شيوخ الفلوجة ينفون تشكيل محاكم شرعية من قبل «داعش»

الأمم المتحدة: نزوح 22 ألف عائلة من محافظة الأنبار

مشيعون يحملون نعوش جنود قتلوا في مواجهات بالرمادي خلال مراسم تشييعهم في النجف أمس (رويترز)
TT

شكل مجلس محافظة الأنبار خلية أزمة لتجنيب مدينة الفلوجة مخاطر الاجتياح العسكري في حين نفى شيوخ المدينة الأنباء التي تحدثت عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) باعتقال عدد من شيوخ العشائر المناوئين له.

وقال رئيس مجلس المحافظة، صباح كرحوت، في بيان، أمس، إن «الأنبار شكلت خلية أزمة برئاسة المحافظ أحمد الدليمي والمجلس لمتابعة إمكانية حل أزمة الفلوجة سلميا ومن دون الدفع بالحل العسكري وتجنيبها الاجتياح». وأضاف أن «الخيار العسكري سيكون آخر المطاف في حال فشل المفاوضات الجارية الآن بين المسؤولين من جهة والعشائر من جهة أخرى». وبشأن ما يجري في مدينة الرمادي، مركز المحافظة، وأطرافها، قال كرحوت إن «بوادر انتهاء الأزمة تلوح في الأفق والشرطة المحلية والعشائر المدعومين من الجيش العراقي في تقدم مستمر في معاقل المسلحين وحواضنهم في أحياء 60 و20 والملعب وأطرافها في البوبالي والخالدية». ونفى رئيس مجلس المحافظة الأنباء التي تحدثت عن وجود نية لاستبدال المحافظ الحالي، قائلا إن «المجلس متمسك بالدليمي ولا يستطيع أحد التدخل بتبديله وليس هذا وقت الجدالات السياسية لأن الأنبار تحتاج اليوم إلى جهد للحفاظ عليها وليس استبدالات وصراعات سياسية»، مشيرا إلى أن «محافظ الأنبار تمكن من إدارة الأزمة الحالية بمهنية عالية ولم يؤشر عليه أخطاء».

في السياق ذاته، نفى رئيس مؤتمر صحوة العراق، الشيخ أحمد أبو ريشة، وجود أي عمليات عسكرية حول محيط الفلوجة. وقال أبو ريشة في بيان أمس إن «أهالي مدينة الفلوجة اليوم كلها برجالها ونسائها وأطفالها ضد تنظيم (داعش)، وهذا هو سر النصر الذي نتفاءل به»، نافيا وجود أي عمليات عسكرية في أطراف مدينة الفلوجة. وأضاف رئيس مؤتمر صحوة العراق «إن أطراف المدينة الأربعة هي تحت السيادة العراقية وتسيطر عليها قوات الشرطة والعشائر»، مشيرا إلى أنه «تم قفل المدينة على من فيها من (داعش)، ونحرص على عدم تسللهم إلى خارجها تفاديا لانتقالهم إلى مدن أخرى شرق أو غرب الفلوجة». وأكد «إن الصولة الأمنية لأبناء العشائر في الفلوجة ستنطلق قريبا في المدينة لتطهيرها وسحق (داعش)». وشدد أبو ريشة على تحقيق النصر وبكل ثقة على من وصفهم بالخوارج والإرهابيين، مؤكدا أنه «لن يكون هناك تدخل للجيش في معركة تطهير الفلوجة».

بدوره، نفى الشيخ رافع المشحن، شيخ عموم قبيلة جميلة في العراق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اعتقال «داعش» أيا من شيوخ الفلوجة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الحديث عن (داعش) هو مجرد فبركة حكومية لا أكثر وإذا كانت هناك (داعش) فإنها ليست في الفلوجة التي فيها ثوار عشائر خرجوا ضد الظلم والإقصاء». وأوضح أنه «ليس لدى العشائر مشكلة مع الجيش العراقي الذي هو جيشنا ونريد له أن يذهب إلى الصحراء لمطاردة (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لكن لدينا مشكلة مع الحكومة التي لم تنفذ مطالبنا». وقال «هناك قصف عشوائي على الفلوجة ولكن لا توجد حشود وإن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها إلى حد كبير باستثناء الشرطة المحلية التي لا تزال ترفض العودة».

من جهته، نفى الشيخ أبو جلال، أحد شيوخ الفلوجة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن تشكيل «داعش» محاكم شرعية في المدينة، قائلا «لا صحة أبدا لذلك حيث لم يحصل شيء من هذا القبيل كما لم يغلق أي من صالونات الحلاقة النسائية ولم يجبر الناس على إطلاق لحاهم كما أشيع». وأبدى أبو جلال استغرابه من تصريح الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي بشأن وجود سلاح في الفلوجة يكفي لاحتلال بغداد، قائلا إن «هذا التصريح هو في كل الأحوال نقطة ضعف على الوكيل وليس قوة وعليهم أن يقولوا من أين أتى هذا السلاح وكيف دخل مدينة صغيرة مثل الفلوجة؟».

من ناحية ثانية، تواصل القوات العراقية منذ الأحد الماضي ملاحقة مسلحي «داعش» في الرمادي.

وأكد ضابط برتبة رائد في شرطة الرمادي لوكالة الصحافة الفرنسية «استمرار تنفيذ العمليات لطرد مسلحي داعش من مناطق في وسط وجنوب مدينة الرمادي». وأضاف «أصيب 12 من عناصر الشرطة وأبناء العشائر برصاص قناصين من تنظيم داعش خلال الساعات الماضية، استهدف أحياء الملعب والضباط، في وسط الرمادي». وذكر ضابط الشرطة بأن القوات العراقية والصحوات وأبناء العشائر يواصلون السيطرة في مدينة الرمادي فيما تواصل قوات من الجيش الانتشار على أطراف مدينة الرمادي.

من جانبها، حذرت الأمم المتحدة عبر ممثلها في العراق، نيكولاي ملادينوف من تفاقم أزمة المهجرين ومن ارتفاع أعدادهم في محافظة الأنبار، حسبما نقل بيان رسمي. وكشف البيان عن تسجيل أكثر من 22 ألفا و150 عائلة مهجرة أغلبها في محافظة الأنبار فيما نزحت عائلات أخرى إلى محافظات أربيل وكربلاء وبابل والنجف وبغداد. وقال ملادينوف إنه من «الضروري عمل كل ما يمكن عمله لحماية السكان المدنيين من المزيد من أعمال العنف». وأضاف «لا يزال الوصول إلى الأشخاص المتضررين جراء القتال يشكل تحديا كبيرا».