الأمين العام يشترط قبول مقررات بيان «جنيف 1»

(«الشرق الأوسط») تنشر النص الكامل لدعوة كي مون لحضور «جنيف 2»

TT

حصلت «الشرق الأوسط» يوم أمس على نسخة من الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي الى الدول المعنية لحضور مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا. واشترطت الدعوة للمشاركة، قبول مقررات «جنيف1» التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة لإدارة البلاد وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 بهذا الخصوص، وفيما يلي نص الدعوة:

الأمين العام 6 يناير (كانون الاول) 2014 على ضوء المعاناة الإنسانية المزرية والدمار الواسع الانتشار في سوريا، بما في ذلك الوضع الإنساني الخطير والمتدهور بصورة مضطردة، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي وخطر تعمق الصراع واضطراب المنطقة، فمن المُلح التوصل لتسوية سلمية بأقصى سرعة.

تم تحديد مسار مثل هذه التسوية في بيان جنيف(1) بتاريخ 30 يونيو (حزيران) 2012 (الملحق1)، والذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع بالقرار رقم 2118 في 27 سبتمبر (أيلول) 2013. ويدعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد مؤتمر بأسرع وقت ممكن لغرض تطبيق بيان جنيف. وجرت مشاورات تحضيرية مكثفة منذ مبادرة سعادة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسعادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في السابع من مايو (أيار) 2013.

بناء على ذلك، أدعو الآن لعقد مؤتمر جنيف حول سوريا، ويسرني دعوتكم لحضور الاجتماع الدولي العالي المستوى الذي يستهل المؤتمر. يهدف المؤتمر إلى مساعدة الأطراف السورية على إنهاء العنف وتحقيق اتفاق شامل لتسوية سياسية، وتطبيق بيان جنيف بالكامل، مع الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سوريا وتكامل أراضيها. يشتمل البيان على المبادئ والإرشادات الخاصة بالمرحلة الانتقالية التي تقودها سوريا. ويحدد البيان عدداً من الخطوات الرئيسة، ابتداء من الاتفاق حول هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تُشكل بالاتفاق المشترك. كما يذكر بيان جنيف انه يجب الحفاظ على الخدمات العامة أو استعادتها. ويشمل ذلك القوات العسكرية والأمنية وخدمات الاستخبارات. ويجب أن تمارس جميع المؤسسات الحكومية ومكاتب الدولة عملها حسب المعايير المهنية وحقوق الإنسان تحت القيادة العليا التي تُلهم الثقة العامة تحت ادارة الهيئة الحاكمة الانتقالية. سينعقد مؤتمر جنيف حول سوريا تحت رئاستي، على المستوى الدولي العالي أولاً لمدة يوم واحد في مدينة مونترو في سويسرا يوم 22 يناير (كانون الثاني) 2014 ، ويبدأ الساعة 9:00 صباحاً. وعقب ذلك مباشرة تبدأ في جنيف في 24 يناير 2014 المفاوضات بين الطرفين السوريين والتي يسّرها الممثل المشترك الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي. وستكون الاجتماعات اللاحقة والتأجيلات حسب خطة العمل التي سيتفق عليها. ويستأنف الاجتماع الدولي العالي المستوى مداولاته حسب ما هو مطلوب.

إني واثق أن المشاركين الدوليين الذين سيجتمعون في مونترو سيقدمون دعماً هادفاً من أجل مفاوضات بناءة بين الأطراف السورية في جنيف. وإني متأكد أن جميع الحضور سيبذلون قصارى جهودهم لتشجيع الأطراف السورية على التوصل لتسوية شاملة وتطبيق بيان جنيف خلال إطار زمني سريع. اضافة إلى المشاركة في الاجتماع الدولي العالي المستوى، قد يكون من الضروري دعوتكم للمساعدة أكثر حسب تقدم المفاوضات بين الأطراف السورية.

ذكّرت الأطراف السورية في دعوتي لهم بأن مجلس الأمن الدولي يدعوهم إلى الانخراط بجدية وبصورة بناءة في المؤتمر، وأكد على ضرورة تمثيلهم بصورة واسعة وبالتزامهم بتطبيق بيان جنيف وتحقيق الاستقرار والمصالحة. كما ذكّرت الأطراف السورية أيضاً، بما يتسق وبيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 (2000) وغيره من القرارات التي يتعلق بها الأمر (الملحق 2) بضرورة مشاركة المرأة الكاملة والفاعلة.

أتطلع إلى استلام تأكيد حضور وفدكم وقائمة المندوبين والمستشارين في أقرب وقت يلائمكم.

يعتبر تأكيد الحضور بمثابة التزام بأهداف المؤتمر الموضحة أعلاه، حسب بيان جنيف، ولا سيما المبادئ والارشادات الخاصة بالمرحلة الانتقالية التي تقودها سوريا والتي يشملها البيان.

ستقدم مذكرة بالمعلومات الفنية من مكتب الممثل المشترك في الوقت المناسب. لقد استمر النزاع في سوريا لفترة طويلة وفرَض تضحيات عديدة على الشعب السوري. على الحكومة وجميع الأطراف السماح بالعبور الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتأثرة بالنزاع. ويجب إنهاء النزاع بسرعة. يجب إيقاف جميع الهجمات ضد المدنيين. وعلى جميع الأطراف العمل لوضع حد للأعمال الإرهابية. يقدم مؤتمر جنيف طريقاً فريداً لتحقيق هذه الغايات. إني في غاية الامتنان لتعاونكم في هذا المشروع للمساعدة في ضمان استعادة السلام وتطبيق الفترة الانتقالية التي نادى بها بيان جنيف بطريقة تلبي طموحات الشعب السوري على الوجه الأكمل.

وتفضلوا بقبول أسمى آيات تقديري..

(توقيع) بان كي مون