مقتل 11 في اشتباكات مع الشرطة بالتزامن مع بدء التصويت

مصادر أمنية قالت إن تأثير تحركات جماعة الإخوان «لا تذكر»

TT

قتل 11 محتجين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وفقا لمصادر الشرطة، في اشتباكات مع قوات الأمن في مصر، بينما أصيب 21 آخرون خلال مظاهرات دعت لها الجماعة بالتزامن مع بدء التصويت على تعديلات دستور وضع في عهد الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى الجماعة. وقالت مصادر أمنية، إن تأثير تحركات جماعة الإخوان لا تذكر، وإن اللجان التي أغلقت بصورة مؤقتة بسبب الاشتباكات سرعان ما عادت إلى العمل بانتظام.

وعزل مرسي قبل ستة أشهر عقب مظاهرات حاشدة طالبت برحيله بعد عام من حكمه. ودعت جماعة الإخوان المسلمين لمقاطعة الاستفتاء، كما دعت أنصارها للتظاهر احتجاجا على إقرار دستور البلاد الجديد.

وغابت مظاهرات أنصار جماعة الإخوان عن الشوارع الرئيسة في المدن المصرية، في وقت شددت فيه عناصر الجيش والشرطة من وجودها بمحيط مراكز التصويت، لكن تحركات أنصار «الإخوان» بدت أكثر فعالية في ضواحي العاصمة المصرية القاهرة و11 محافظة أخرى، من بين 27 محافظة، ساد معظمها الهدوء ولم تتأثر مراكز التصويت بتحركات أنصار الرئيس السابق مرسي.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن عناصر الجيش والشرطة تمكنت من السيطرة على تحركات جماعة الإخوان التي أعلنتها الحكومة نهاية الشهر الماضي، تنظيما إرهابيا، مضيفا أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من المتظاهرين في مختلف المحافظات، قائلا إن حصرهم لا يزال جاريا.

وشهدت منطقة ناهيا في محافظة الجيزة (المتاخمة للقاهرة) اشتباكات عنيفة بين أنصار «الإخوان» وقوات الأمن، وقالت مصادر طبية وإخوانية إن قتيلين اثنين سقطا خلال تلك المواجهات، كما سقط قتيل آخر في منطقة أوسيم بالمحافظة نفسها خلال اشتباكات مماثلة. وقتل أربعة متظاهرين في محافظة سوهاج (جنوب القاهرة)، وأصيب اثنان بطلقات نارية في تبادل لإطلاق الرصاص مع الشرطة أثناء مشاركتهم في مظاهرة ضد الدستور بمنطقة الزهراء دائرة قسم ثان مدينة سوهاج، كما أصيب نائب مأمور القسم، وأمين شرطة بطلقات نارية. وقال بيان لوزارة الداخلية أمس، إن «أنصار (الإخوان) قاموا بإطلاق أعيرة نارية على المارة، في محاولة منهم لإثنائهم عن الوصول إلى مقار الاستفتاء على الدستور بمحافظة سوهاج». وأضاف البيان أن عناصر الشرطة تدخلت بمطاردة أنصار «الإخوان» أعلى الأسطح، وجرى محاصرتهم، وضبط 17 منهم، وبحوزتهم أربع بنادق آلية جرى استخدامها في إطلاق النار على المارة.

وقتل متظاهر أيضا في محافظة بني سويف خلال مواجهات بين متظاهرين من أنصار مرسي، وقوات الأمن. ثم أعلن لاحقا عن مقتل ثلاثة آخرون في محافظات مختلفة. وتنظم جماعة الإخوان المسلمين مظاهرات للتنديد بعزل مرسي، بشكل شبه يومي منذ ستة أشهر، وتزايدت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهري «الإخوان» خلال الأسابيع الثلاثة الماضية التي سقط خلالها نحو 25 قتيلا.

ودعت جماعة الإخوان وتحالف لقوى إسلامية داعمة لها أنصارها للتظاهر رفضا لما وصفوه بـ«دستور الدم»، وهو ما عدته الحكومة المدعومة من الجيش وقوى سياسية مساندة لثورة 30 يونيو محاولة «يائسة من الجماعة لعرقلة الاستفتاء والمسار الديمقراطي في البلاد».

وقالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن عددا محدودا من اللجان أغلق أبوابه بسبب الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث أغلقت لجان مدرسة ناهيا الابتدائية، والصف (بمحافظة الجيزة)، ولجان أخرى في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (شمال الدلتا)، وفي محافظة سوهاج على خلفية قطع أنصار «الإخوان» الطرق الرئيسة المؤدية إلى مراكز الاقتراع. وأضافت مصادر أمنية، أن عناصرها بمديرية أمن القاهرة، تمكنت من ضبط ثلاثة ليبيين وسوري أثناء مشاركتهم في مظاهرات لجماعة الإخوان لتعطيل عملية الاستفتاء على الدستور بعين شمس والقاهرة الجديدة (شمال وشرق القاهرة).

وأوضحت المصادر أن قوات الأمن أوقفت الليبيين أثناء مشاركتهم في تجمع لتنظيم الإخوان الذي وصفه بـ«الإرهابي» في القاهرة، وبحوزتهم أسلحة خرطوش محلية الصنع، مشيرا إلى أن السوري ضبط بحوزته أسلحة خرطوش وزجاجات تحتوي على مواد مشتعلة قبل استخدامها لترويع المواطنين.