فوضى ونزاعات وتبادل اتهامات تنتهي بتنصيب البلوي رئيسا للاتحاد

«القائمة المالية» صبت الزيت على النار في الجمعية العمومية.. والإعلاميون يتعرضون للطرد

(في الاطار) إبراهيم البلوي، رجال الأمن تدخلوا لإبعاد أشخاص أثاروا الفوضى في جمعية الاتحاد العمومية لتنصيب الرئيس (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

بعد يوم حافل بالنزاعات وتبادل الاتهامات والفوضى العارمة، انتزع إبراهيم البلوي عضو شرف نادي الاتحاد «مفتاح النادي الثمانيني العريق» ونصب رئيسا لمجلس الإدارة لمدة سنتين ونصف السنة «المدة المتبقية من فترة رئاسة محمد فايز الذي استقال في وقت سابق من منصبه»، وفاز البلوي بمجموع 168 صوتا مقابل 61 صوتا لمنافسه أحمد كعكي فيما حصل مدحت قاروب على 27 صوتا وخرج ماهر بندقجي المرشح الرابع بصوت واحد من الجمعية العمومية غير العادية التي عقدت أمس وسط أجواء متوترة وغير مسبوقة في النادي.

وسبق انطلاق عملية التصويت التي بدأت عند الساعة الـ12 ظهرا وشارك فيها 85 عضوا شرفيا و172 من حاملي عضوية «عامل»، حدث هام تمثل في تقديم خالد المرزوقي رئيس هيئة أعضاء الشرف استقالته من منصبه دون ذكر الأسباب في الوقت الذي سبق ذلك اتهامات من قبل أحد أعضاء الشرف بمحاولة «المرزوقي» توجيه البعض للتصويت لصالح أحمد كعكي.

وأكد مصدر مقرب من الدكتور خالد المرزوقي أن الأخير استقال جراء الضغوطات الأسرية التي طالبته بالابتعاد عن العمل الإداري الرسمي في نادي الاتحاد، مبينا أن المكالمة الهاتفية التي جمعته بأسامة طاشكندي عضو شرف نادي الاتحاد لم تكن تهدف بمطالبته ترشيح أحمد كعكي لمنصب الرئيس والتصويت له.

من جانبهم امتعض عدد من اللاعبين القدامى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة لعدم السماح لبعضهم بالإدلاء بأصواتهم لعدم تجديد عضويتهم، في الوقت الذي سمح لبعض منهم بالإدلاء بأصواتهم دون الآخرين بعد توفر الشروط.

ولم تخل الجمعية العمومية غير العادية في قاعة المؤتمرات بالنادي من الجدل والهرج والمرج الذي ساد معظم أركانها، حيث تبادل بعض أعضاء الشرف ومعهم نائب الرئيس عادل جمجوم الاتهامات فيما يتعلق ببعض القضايا ومن ضمنها قضية اللاعب أنس الشربيني وناديه الكرواتي اللذين يطالبان الاتحاد بمستحقات سابقة وصلت إلى قرابة مليوني يورو.

وأثار أحد الإعلاميين الجدل بعد تدخله في الصراع الدائر بين الشرفيين ما حدا بجمجوم وأحمد روزي مدير مكتب رعاية الشباب بمحافظة جدة، إلى طلب رجال الشرطة المتواجدين بإخراج جميع الإعلاميين من القاعة في مشهد غير مألوف، في الوقت الذي أثار أحد أعضاء الشرف الغضب بعد وصفه لهم بـ«المأجورين».

وكان مدحت قاروب أحد المرشحين لتولي منصب رئيس النادي لدى انعقاد الجمعية العمومية، أكد أنه ومن قبل بدء عملية التصويت كان هناك توجه لتنصيب إبراهيم البلوي رئيسا، وقال: «الانتخابات لم تكن نزيهة كما كنا نتمناها جميعا كاتحاديين، بل كانت هناك أمور غير واضحة وهجمات طالت قامات وشخصيات اتحادية لمجرد اختلاف الرأي فيما بينها، وكان من الممكن فوزي في الانتخابات إذ كانت نزيهة، وعلى سبيل المثال، فتح باب سداد الرسوم للعضوية بعد أن تم إغلاقه في فترة سابقة، وكمية الأسماء التي تواجدت وحرصت على سداد الرسوم بعد ذلك تدعو للشك بالوضع القائم».

وأضاف: «لست ضد إبراهيم البلوي ولا مع أحمد كعكي باعتبار كان أحدهما الأقرب لتولي المنصب، بل للآلية التي جرت عليها الانتخابات وكل ما أتمناه أن يعود اتحادنا لتوهجه ولسابق عهده، ونلتف جميعا على طاولة واحدة بهدف النهوض بالكيان بعيدا عن الأسماء».

من جانبه، بين ماهر بندقجي أن الخسارة في سباق الترشح ليست نهاية المطاف باعتبار أن الأهم لديه الكيان بعيدا عن الأسماء.

يذكر أن البلوي أعلن أول من أمس تكفله بدفع خمسة رواتب للعاملين في النادي على الفور في حال توليه المنصب، فضلا عن دعم يقارب الـ30 مليونا وكذلك ميزانية مفتوحة تعهد بها شقيقه الرئيس السابق منصور البلوي.

وأنهى الاتحاديون أمس واحدة من أكثر مراحل ناديهم الإدارية جدلا على مر التاريخ، عندما رشحوا رئيسا جديدا هو الـ«39» في قائمة رؤساء النادي الثمانيني، بعد منافسة محتدمة لتولي المهمة خلفا للمهندس محمد الفايز الذي استقال بعد 16 شهرا من توليه سدة الرئاسة في النادي، على خلفية الأحداث التي صاحبت مواجهة فريقه أمام النصر في الجولة الـ11 لدوري المحترفين، التي خسرها بثلاثية نظيفة، حيث كان لرد الفعل الجماهيري الغاضب على خسارة الفريق الأثر الأكبر في تقديم الفايز استقالته، بعد قذفها له بعبوات المياه الفارغة، ورددت أهازيج تطالبه بالرحيل.

كان الفايز قد عاش ذات الليلة التي شهدت الأحداث المؤسفة بين شد وجذب مع أسرته ومقربين منه، ليقرر في اليوم التالي الاستقالة نزولا عند رغبة والديه ولظروفه الصحية، وذلك عبر خطاب بعث به الفايز للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ليتولى عادل جمجوم رئاسة النادي لمدة ثلاثة أشهر.

من جانبه يتكئ الرئيس الجديد إبراهيم البلوي على خبرة رياضية، كعضو مجلس إدارة تولى في وقت سابق الإشراف على لعبة كرة السلة بالنادي، ويحظى بتأييد أكبر قياسا بسجله الرياضي والإنجازات التي حققها شقيقه منصور البلوي إبان ترؤسه النادي.

وسيكون البلوي في منعطف صعب مع أول أيام رئاسته لنادي الاتحاد عندما يواجه الفريق الكروي غريمه ومنافسه التقليدي الأهلي يوم الجمعة المقبل ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي، في وقت يسعى لالتقاط أنفاسه وترتيب أوراق النادي المبعثرة فضلا عن قضاياه العالقة «دوليا» والتي طالما هددت مسيرته طوال الأيام الماضية وعطلت تسجيله لمحترفيه الأجانب.