هل ينتهز الشباب فرصة انشغال قطبي العاصمة بـ«الدوري» لخطف كأس ولي العهد؟

النوفل لا يؤمن بالأرقام.. والثقة المفرطة من الجانب الهلالي تنبئ بكسر احتكاره للقب

انشغال النصر بمنافسات الدوري السعودي قد يهدد حظوظه في بطولة كأس ولي العهد
TT

«ستكون مختلفة تماما هذا الموسم».. بهذه الجملة وصف طارق النوفل، مدير المركز الإعلامي بنادي الشباب، منافسات نصف نهائي بطولة كأس ولي العهد التي ستدور رحاها غدا الثلاثاء بلقاءين ناريين، يجمع الأول الفتح بحامل اللقب الهلال، فيما ستكون الأنظار شاخصة نحو ملعب الأمير فيصل بن فهد «الملز» سابقا، حيث يلتقي الشباب والنصر في مواجهة لن تقبل القسمة على اثنين على الإطلاق.

ويضيف النوفل عن هذا الدور الحاسم: «ستكون الكلمة للشباب على اعتبار أن الاهتمام الإعلامي والإداري والفني والجماهيري بالنسبة للنصر سيكون لصالح بطولة الدوري السعودي للمحترفين، التي يتصدرها الفريق حتى بعد انتهاء الجولة الـ18 من المنافسات».

وشدد على أن الهلال «مشغول» بملاحقة النصر على صدارة دوري المحترفين السعودي، وهو ما يعني أن للفتح كلمة أيضا في هذه البطولة، لتكون النظرة المبدئية لنهائي كأس ولي العهد بين فريقي الشباب والفتح.

ومن يتابع المسيرة التاريخية لبطولة كأس ولي العهد للمحترفين سيجد أن هذه البطولة كانت من نصيب الهلال في السنوات الأخيرة، إذ إنه حامل اللقب في الست سنوات الأخيرة، فضلا عن أنه فاز بها ثماني مرات من أصل آخر تسع نسخ، فيما فاز بها الأهلي عام 2007. كما أن الهلال ظفر بها عشر مرات منذ عام 2000. فيما توزعت النسخ الأخرى بين الاتحاد عام 2001. والأهلي عام 2002. ثم الاتحاد مرة أخرى عام 2004. فالأهلي مرة أخرى عام 2007.

وكثيرا ما يوصف الهلال بعاشق هذه البطولة، كونه المسيطر الأكبر على ألقابها، إذ فاز بها 12 مرة مقابل سبع مرات للاتحاد وخمس مرات للأهلي وثلاث مرات للشباب ومنتخب الغربية، ومرتين للنصر، ومرة واحدة للقادسية والرياض والاتفاق والوحدة ومنتخبي الشرقية والوسطى.

وجرت تعديلات واسعة على بطولة كأس ولي العهد خلال الموسم الكروي الجاري، إذ أدخلت فيها فرق دوري المحترفين السعودي، وفرق دوري ركاء، على أن يتأهل حامل اللقب ووصيفه مباشرة إلى دور الـ16. فيما تبدأ المسابقة بدور الـ32.

من سيفوز باللقب الحالي..؟

يبدو أن هذا هو السؤال الذي يضج بأذهان الكثيرين من المشجعين السعوديين، رغم أن الجماهير الهلالية تبدو هي الأكثر ثقة بفريقها في مواصلة التفوق في هذه النسخ، على اعتبارات تاريخية، كون الهلال هو الأكثر فوزا باللقب، كما أنه المسيطر الأول عليها في السنوات التسع الأخيرة، فضلا عن احتكاره لها في الأعوام الستة الأخيرة.

ورغم ذلك يؤكد طارق النوفل مدير المركز الإعلامي بنادي الشباب أنه لا يؤمن بالأرقام والتاريخ في مثل هذه المنافسات، كونه لو فعل ذلك فإن فرقا مثل الفتح لن تفوز مثلا بالدوري السعودي للمحترفين، على اعتبار أن الفريق لم يحققه سابقا وأرقامه في هذه المسابقة تحديدا لا تساوي شيئا أمام الهلال والاتحاد والشباب والأهلي والنصر والاتفاق، لكنه نجح في خطف أول لقب للدوري في تاريخه من خلال صناعة فريق بطل قادر على تحقيق البطولات وصعود منصات التتويج.

ويضيف: «إذا سلمنا بالأرقام مع كل الاحترام، فلن نحقق شيئا وسنزف الفرق التي تعودت على تحقيق هذه البطولات كل عام، لكننا سنكون أكثر شراسة وقوة هذا الموسم من خلال مباراة (الغد) أمام النصر، وسنعمل على تحقيق الفوز لنتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد».

