«داعش» تستكمل سيطرتها على الرقة والجيش النظامي يتقدم في حلب

مقتل ثمانية في انفجار سيارة في إدلب.. وبراميل متفجرة تستهدف الزبداني

جنود سوريون في بلدة النقارين بحلب أمس بعد استعادتهم السيطرة عليها (رويترز)
TT

أعلن الجيش السوري النظامي أمس استعادة السيطرة على مناطق حول مدينة حلب بشمال البلاد بعد اشتباكات اندلعت مع مقاتلي المعارضة منذ أسبوعين، في حين فجر مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سيارة مفخخة، ما أدى إلى سقوط ثمانية من مقاتلي المعارضة السورية ليل (الاثنين - الثلاثاء) في محافظة إدلب، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

واستهدف التفجير حاجزا لحركة «أحرار الشام» ورتلا عسكريا للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا. ولفت المرصد السوري إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 15 جريحا معظمهم في حالات خطر»، مشيرا إلى «اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي داعش من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي كتائب المعارضة من جهة أخرى في مدينة جرابلس، وسط استهداف الكتائب الإسلامية المركز الثقافي الذي تتخذه (الدولة الإسلامية) مقرا لها بقذائف الهاون». وكان مقاتلو «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» قد حققوا تقدما على حساب مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، في مدينة جرابلس.

في غضون ذلك، أمهلت «الجبهة الإسلامية»، أكبر تكتل للفصائل الإسلامية المعارضة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» 24 ساعة لوقف انتهاكاتها وإخراج المعتقلين وتسليم أسلحتها، بحسب ما نقل «المرصد السوري»، مؤكدا أن الجبهة توعدت إذا لم يحدث ذلك بأنها «ستتعامل مع وجود (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وتصرفاتها كما النظام الأسدي».

في موازاة ذلك، نقلت وكالة رويترز بيانا صادرا عن الجيش السوري النظامي، أكد فيه تقدمه في حلب بعد معارك مع المعارضة استمرت أسبوعين. وأشار البيان إلى أن «القوات النظامية انطلقت من قاعدتها في مطار حلب الدولي بجنوب شرقي المدينة وهي تتقدم صوب مجمع صناعي يتخذه مقاتلو المعارضة قاعدة لهم ونحو طريق الباب الذي يحتاجه مقاتلو المعارضة بشدة لتزويد نصف حلب الذي يسيطرون عليه بالإمدادات». وأكد البيان أن «عناصر الجيش النظامي أحكموا سيطرتهم على مناطق النقارين والزرزور وطعانة والصبيحة في الجزء الشرقي من حلب».

وفي الرقة، أفاد المرصد السوري بسيطرة مقاتلي «داعش» بشكل كامل على مدينة الرقة، عقب اشتباكات استمرت لأيام، وانسحاب لواء مقاتل مبايع لجبهة النصرة من منطقة الرميلة حيث دارت اشتباكات عنيفة مع «الدولة الإسلامية».

وفي ريف دمشق، ألقى الطيران المروحي التابع للجيش النظامي براميل متفجرة على مدينة الزبداني التي تعرضت منذ الصباح لقصف نظامي باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات من قبل قوات النظام المتمركزة على الحواجز العسكرية التي تحيط بالمدينة.

وبثّ ناشطون مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الدمار الكبير الذي حل بالمحلات التجارية والمدارس والمباني السكنية، نتيجة القصف شبه اليومي الذي يطالها، علما أنها محاصرة منذ أكثر من أربعة أشهر، وتمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إليها في ظل انقطاع التّيار الكهربائي.

وفي داريا، تجدد القصف الجوي النظامي على أنحاء عدة في المدينة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في الجهة الغربية من المدينة، في حين تعرضت منطقة المحبة وسهل بلدة رنكوس لقصف من قبل القوات النظامية. وفي الغوطة الشرقية، شن الطيران الحربي التابع للجيش النظامي غارتين جويتين على مدينة عربين. واستخدمت المقاتلات الحربية في قصفها على المدينة البراميل المتفجرة، ما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية. كما تعرّضت مدينة دوما إلى قصف عنيف من قبل قوات النظام باستخدام المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وفي ريف حمص، تعرّضت بلدة الغنطو لقصف عنيف باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون من قبل قوات النظام المتمركزة على الحواجز المحيطة بها، في وقت لا تزال فيه القوات النظامية تشدّد حصارها على البلدة ما تسبّب بتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية فيها نتيجة للنقص الشديد في المواد الغذائية والمحروقات والمستلزمات الطبية.

وفي الريف الشمالي أيضا، شهدت قرية الدوير التي تقطنها أغلبية مسيحيّة قصفا عنيفا من قبل قوات النظام المتمركزة في الكليّة الحربيّة باستخدام قذائف الهاون.