فورد يبلغ «الائتلاف» اليوم حصيلة مفاوضاته في روسيا

قيادي ينفي تهديدا أميركيا بريطانيا بسحب الدعم.. و«هيئة التنسيق» لن تذهب إلى «جنيف 2»

TT

يتجه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إلى إبداء إيجابية في ما يتعلق بمشاركته في مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا، المقرر عقده الأربعاء المقبل في مدينة مونترو السويسرية، في حال تمكن الجانب الروسي خلال الساعات المقبلة من إقناع النظام السوري بالتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف القصف بالبراميل المتفجرة وفتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة، إضافة إلى التزام النظام بالإفراج عن عدد كبير من المعتقلين.

وكشف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني وعضو المجلس الوطني أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي التقى رئيس الائتلاف أحمد الجربا على هامش اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» في باريس الأحد الماضي «وعد بالتدخل لدفع النظام السوري إلى الإفراج عن المعتقلين وضمان وقف إطلاق النار وإدخال مواد غذائية إلى المناطق المحاصرة قبل انعقاد مؤتمر (جنيف 2)». وقال إن الائتلاف أبلغ الجانب الروسي «بموقفه الأساسي من (جنيف 2) لناحية عدم معارضته المبدئية للمؤتمر أو التوصل لأي حل سياسي، وطالب في الوقت ذاته بالتزام النظام بشكل فعلي بما ورد في (جنيف 1) والقرار الدولي 2118، خصوصا ما يتعلق بالممرات الإنسانية ووقف قصف المدنيين وقضية المعتقلين».

وأشار رمضان إلى أن «السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد زار موسكو للبحث في هذه النقاط، وسيلتقي الغد (اليوم) وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني في إسطنبول، ويليه لقاء ثان مع وفد من الائتلاف، لاطلاعهما على نتائج مفاوضاته بموسكو»، وذلك عشية التئام الهيئة العامة للائتلاف بعد غد الجمعة لاتخاذ قرارها النهائي بشأن المشاركة في «جنيف 2».

وشدد رمضان على أنه «إذا التزم النظام السوري بوقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة، فهناك فرصة لتأمين فترة من الهدنة أو الهدوء على الأرض»، معربا عن اعتقاده أن ذلك «لا يمكن أن يتحقق إلا بضمانات من جانب الروس القادرين وحدهم على أن يفرضوا على النظام السوري وقفا حقيقيا لإطلاق نار».

وقال رمضان إن وفد الائتلاف «طرح سؤالا جوهريا على الجانب الروسي في اجتماع باريس، وهو: إذا كنتم عاجزين عن إرغام النظام على وقف إطلاق النار فكيف ستقنعوننا بأنكم قادرون على إرغامه على الالتزام بمقررات جنيف2؟». وأكد أن البيان الصادر عن اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» يتضمن نقاطا مهمة بالنسبة لمطالب المعارضة، جازما بأنه «إذا تم التعامل بجدية مع قضية المعتقلين والممرات الإنسانية ووقف القصف في الأيام القليلة المقبلة فسيتخذ الائتلاف قرارا إيجابيا بالمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)».

وتبدي المعارضة السورية تفاؤلا حذرا حيال ما اعتبرته ضمانات دولية صادرة عن مجموعة أصدقاء سوريا لناحية التأكيد على الحل السياسي ورحيل النظام السوري، مع قيام الحكومة الانتقالية وتشجيع الائتلاف السوري المعارض على قبول المشاركة في «جنيف 2» القائم على تنفيذ مضمون خريطة الطريق لـ«جنيف 1»، في وقت تحجم فيه روسيا عن الإشارة من قريب أو بعيد إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وتثير هذه النقطة تحديدا مخاوف المعارضة السورية التي تصر على رحيل الأسد بعد تشكيل هيئة حكم انتقالية.

وفي سياق متصل، أبدى عضو الائتلاف والمجلس الوطني هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» أسفه لمضمون التصريحات الصادرة عن لافروف بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس أول من أمس. وقال إن «ما سمعه الجربا من لافروف من إيجابية مخالف تماما لما عكسته تصريحات لافروف»، معربا عن اعتقاده أن روسيا «لا تريد في الواقع عقد (جنيف 2)، شأنها شأن نظام الأسد».

وكتب مروة على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»: «كل التفاؤل الذي تحدث عنه (وزير الخارجية الفرنسي لوران) فابيوس والجربا حول حل سياسي في (جنيف 2) جعلته تصريحات لافروف في حده الأدنى، وأعادتنا شهورا إلى الوراء، وبمقتضاها فإن الحديث عن ضمانات دولية لم يعد واردا». وقال «إذا كان أصدقاء الشعب السوري جادين في الوصول لحل سياسي وتطبيق بيانات (جنيف 1)، فليس أمامهم بعد تصريحات لافروف إلا تشكيل (اتحاد من أجل السلام) يتحرك خارج مجلس الأمن ويفرض حظر طيران ويقدم الدعم النوعي للجيش الحر»، مشيرا إلى أنه «عندها فقط يقبل الأسد وحلفاؤه بالحل السياسي».

وكانت وسائل إعلام بريطانية أفادت أمس بأن واشنطن ولندن حذرتا المعارضة السورية من أنهما قد توقفان دعمهما لها في حال لم تشارك في مؤتمر «جنيف 2». ونقلت صحيفة «الغارديان» عن مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض، لم يذكر اسمه، قوله إن «الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لنا: يجب أن تشاركوا في مؤتمر جنيف»، مضيفا «أبلغونا بوضوح شديد بأنهم سيوقفون دعمهم لنا، وسنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية إذا لم نشارك في المؤتمر».

لكن رمضان، وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، نفى تلقي الائتلاف أو أي من مسؤوليه أي تحذيرات أو تهديدات مماثلة، موضحا أن ما جرى في باريس «كان عبارة عن نقاش بين وفد الائتلاف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، نقلنا خلاله مخاوف السوريين من ألا يؤدي مؤتمر (جنيف 2) إلى نقل حقيقي للسلطة، وأكدنا على وجوب أن تتحرك الولايات المتحدة كدولة مبادرة لإلزام النظام أولا وعدم توفير أي غطاء لنظام الأسد إذا رفض التزام مقررات (جنيف 1) أو ما سيصدر عن (جنيف 2)».

بدورها، نفت الولايات المتحدة تفكيرها في سحب دعمها للمعارضة السورية. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن وزير الخارجية جون كيري «لم يقل إن الولايات المتحدة تنوي سحب دعمها»، بل قال «بوضوح إن الرهان كبير بالنسبة لائتلاف المعارضة السورية، وإن الأسرة الدولة مقتنعة بأن من مصلحته ومصلحة الشعب السوري أن يرسل وفدا إلى المؤتمر».

من جهة أخرى، أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية» السورية المعارضة، أمس، رفضها حضور مؤتمر «جنيف 2»، دون بيان أي معلومات إضافية. واكتفت الهيئة التي تعمل من الداخل السوري ولها ممثلون في الخارج بذكر أنها «ستتوجه ببيان توضيحي للشعب السوري»، على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وكان رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام أعلن أول من أمس أن الهيئة تلقت من ممثل المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في دمشق، مختار لاماني، دعوة لحضور المؤتمر تضمنت دعوة للمعارضة السورية لتشكيل وفد مشترك يمثلها فيه. وتعد هيئة التنسيق من أطياف معارضة الداخل السوري التي لا تمانع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة في الفترة الانتقالية، الأمر الذي يجعلها عرضة للهجوم من المعارضة الخارجية.