي تقوم بها الجماعات المتشددة ضد السلطات المصرية، وبثت «أنصار بيت المقدس» بيانا قصيرا على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أعلنت فيه عن مسؤوليتها عن العملية، وطالبت بـ«الإفراج عن النساء». وسبق لـ«أنصار بيت المقدس» الإعلان عن مسؤوليتها عن عدد من العمليات ضد قوات الجيش والشرطة.

وعلى صعيد العمليات التي تقوم بها السلطات الأمنية في محافظة شمال سيناء، قالت المصادر الأمنية أمس إنه «جرى إحباط تفجير أكبر عبوة ناسفة داخل برميل جرى وضعها على الطريق الدائري بمدينة العريش». وأضافت إنه «جرى أيضا ضبط عنصرين تكفيريين كانا مختبئين شرق المدينة». وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي المتحدث باسم الجيش، إن «عناصر القوات المسلحة ألقت القبض على طفل يبلغ من العمر 12 عاما لقيامه بمراقبة تحركات دوريات القوات المسلحة الثابتة والمتحركة بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وذلك بعد اكتشاف محاولته تفجير عبوة ناسفة باستخدام جهاز لاسلكي».

وأضاف العقيد علي، أن الأجهزة الأمنية كشفت عن «مخطط للجماعات التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء خلال الفترة الأخيرة، اعتمد على تجنيد الأطفال ممن لم يبلغوا سن الرشد، في مراقبة تحركات الدوريات العسكرية وقوات الشرطة باستخدام أجهزة لاسلكية صغيرة الحجم».