مقتل خمسة أفراد شرطة في هجوم مسلح على نقطة أمنية جنوب القاهرة

الحكومة المصرية تتعهد بمواصلة حربها ضد «الإرهاب»

جنازة رسمية وشعبية لضحايا حادث محافظة بني سويف جنوب العاصمة المصرية أمس (أ.ب)
TT

قتل خمسة من رجال الشرطة وأصيب اثنان آخران بطلقات نارية، في هجوم نفذه مسلحون ملثمون أمس في محافظة بني سويف بصعيد مصر. وبينما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لتعقب المتهمين والعمل على ضبطهم، شددت الحكومة المصرية أمس على أن هذا الحادث لن يثنيها عن مواصلة حربها ضد الإرهاب.

ويأتي هذا الحادث عقب شهر فقط من تفجير استهدف مديرية أمن الدقهلية (شرق القاهرة)، في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأودى بحياة 16 شخصا معظمهم رجال شرطة، وهو الحادث الذي اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بتدبيره من قبل وزارة الداخلية المصرية، وتبعه إعلان الحكومة تصنيفها «منظمة إرهابية».

وقال مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن بني سويف أمس إن «مسلحين كانوا يستقلون دراجتين بخاريتين استهدفوا كمين (صفط الشرقية) في محافظة بني سويف وأطلقوا الأعيرة النارية بكثافة على قوات الكمين، مما أدى لمقتل خمسة من رجال الشرطة، منهم اثنان برتبة أمين شرطة، وثلاثة برتبة رقيب». وأضاف المصدر أن «الحادث أسفر أيضا عن إصابة اثنين برتبة عريف أحدهما في اليد والآخر في ساقه، وجرى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم»، منوها بأن «المسلحين تمكنوا من الفرار، وتقوم قوات الأمن بتمشيط المناطق المحيطة بالكمين بحثا عنهم، كما جرى نشر تعزيزات أمنية بنطاق بنى سويف، فضلا عن غلق مداخل ومخارج المحافظة».

ورفعت محافظة بني سويف حالة الاستنفار الأمني في كل مراكز المحافظة الحدودية، وانتشرت دوريات الشرطة في مدينة بني سويف، وجرى تشكيل كمائن متحركة تجوب مدينة الواسطى والقرى التابعة لها على أثر حادث الاقتحام. وقال مصدر أمني آخر من أمن بني سويف، إن «قوات الجيش والشرطة تقوم بتمشيط المناطق المحيطة بموقع الحادث الإرهابي، حيث أغلقت القوات مداخل ومخارج المحافظة لسرعة القبض على مرتكبي الحادث، كما جرى الدفع بقوات إضافية لتعزيز الوجود الشرطي بجميع الكمائن الثابتة على الطرق الصحراوية والزراعية لضبط الجناة».

ومن جانبه، أدان مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، الحادث واصفا إياه بـ«الإرهابي الآثم». وأكد المجلس في بيان له أمس أن «مثل تلك الجرائم لن تثني الحكومة عن عزمها الأكيد في أن تتصدى بكل قوة وحسم للإرهاب بكل صوره وأشكاله مهما كانت التضحيات».

وشيع الآلاف من أهالي محافظة بني سويف جثامين رجال الشرطة، في جنازة شعبية وعسكرية مهيبة. وردد الأهالي هتافات خلال تشييع الجثامين، من بينها «الشعب يريد إعدام الإخوان».

وقتل عشرات من رجال الشرطة في هجمات لمتشددين منذ عزل محمد مرسي في 3 يوليو (تموز) الماضي، تبنت معظمها جماعة «أنصار بيت المقدس» المسلحة، دون أن يجري التأكد من ذلك.

من جهة أخرى، قال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، إن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 40 شخصا ممن شاركوا في مظاهرات مساء أول من أمس بميدان «طلعت حرب» (وسط القاهرة)، من بينهم أعضاء بحركة «شباب 6 أبريل» وحركة الاشتراكيين الثوريين، لاتهامهم بإثارة الشغب وتنظيم مظاهرة من دون تصريح من الجهات الأمنية، وجرى اقتيادهم إلى مديرية أمن القاهرة لفحصهم جنائيًا وعرضهم على النيابة التي تتولى التحقيق.

وكان المئات من عدد من الحركات الثورية نظموا مظاهرة في ميدان طلعت حرب مساء الأربعاء للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وتطهير وزارة الداخلية، وسقوط حكم العسكر، على حد تعبيرهم. وهتف المتظاهرون بهتافات معادية للجيش والشرطة، بينما أغلقت قوات الأمن كل المداخل المؤدية إلى ميدان «التحرير» أمام حركة مرور السيارات والمشاة؛ لمنع المتظاهرين من دخول الميدان.

وفي محافظة البحيرة (شرق القاهرة)، أسفرت اشتباكات بين أنصار لجماعة الإخوان المسلمين، وبعض الأهالي المعارضين لهم، بمدينتي كفر الدوار ودمنهور بالبحيرة، عن إصابة العشرات من الطرفين، واحتراق محل وتحطيم واجهتي محلين آخرين نتيجة قذف الحجارة، وذلك عقب مسيرة للإخوان.

كما شهدت جامعة الإسكندرية اشتباكات عنيفة بين طلاب منتمين لجماعة الإخوان وقوات الأمن، حيث قام الطلاب برشق قوات الأمن بالحجارة، فيما رد عليهم الأمن بالقنابل المسيلة للدموع. وأعلن الدكتور أحمد مصطفى، مدير عام مستشفى جامعة الإسكندرية، وفاة أحد الطلاب.