ومنذ 27 فبراير (شباط) عام 2009. لم ينجح فريق الشباب في التأهل إلى المباراة النهائية لكأس ولي العهد، إذ خرج على يد الأهلي في موسم 2010 بركلات الترجيح، وخسر من الرائد في دور الـ16 موسم 2011، قبل أن يعود للخسارة من جديد من الأهلي في دور ربع النهائي في موسم 2012، ليعود مرة أخرى ليخسر من الرائد في موسم 2013 في دور الـ16 من جديد.

ويشير النوفل في حديثه عن فريق الشباب إلى أن الأخير حينما انتفض وقلب الطاولة على ضيفه الفيصلي في الجولة الـ18 من الدوري السعودي للمحترفين، ليفوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف، لم يكن ليفوز إلا لأنه يريد أن يكون أكثر جاهزية وقوة، ويوجه رسالة قوية للمتصدر فريق النصر، حينما يلتقيه غدا الثلاثاء في نصف نهائي كأس ولي العهد.

ويتابع قائلا: «خسرنا الدوري السعودي ولم يعد بالإمكان المنافسة عليه، والواضح الآن أن أمامنا خطوتين لتنصيب فريقنا بطلا، وهذا لن يكون إلا بالتتويج بكأس ولي العهد، وهذا يحتم علينا بذل قصارى الجهد، والعمل الجاد لتجاوز أقوى فريق في هذا الموسم، وهو النصر، الذي شكل فريقا صعبا على كل المنافسين».

ويعزز من رؤية النوفل ما قاله خالد الشنيف المحلل التلفزيوني الكروي والخبير السعودي الكبير، الذي أكد أن فريق النصر بإمكانه اللعب بتشكيلتين في الدوري السعودي، أو في المسابقات الكروية المحلية، على اعتبار أن الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي صنع فريقا قويا لا يمكن أن يهزم، وسعى طوال الفترة الأخيرة إلى تجديد عقود أبرز اللاعبين، يتقدمهم محمد السهلاوي، وعمر هوساوي، وحسن الراهب، فضلا عن تعاقداته الأخيرة لتقوية صفوف الفريق.

ويرى الشنيف في معرض رؤيته التلفزيونية في إحدى مباريات النصر «أن المدير الفني الأوروغوياني كارينيو متميز في قراءته للمباريات وتدخلاته الفنية، فضلا عن سرعته في معالجة الأخطاء التي قد يرتكبها اللاعبون خلال أجزاء من المباراة، ويتضح ذلك من خلال نصائحه أثناءها أو تدخلاته بتغييرات اللاعبين».

ولم يخسر فريق النصر منذ 28 مباراة في الدوري السعودي للمحترفين، كما أنه كان حاضرا في نهائي كأس ولي العهد في الموسم الماضي قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام الهلال بعد مباراة مثيرة لا تنسى، حينما تعادل الفريقان بهدف حتى آخر دقيقة من الشوط الإضافي الثاني للمباراة.

وفيما يخص الفتح والهلال، فيبدو أن استراتيجية الأول تتمحور حول التخطيط بالفوز بكأس السوبر الذي نجح في الظفر به في بداية هذا الموسم، على أن تكون خطوته الثانية دفع قواه الفنية كافة في بطولة كأس ولي العهد، كونه الأقدر عليها في ظل تواريه لاحقا في بطولة الدوري السعودي للمحترفين، وتحقيق نتائج مخيبة للآمال لعشاقه وأنصاره الذين انتظروا الكثير منه خلالها، فيما ستكون بطولة دوري أبطال آسيا التي سيدخل غمارها الشهر المقبل هي الأهم بالنسبة للفتحاويين، كونها أول بطولة آسيوية يشارك فيها الفريق خلال مسيرته التاريخية.

في المقابل، لم تكن هناك أي تعليقات زرقاء تجاه مباريات الغد سوى التصريحات الروتينية التي تحكي استعدادات الفريق لمواجهة الفتح غدا، وهو ما يفسره الكثيرون بالثقة المفرطة التي يعيشها الهلاليون تجاه البطولة التي يفتخرون بأنهم هم الأكثر فوزا بها عبر التاريخ وخلال السنوات الأخيرة تحديدا.

وغالبا ما تكون هذه البطولة المنقذة للموسم الهلالي المتعثر في سنوات مضت، خاصة في الموسمين الماضيين، حينما فشل الفريق الأول في الفوز بالدوري، لكنه ظفر بكأس ولي العهد في الموسمين الماضيين، وكذلك الحال بالنسبة لموسم 2008، وأيضا في موسم 2003. الذي يعد الأسوأ في تاريخ الهلال محليا وآسيويا.