برلسكوني يواجه متاعب قضائية جديدة

القضاء يحقق حول احتمال تورطه في رشوة شهود في «قضية روبي»

سيلفيو برلسكوني (إ.ب.أ)
TT

أعلن الادعاء في إيطاليا أمس أنه فتح تحقيقا حول احتمال تورط رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني في رشوة شهود في قضيته المتعلقة بممارسة جنس مع قاصر. ويأتي هذا التحقيق التمهيدي إثر الحكم على برلسكوني بالسجن سبع سنوات، في يونيو (حزيران) الماضي، بعد إدانته باستغلال النفوذ وإقامة علاقة جنسية مع قاصر، هي الشابة كريمة المحروق المعروفة باسم «روبي».

وطالب القضاة الذين أدانوا برلسكوني، ممثلي الادعاء بالتحقيق في ما إذا كان رئيس الوزراء الأسبق ومحاموه حاولوا التلاعب بالأدلة من خلال دفع رشاوى إلى الفتيات اللواتي طلب الدفاع منهن الإدلاء بشهادتهن. واعترف العديد منهن خلال المحاكمة بتلقي أموال بصفة شهرية من برلسكوني تقدر بـ2500 يورو (3400 دولار) على الأقل. وقال القضاة في حكمهم إن ذلك «ليس عملا شاذا لكنه غير قانوني». وفي حال توصل الادعاء إلى دليل كاف على تلاعب برلسكوني بالأدلة، فإنه سيحاكم مع آخرين بتهمة عرقلة مسار العدالة، وهي تهمة تتراوح عقوبتها بين السجن أربعة أعوام وعشرة أعوام. وصرح مدعي ميلانو ادموندو بروتي ليبيراتي للصحافيين بأن تحقيقا فتح بحق 45 شخصا، بينهم محاميان لبرلسكوني وشابات شاركن في أمسيات نظمت في فيلا برلسكوني الفخمة في أركوري قرب ميلانو.

ويأتي هذا التحقيق ليزيد من متاعب برلسكوني الذي أدين بشكل نهائي في قضية أخرى تتعلق بالتهرب الضريبي، مما أدى إلى طرده من مجلس الشيوخ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقد حكم عليه في تلك القضية بالسجن لمدة أربع سنوات، لكن بسبب سنه (77 عاما) يتوقع كثيرون أنه سيوضع قيد الإقامة الجبرية في منزله ويُرغم على القيام بأعمال تخدم المصلحة العامة. وسيصدر القضاء قراره في هذا الخصوص في العاشر من أبريل (نيسان) المقبل.

ولم يمنع طرد برلسكوني من البرلمان من التأثير على الحياة السياسية في إيطاليا، ففي حين أن قسما من أنصاره السابقين اختاروا البقاء في الغالبية في إطار حكومة «توافق واسع» بزعامة رئيس الوزراء الحالي إنريكو ليتا (يسار وسط)، أعاد رئيس الوزراء الأسبق تأسيس حزبه «فورتسا إيطاليا» وانتقل إلى صفوف المعارضة. والدليل على أن برلسكوني لا يزال يحظى بدعم ستة إلى سبعة ملايين ناخب، مما يجعله شخصية أساسية في المشهد السياسي الإيطالي، أنه دعي يوم السبت الماضي من قبل زعيم اليسار الجديد ماتيو رينزي للتحدث عن إصلاح القانون الانتخابي. واتفق الرجلان على مشروع، مما أثار استياء الجناح اليساري في حزبه (الحزب الديمقراطي) الغاضب من الاستعانة بـ«فأر من العدالة». ورد رينزي ساخرا أنه لم يجد أي محاور آخر في حزب فورتسا إيطاليا «باستثناء دودو» الكلب الصغير الذي تملكه خطيبة برلسكوني.

ويلاحق برلسكوني أيضا في قضية فساد اتهم فيها بشراء صوت سيناتور معارض. وستجرى أولى جلسات المحاكمة المتعلقة بهذه القضية في 11 فبراير (شباط) المقبل في نابولي. وتعود أحداث القضية إلى انتخابات 2006 التشريعية التي فاز فيها ائتلاف اليسار بقيادة رومانو برودي بفارق طفيف لم يتجاوز بضعة أصوات في مجلس الشيوخ.