الحكومة الأوكرانية ترفض مطالب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة

يانوكوفيتش يدعو لجلسة استثنائية للبرلمان.. وأوروبا تلوح بـ«خطوات» ضد كييف

TT

اتهم رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا أزاروف أمس المعارضة بمحاولة تنفيذ انقلاب، وشدد على عدم واقعية مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ومع تصاعد الأزمة، دعا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى دورة استثنائية للبرلمان الذي قال رئيسه إنه سيبحث في استقالة الحكومة التي تطالب بها المعارضة.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن أزاروف قوله على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا أمس «يجري تنفيذ محاولة انقلاب حقيقية»، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع على قرار الحكومة إلغاء خطط لتوقيع اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن الاضطرابات التي قتل فيها ثلاثة محتجين جعلت «من غير الواقعي إطلاقا» إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، علما أن الاقتراع الرئاسي مبرمج ليكون في ربيع عام 2015.

بدورها، قالت الرئاسة الأوكرانية في بيان أمس إن يانوكوفيتش استقبل رئيس البرلمان فولوديمير ريباك وطلب منه دعوة النواب إلى الاجتماع بهدف التوصل إلى «حل سريع» للأزمة وليقر البرلمان نتائج المفاوضات المقررة مع المعارضة. ورد ريباك بأن الدورة ستعقد مطلع الأسبوع المقبل وسيناقش البرلمان خلالها «استقالة الحكومة» والقوانين التي أقرت أخيرا وتثير جدلا كبيرا.

وقبيل ذلك، دعا المعارض فيتالي كليتشكو إلى هدنة بين الشرطة والمتظاهرين حتى الساعة السادسة من مساء أمس. وذكرت وكالة إنترفاكس أن كليتشكو تحدث إلى ممثلي الشرطة الذين وعدوه بعدم إطلاق قنابل صوتية أو غازات مسيلة للدموع. ومساء أول من أمس، قال أرسيني ياتسينيوك زعيم حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو «هناك حلان هما وقف سفك الدماء وإبقاء كل الموجودين في ساحة الاستقلال على قيد الحياة». وأضاف أمام عشرات الآلاف من الأشخاص أنه «في حال لم يجر اعتماد هذا الخيار أقول شخصيا إنني لن أعيش في العار. سنمضي جميعا قدما حتى إذا كانت النتيجة رصاصة في الرأس».

من جهته، قال الملاكم السابق فيتالي كليتشكو إنه «في حال لم يقدم يانوكوفيتش تنازلات (بحلول مساء أمس) سنشن هجوما»، مطالبا بالدعوة لانتخابات مبكرة.

والتحرك الذي أطلق قبل شهرين بعد رفض السلطات توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لصالح إجراء تقارب مع روسيا، اتسع منذ تبني قانون يشدد العقوبات ضد المتظاهرين والذي دخل حيز التنفيذ أول من أمس. وتحول هذا التحرك منذ الأحد إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. واشتدت المواجهات أول من أمس مع هجمات شنتها قوات مكافحة الشغب المدعومة بآلية مدرعة على الحواجز التي أقامها المتظاهرون في شارع غروشيفسكي على بعد مئات الأمتار من ساحة الاستقلال.

وخلال الهجمات جرى إطلاق النار بكثافة واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والصوتية وكذلك خراطيم المياه رغم درجات الحرارة التي كانت 10 تحت الصفر، ورد المتظاهرون بإلقاء زجاجات حارقة على قوات الأمن.

وأعلن منسق المركز الطبي التابع للمعارضة أوليغ موسي أول من أمس سقوط خمسة قتلى بالرصاص. وأمس، بقي عشرات المتظاهرين متحصنين وراء حواجز الإطارات المشتعلة التي شكلت سحابة من الدخان الأسود زاد ارتفاعها على 10 أمتار. وكان المحتجون يلقون بين الحين والآخر الزجاجات الحارقة التي خزنوا كميات منها، وردت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية. وكانت المواجهة بين الجانبين رغم التوتر الشديد، هادئة مقارنة مع الصدامات التي وقعت في الأيام الماضية وأدانتها الدول الغربية بشدة.

وحذر الاتحاد الأوروبي من أنه «يدرس خطوات محتملة العواقب» في علاقاته مع أوكرانيا، في وقت أعلنت فيه واشنطن عن فرض أولى العقوبات. من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن فرض عقوبات على أوكرانيا «ليس مطروحا»، لكنها دعت الحكومة الأوكرانية إلى «حماية حياة» المتظاهرين. وقالت «نطلب من الحكومة الأوكرانية ضمان الحريات الأساسية وخصوصا حق التظاهر سلميا وحماية حياة المتظاهرين وعدم استخدام العنف». وتابعت ميركل: «نشعر بالقلق، بل بالاستياء خصوصا من الطريقة التي يجري فيها تبني قوانين تشكك في الحريات الأساسية بتسرع».

وفي بروكسل أكد ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن الرئيس يانوكوفيتش أكد لرئيس المفوضية جوزيه مانويل باروسو في اتصال هاتفي أن «فرض حالة الطوارئ في أوكرانيا ليس مطروحا». وأضاف الناطق أن باروسو دعا يانوكوفيتش إلى «إجراء حوار على أعلى مستوى. حاليا نعطي كل الفرصة للحوار السياسي، ونأمل في تراجع التوتر ووقف العنف ضد المتظاهرين السلميين والصحافيين».

من ناحية أخرى، وعدت روسيا بعدم التدخل، معربة عن «قناعتها» بأن السلطات الأوكرانية «تعرف ما يجب القيام به وستجد الحل الأنسب لعودة الوضع إلى طبيعته في البلاد وفرض الأمن والسلام». وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في حديث نشر الخميس على موقع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الشعبية «لا نعتقد أنه يحق لنا التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا بأي شكل من الأشكال». وذكرت المعارضة أن المواجهات المستمرة منذ الأحد بإلقاء الزجاجات الحارقة وإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية أوقعت أكثر من 1700 جريح. وأعلنت السلطات اعتقال 70 شخصا على الأقل.