تحذيرات في دافوس من «قنبلة البطالة الموقوتة» في أوروبا

رئيس المركزي الأوروبي: يجب تجنب الإفراط في التفاؤل بشأن اقتصاد منطقة اليورو

TT

حذر قادة السياسة والأعمال في العالم من أن الاتحاد الأوروبي لن يتعافى بصورة مستقرة إذا لم يعالج الكثير من القضايا الاجتماعية مثل معدل البطالة المرتفع، جاء ذلك خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس بسويسرا.

وقال أكسيل فيبر رئيس مجلس إدارة بنك يو بي إس أكبر بنوك سويسرا إنه «لا يوجد ما يجعل التعافي الأوروبي الحالي مبهجا».

وأضاف فيبر الذي عمل كرئيس للبنك المركزي الألماني في وقت سابق أن النمو الضعيف الحالي لا يكفي لتحسين إنتاجية الاقتصاد ولا لخفض معدل البطالة الذي يضر بالطلب الاستهلاكي المحلي.

وقال بيير نانتيرم الرئيس التنفيذي لمجموعة أكسينترو الاستشارية الدولية إن الشعوب في أوروبا ليست معنية في الحقيقة بموضوع الاتحاد المصرفي للاتحاد الأوروبي ولا بالعجز في الميزانية ولا بالديون السيادية. وأضاف: «التحدي الأول إذا كنت تتحدث عن الناس الحقيقيين في الشوارع هو البطالة». وحذر نانتيرم وفيبر أن انخفاض معدلات التوظيف يمكن أن يعزز شعبية الأحزاب المناوئة للاتحاد الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في مايو (أيار) المقبل وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ في جهود تطوير سياسات جديدة للاتحاد الأوروبي ككل.

وأشار مسؤولون أوروبيون آخرون في منتجع دافوس إلى أن التفاوت الاجتماعي ليس العنصر الوحيد الذي يهدد النمو والقدرة التنافسية في أوروبا.

وقال جيوسيب ريتشي رئيس مجلس إدارة شركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني إن تكاليف الطاقة في أوروبا تبلغ ضعف تكلفتها في الولايات المتحدة لأن الولايات المتحدة بدأت الاستفادة من الغاز الصخري الرخيص.

في الوقت نفسه شدد ريتشي وغيره من المسؤولين على أن أوروبا ستظل جاذبة للمستثمرين خلال السنوات المقبلة لأن الاقتصادات الصاعدة ما زالت متخلفة فيما يتعلق بأداء الأجهزة الإدارية للدول وسيادة القانون. وأضاف أن «الاختلاف الأساسي هو الحوكمة وسهولة ممارسة الأعمال».

ويستعد الاقتصاد العالمي لتلقي قوة دفع هذا العام، مع توقع تحقيق معدل نمو يبلغ 7.‏3 في المائة حسبما قال صندوق النقد الدولي قبل يوم من انطلاق المنتدى الذي بدأ بينما يحذر من تدني التضخم في الدول الغنية ووجود فقاعات الأصول في الأسواق الصاعدة.

من جانبه حذر رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي من التفاؤل المفرط بالنسبة للتوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو.

وقال لصحيفة «نويه تسوريشر تسايتونج» السويسرية إننا «نشهد بعض المؤشرات المشجعة لكن التعافي في منطقة اليورو لا يزال ضعيفا ومتفاوتا». وأضاف دراجي أنه «لذلك سأكون حذرا من أن أكون متفائلا بشكل مفرط». وأشار إلى أن معدل البطالة الذي يبلغ أكثر من 12 في المائة هو معدل لا يزال مرتفعا جدا.

وقد أظهرت مسوح أمس أن القطاع الخاص بمنطقة اليورو بدأ 2014 بشكل أفضل كثيرا من المتوقع وبنمو قوي في أنحاء المنطقة لم يشبه إلا استمرار التباطؤ في فرنسا.

وقفز مؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات والذي يقيس أنشطة آلاف الشركات ويعتبر دليلا جيدا لسلامة الاقتصاد إلى 2.‏53 في يناير (كانون الثاني) من 1.‏52 الشهر الماضي.

والقراءة أعلى بكثير من مستوى 50 الذي يشير تجاوزه إلى تحقيق نمو وهي الأعلى منذ منتصف 2011 وفاقت كل التوقعات في استطلاع أجرته رويترز لآراء 25 اقتصاديا.

وبحسب رويترز قال كريس ويليامسون كبير الاقتصاديين في ماركت «من المأمول أن يساعد التحسن الذي نراه في ألمانيا وفي أنحاء المنطقة - التي شهدت أقوى نمو منذ منتصف 2011 - في انتشال فرنسا من وعكتها الحالية».

وفي وقت سابق أمس أظهر مؤشر مديري المشتريات في فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو انكماش النشاط للشهر الثالث على التوالي في يناير لكن بمعدل أقل من ذي قبل وبقراءة فاقت التوقعات لكل من قطاعي الخدمات والصناعات التحويلية.

وفي ألمانيا ارتفع المؤشر المجمع إلى أعلى مستوى في 31 شهرا.

وقال ويليامسون بأنه إذا استقرت البيانات قرب المستويات الحالية فسينمو اقتصاد المنطقة نحو 3.‏0 - 4.‏0 في المائة في الربع الأول من العام مقارنة مع توقع يبلغ 2.‏0 في المائة في استطلاع أجرته رويترز الأسبوع الماضي.

وزادت الطلبيات الجديدة في أنحاء المنطقة للشهر السادس وضاهى المؤشر الفرعي أعلى مستوى في 30 شهرا 2.‏52 المسجل في ديسمبر (كانون الأول) وهو ما ينبئ بتسجيل زيادة في الشهر القادم.

وارتفع مؤشر ماركت لمديري مشتريات قطاع الخدمات بمنطقة اليورو والذي يغطي معظم اقتصاد المنطقة إلى 9.‏51 من 0.‏51 بينما كان متوسط التوقعات في استطلاع رويترز بزيادة أشد تواضعا إلى 4.‏51. وارتفع مؤشر القطاع الصناعي إلى أعلى مستوى في 32 شهرا مسجلا 9.‏53 من 7.‏52 متجاوزا كل توقعات 39 محللا استطلعت رويترز آراءهم.