منظر السلفية الجهادية في الأردن ينتقد «داعش» بسبب معاركها في سوريا

نحو 2000 أردني التحقوا بـ«النصرة» و«الدولة الإسلامية»

TT

انتقد منظر تيار السلفية الجهادية في الأردن عصام البرقاوي الملقب بأبو محمد المقدسي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بسبب المعارك الأخيرة لعناصرها ضد تشكيلات من المقاتلين السوريين المعارضين، وذلك في تسجيل صوتي بث من سجنه في رميمين شمال غربي عمان.

وقال البرقاوي: «لقد وصلت أخبار الفتنة بالشام إلى داخل السجون، وقد بذلنا جهدا كبيرا لإنهاء الاحتقان والتحزب، ونحن نعلم كثيرا عن دقائق الأمور، ونقرأ ما بين السطور، مما يصلنا من الثقات العدول، خالي الشهوات، من مختلف الأطراف»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف في التسجيل: «في خصوص القتال الحاصل بين الفصائل المجاهدة، وأعمال التفجير التي تستهدف مقار المجاهدين، فإن فتوى جواز الاقتتال بين المسلمين حماقة وتغرير، لا تصدر عن عالم فيه مسحة فقه أو دين قويم، والأمر في دماء المسلمين يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى». وتابع: «بدل أن نوجه المجاهدين، ليثخنوا أعداء الله والمجرمين من النصيرية الحاقدين، قلبنا البوصلة وأفرحنا أعداءنا بهذا، وهو ما لا ينكره متابع». وأوضح: «أقول معاتبا جماعة الدولة، إذا كنا لا نستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل من أجلها، وإن اختلفنا معا بالتفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السوريين بما فيهم من النصارى وغيرهم من الطوائف والملل».

وقال: «إنني مستاء جدا، ويتملكني الحزن، حيال الفتاوى والتصريحات المنشورة على المواقع، والتي تسيء للجهاد على أرض الشام، وتتحيز إلى فئة دون أخرى، والتي في مآلاتها استحلال لدماء المسلمين، وتحريض على مخالفة المرجعيات، خصوصا الشيخ الدكتور أيمن الظواهري».

وأضاف: «لم أكن أتوقع أبدا أن تصدر مثل هذه الفتاوى مهما كان تبريرها لا سيما تلك الخاصة بجواز قتال من لا يبايع الدولة والفتاوى التي تلزم المسلمين ببيعة البغدادي، بيعة إمارة كبرى».

وأوضح أحد قياديي التيار السلفي في الأردن فضل عدم ذكر اسمه أن «هناك افتراء على الدولة الإسلامية وليس كل ما يقال صحيح فنحن نعرفهم عن قرب فهم على خير عظيم، والخطأ وارد من الجميع».

ورأى أن «الحل يكون في إيجاد لجنة محايدة تحكم في الإشكاليات التي تقع على أرض الواقع على أن تكون مؤلفة من علماء معروفين للجميع ومقبولين من الجميع أيضا».

وعن مشاركة مجاهدين أردنيين في الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، قال إن «هناك عددا لا يستهان فيه ويقدر بـ2000 مجاهد، الغالب أنهم ملتحقون بجبهة النصرة وهناك عدد ملتحق بداعش».

والمقدسي المعتقل منذ سبتمبر (أيلول) 2010 هو المرشد الروحي السابق لأبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في غارة أميركية في إحدى قرى محافظة ديالى شمال شرقي بغداد في يونيو (حزيران) 2006.

وكان الزرقاوي التقاه عام 1991 في باكستان قبل أن يلتحق بالسلفية الجهادية، لكنهما افترقا في وقت لاحق بسبب «خلافات آيديولوجية» حيث يعارض المقدسي العمليات المسلحة ضد المدنيين.

وحكمت محكمة أمن الدولة في الأردن في يوليو (تموز) 2011 على البرقاوي بالسجن خمسة أعوام بتهمة تجنيد مقاتلين للقتال في أفغانستان. كما اتهم المقدسي «بإصدار الفتاوى والمقالات من خلال المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم القاعدة».

ودارت معارك عنيفة الأسبوع الماضي بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين المعارضين من جهة، وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام في مناطق واسعة من شمال سوريا.

وشاركت جبهة النصرة في المعارك إلى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» في بعض هذه المعارك، في حين تبقى على الحياد في مناطق أخرى.

وتأسست جبهة النصرة في يناير (كانون الثاني) 2012 وتبنت الكثير من الهجمات التي استهدفت مراكز عسكرية وأمنية تابعة للنظام السوري.

ورفضت الجبهة في أبريل (نيسان) 2013 إعلان أبو بكر البغدادي، زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، دمج «دولة العراق الإسلامية» والجبهة تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام».