بوتين: روسيا ستجعل من ألعاب سوتشي الشتوية عيدا للرياضيين

الرئيس الروسي يطمئن الزائرين وسط توقع مشاركة ستة آلاف رياضي

الرئيس الروسي بوتين يتحدث للإعلامي البريطاني اندرو مار من داخل قرية سوتشي الأولمبية (أ.ب) و الشعلة الأولمبية تطوف مدينة سوتشي الروسية قبل انطلاق الألعاب الشتوية الشهر المقبل (أ.ب)
TT

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تفعل كل ما بوسعها لتكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية، في السابع من شهر فبراير (شباط) المقبل، عيدا لعشاق الرياضة في كل أنحاء العالم.

وتعد أولمبياد سوتشي الشتوية أهم حدث دولي تنظمه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991. وهو موعد يوليه الرئيس بوتين أهمية خاصة إذ يريد أن يجعل من هذا التجمع العالمي واجهة لروسيا. لكن هذا الحدث الذي يسميه البعض «ألعاب بوتين» ما زال يواجه كثيرا من الانتقادات من بعض قادة أوروبا من بينهم الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا التي تندد بها المنظمات غير الحكومية.

لكن على الرغم من ذلك قال بوتين: «ننتظر مشاركة أكثر من ستة آلاف رياضي من 85 بلدا من بلدان العالم، وحضور مئات آلاف المتفرجين. وسنفعل كل ما بوسعنا ليكون هذا الأولمبياد عيدا باهرا لمواطني بلادنا وعشاق الرياضة كافة في العالم».

ولفت بوتين إلى أن المشاركين في أولمبياد سوتشي يستطيعون للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية أن يدخلوا روسيا التي تستضيف هذا الأولمبياد من دون تأشيرة دخول. وأكد أن أولمبياد سوتشي لن يشهد أي تمييز ضد أي مشارك، وأن الأولمبياد سيساعد في تقريب الشعوب وتعزيز وتوطيد الصداقة والثقة والشراكة في العالم».

وتوجه الرئيس الروسي إلى قنوات التلفزيون الأجنبية للتأكيد على أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، بعد الانفجار المزدوج الذي وقع في محج قلعة عاصمة داغستان في القوقاز الروسي، أسفر عن تسعة جرحى على الأقل بحسب وكالة «إيتار - تاس» الروسية، قبل أيام قليلة.

وقال بوتين: «مهمتنا كمنظمين توفير أمن المشاركين والمشاهدين في هذا الاحتفال الرياضي، وسنقوم بكل ما في وسعنا في هذا الاتجاه، إذا ما تركنا أنفسنا نبدو ضعفاء، أو نظهر خوفنا، عندها نكون ساعدنا الإرهابيين على تحقيق أهدافهم».

وفرضت روسيا تدابير أمنية غير مسبوقة في التاريخ الأولمبي بداية من الأسبوع الماضي وستبقى سارية المفعول حتى 23 مارس (آذار)، أي بعد أسبوع على اختتام الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة (من 7 إلى 16 مارس)، على أثر هجومين انتحاريين أواخر ديسمبر (كانون الأول)، ووسط مخاوف من حصول اعتداءات زوار مدينة سوتشي.

وبات دخول جميع السائقين إلى سوتشي يخضع للتدقيق الشديد فيما حظر دخول السيارات الآتية من الخارج ولا تحمل إذنا خاصا إلى هذه المدينة، التي يقدر عدد سكانها بـ350 ألف نسمة.

ونشرت روسيا 37 ألف شرطي، كما عهدت لوحدات من سلاح البر تولي مسؤولية الأمن خلال الألعاب الأولمبية، ولمواجهة الخطر الإرهابي بشكل خاص.

كذلك ستفرض الرقابة أيضا من الجو مع جهاز متصل بالقمر الصناعي إضافة إلى عشرات الطائرات من دون طيار.

وكانت الحكومة الروسية قد كشفت أن ميزانية تنظيم أولمبياد سوتشي قد بلغت 214 مليار روبل (نحو 6.5 مليار دولار)، منها 99 مليار روبل فقط (نحو ثلاثة مليارات دولار) صرفت من الخزينة العامة للدولة.