النجيفي يبحث مع أوباما وبايدن سبل دمج قوات العشائر بالجيش العراقي لمحاربة الإرهاب

رئيس كتلة العراقية البيضاء يعد الزيارة «حزبية» وتحقق أهدافا جهوية

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يوجه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إلى صالة روزفلت في البيت الأبيض بواشنطن أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

في وقت عدت فيه كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، أن زيارته للولايات المتحدة حققت أهدافها من كل النواحي، فإن زعيم الكتلة البيضاء ووزير الدولة لشؤون العشائر السابق جمال البطيخ أكد، أن «زيارة النجيفي إلى واشنطن حزبية أكثر منها برلمانية».

وكان النجيفي التقى أمس كلا من الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن وبحث معهما العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة والمشكلات والمعوقات التي تحول دون تحقيق تقدم في العملية السياسية في العراق. وقالت كتلة «متحدون» في بيان لها، إن «رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي التقى في واشنطن رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما»، مبينة أن «الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين العراق وأميركا خلال اللقاء». وأضاف البيان أن «النجيفي قدم رسالتين للرئيس الأميركي، تضمنت الأولى أهم المعوقات التي تعرقل مسيرة العملية السياسية في العراق، والحلول الناجعة لتقويم مساراتها عن طريق الركون إلى أسس سليمة ومرتكزات ديمقراطية»، مشيرة إلى أن «الثانية هي من مسيحيي العراق والتي تطرقت إلى أوضاعهم في هذا البلد». وأكدت الكتلة طبقا للبيان، أن «أوباما أبدى استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع العراق، وتقديم مختلف أنواع الدعم له بما فيها حربه ضد الإرهاب»، لافتة إلى أنه أكد دعمه «للخيار السياسي بين أطراف العملية السياسية عند التعامل مع الأزمات».

من جانبه، عد مقرر البرلمان العراقي والقيادي في كتلة «متحدون» محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة النجيفي إلى الولايات المتحدة جاءت بصفته الرسمية كرئيس للبرلمان العراقي، وقد جرت بناء على دعوة كان تلقاها النجيفي بالتزامن مع الدعوة التي تلقاها رئيس الوزراء نوري المالكي وقام بتلبيتها أواخر العام الماضي». وأضاف الخالدي، أن «المباحثات التي أجراها النجيفي مع كبار المسؤولين الأميركيين وفي مقدمتهم الرئيس أوباما ونائبه بايدن ووزير الخارجية جون كيري وأعضاء الكونغرس تناولت القضايا والهموم المشتركة وفي مقدمتها الحرب ضد الإرهاب وضرورة دعم المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية وتحقيق وفاق وطني عام من أجل تحقيق ذلك».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد للنجيفي بالوقوف مع العراق في حربه ضد تنظيم القاعدة و«المجاميع المتطرفة». وقال البيت الأبيض في بيان صدر عقب لقاء رئيس الولايات المتحدة الأميركية بارك أوباما ونائبه جو بايدن بالنجيفي والوفد المرافق له، إن الطرفين «أكدا أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق». وأضاف البيان أن الجانبين «وافقا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية والسياسية لمواجهة الإرهاب، فضلا عن دمج القوات العشائرية المحلية بشكل رسمي في التشكيلات الأمنية للدولة وذلك تماشيا مع تعهدات الحكومة العراقية التي أعلنتها في الأيام الأخيرة». وشدد البيان إلى أن الإدارة الأميركية عبرت عن «الدعم القوي الذي توليه الولايات المتحدة للتعاون المستمر بين الأهالي ورؤساء العشائر المحليين مع الحكومة العراقية ضد مسلحي تنظيم القاعدة في العراق (الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام)»، مؤكدا «وقوف الولايات المتحدة بجانب العراق وشعبه في حربه ضد تنظيم القاعدة الإرهابي وبقية المجاميع المتطرفة الأخرى». ومضى البيان بالقول، إن «أوباما شجع القادة العراقيين على ضرورة الاستمرار بالحوار لمناقشة المظالم والشكاوى المشروعة لجميع الشرائح الاجتماعية ومعالجتها من خلال العملية السياسية».

من جانبه، هاجم زعيم الكتلة البيضاء في البرلمان العراقي ووزير الدولة لشؤون العشائر السابق جمال البطيخ، زيارة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إلى الولايات المتحدة الأميركية. وقال البطيخ في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلة هي أن النجيفي ومنذ الأيام الأولى لتوليه منصبه رئيسا لمجلس النواب اختزله بشخصه وكتلته، وبالتالي أصبح يعبر في زياراته ومواقفه عن قضايا حزبية جهوية وليست قضايا عراقية مثلما هو يفترض فيمن يتحمل مثل هذه المسؤولية». وعد البطيخ أن «مساعي النجيفي بدمج قوات العشائر مع القوات العسكرية تنطلق من عقد من الماضي معروفة، وبالتالي فإنه يريد استغلال مثل هذه الفرصة الآن من منطلق أن العشائر في المنطقة الغربية هي التي تحارب الإرهاب»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر مرفوض لأنه يجب الفصل بين مثل هذه المحاولات التي تنطلق من أجندات معروفة وبين القتال الذي يخوضه أبناء العشائر الشرفاء في تلك المناطق كجزء من دفاعهم عن مناطقهم، علما بأن السياسيين من أمثال أسامة النجيفي وصالح المطلك هم من أوصلوا الأنبار إلى ما هي عليه اليوم». وأوضح البطيخ، أن «هناك نوعا من توزيع الأدوار بين النجيفي والمطلك حيث إن المطلك الذي هو الآخر يزور الولايات المتحدة الأميركية، يدفع باتجاه عدم تسليح الجيش العراقي، بينما هو نائب رئيس وزراء في حين أن كل هم النجيفي هو دمج الميليشيات العشائرية بالجيش لكي يتحقق نوع من التوازن من وجهة نظره».