انسحاب «إخوان ليبيا» من الحكومة.. وزيدان لن يستقيل

«العدالة والبناء» ينتقد الوزارة بعدما عجز عن إطاحتها ويحمل تحالف جبريل مسؤولية الأزمة

علي زيدان
TT

قرر حزب العدالة والبناء، الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، سحب وزرائه الخمسة أمس من الحكومة الانتقالية التي يترأسها علي زيدان، وذلك في محاولة للضغط السياسي عقب فشل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المتكرر في إطاحة الحكومة.

وقال الحزب، في بيان مفاجئ أمس، إنه «يعلن سحب وزرائه من حكومة زيدان ويحمل الطرف الداعم للحكومة المسؤولية الكاملة»، في إشارة إلى «تحالف القوى الوطنية» الذي يقوده الدكتور محمود جبريل. وأضاف البيان أن «الحزب يتابع باهتمام وقلق شديدين ما وصلت إليه الأوضاع بليبيا، في ظل غياب كامل لدور الحكومة في معالجة الأحداث الحالية في الجنوب وكثير من المدن الليبية، وفشلها في إنجاز أهم استحقاقات المرحلة»، وتابع: «كل هذا يعزز ثقتنا بأن الحكومة غير قادرة على الوصول بالبلاد إلى بر الأمان».

لكن وزيرا في الحكومة نفى لـ«الشرق الأوسط» اعتزام زيدان تقديم استقالته بسبب انسحاب وزراء حزب «الإخوان»، وقال إنهم «يعتقدون أن الانسحاب سيمثل مزيدا من الضغط السياسي على زيدان والحكومة، وهذا غير صحيح». وأضاف الوزير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «بهذا القرار، أعلن (الإخوان) الطلاق مع الحكومة بعدما أخفقوا في حشد النصاب القانوني داخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) لحجب الثقة عن زيدان؛ ومن ثم الإطاحة به».

وتضم الحكومة، المكونة من 29 حقيبة وزارية، خمسة أعضاء من حزب العدالة والبناء، هم وزراء النفط والغاز عبد الباري العروسي، والاقتصاد مصطفى أبو فناس، والكهرباء علي إمحيريق، والإسكان والمرافق علي الشريف، والشباب والرياضة عبد السلام غويلة. ويحاول «الإخوان»، الذين يحوزون نحو 72 صوتا داخل «المؤتمر الوطني»، تمرير مشروع قرار للتصويت على سحب الثقة من الحكومة، لكن الأعضاء فشلوا منذ نهاية العام الماضي في إدراجه في جدول أعمال المؤتمر حتى جلسة أول من أمس نظرا لصعوبة التوافق.

من جانبه، تجاهل زيدان أمس انسحاب «الإخوان» من حكومته، وأشاد بالجهود المبذولة من لجنة تأمين الانتخابات بوزارة الداخلية الليبية من أجل التوفيق في نجاح انتخابات الهيئة التأسيسية لمشروع صياغة الدستور الجديد للبلاد.

من جهة أخرى، خرج نوري أبو سهمين، رئيس «المؤتمر الوطني»، عن صمته، وأعلن أن «المؤتمر» يتابع من كثب الأوضاع في منطقة الجنوب والأحداث الأليمة التي وقعت في مدينة سبها بجنوب ليبيا. وقال أبو سهمين في جلسة عقدها المؤتمر أمس، إن «مكتب الرئاسة وأعضاء (المؤتمر) واللجان كانوا في اجتماعات استمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس مع رئيس الأركان ومدير العمليات العسكرية ومدير الاستخبارات وعضو (المؤتمر) الموجود هناك في سبها».