الرياض تستعد لتصدير أول شحنة من الديزل إلى أوروبا في 23 يناير

تجار رجحوا أن تتجه الشحنة البالغ حجمها 80 ألف طن إلى فرنسا

أحد حقول النفط والغاز التابعة لشركة أرامكو شرق السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

تستعد السعودية لتصدير أول شحنة من الديزل إلى أوروبا من مصفاة الجبيل الجديدة هذا الشهر وهو ما يزيد الضغط على المصافي الأوروبية التي تعاني بسبب تضخم الواردات وضعف هوامش الربح.

وأفادت مصادر تجارية وبيانات ملاحية نقلتها وكالة «رويترز» أن شركة أرامكو السعودية سترسل أول شحنة من الديزل من المصفاة - التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا وهي مشروع مشترك مع توتال الفرنسية - إلى منطقة البحر المتوسط وسيجري تحميلها في 23 يناير (كانون الثاني) الحالي.

وقال تجار إنه من المرجح أن تتجه الشحنة التي يبلغ حجمها 80 ألف طن إلى فرنسا على متن الناقلة باسيفيك سكاي.

وتعرضت مصافي النفط الأوروبية لضغوط شديدة في الأشهر الأخيرة بسبب ضعف الطلب المحلي وارتفاع واردات الديزل منخفضة التكلفة من الولايات المتحدة وروسيا وآسيا إلى مستويات قياسية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكانت تقارير في قطاع الطاقة أعلنت قبل أيام عن دخول السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، مرحلة الاكتفاء في إنتاج وقود الديزل، وهو الوقود الأهم في تشغيل محطات الكهرباء وتحلية المياه في السعودية، حيث يستخدم في محطات كوقود أساسي، وفي أخرى كبديل عن الغاز في بعض فترات العام.

وقالت مصادر نفطية، الأربعاء الماضي، إن شركة أرامكو السعودية العملاقة ستتوقف عن استيراد شحنات الديزل التي يتحمّل البائعون تكلفة شحنها، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض كبير في الطلب بأسواق آسيا والشرق الأوسط، وقد يقلص هوامش التكرير.

وستترك الشركة واردات الديزل محددة المدة من ذلك النوع هذا العام لأول مرة، بعد أن ظلت لسنوات كثيرة تبرم عقودا مع البائعين لاستيراد 2.2 مليون إلى ثلاثة ملايين برميل من الديزل شهريا.

وعزا خبراء في المجال النفطي قرار شركة أرامكو السعودية إيقاف استيراد شحنات الديزل من الأسواق الآسيوية، إلى عاملين رئيسين، الأول: هو فصل الشتاء الذي يقل فيه الطلب على الطاقة محليا، حيث الديزل الوقود الثاني بعد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه، التي تعد المستهلك الأكبر للوقود في السعودية.

والعامل الثاني: هو دخول المصافي الجديدة مرحلة الإنتاج، ففي سبتمبر من العام الماضي بدأت مصفاة الجبيل (ساتورب) مرحلة الإنتاج، ما عزز القدرات السعودية من إنتاج الديزل، وبالتالي دخولها مرحلة الاكتفاء الذاتي، تمهيدا لمرحلة التصدير من المصافي المشتركة.

وقال الدكتور راشد أبانمي، خبير نفطي سعودي لـ«الشرق الأوسط» حينها إن دخول مصفاة الجبيل (ساتورب)، وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وتوتال الفرنسية؛ غيَّر المعادلة وأحدث الفارق، حيث اقتربت السعودية مع اكتمال مشاريعها في المصافي من الاكتفاء الذاتي ودخول مرحلة التصدير.

بدوره، قال كامل الحرمي، خبير نفطي كويتي، إن السعودية دخلت مرحلة اكتفاء ذاتي مرحلي بسبب قلة الطلب على وقود الديزل من شركة الكهرباء ومحطات التحلية، وفترة الشتاء، بحسب الحرمي، ليست فترة الذروة في السعودية، لكن يمكن الانتظار إلى فصل الصيف لمعرفة مدى دقة هذا التوقع.

وقالت مصادر في السوق النفطية إن أرامكو قد تركز بدلا من ذلك على إبرام العقود محددة المدة على أساس تسليم ظهر السفينة مع بائعين، مثل ريلاينس إندستريز الهندية، لكن ذلك ليس مؤكدا، وستكون الكميات أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية.