التضحية بلبنان

TT

* عطفا على مقال إياد أبو شقرا «سوريا ولبنان.. أمام استحقاقين تاريخيين»، المنشور بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، فمن وجهة نظري أن فريق «14 آذار» لم يدرك حتى الآن أنه في الحقيقة لا يواجه فريقا يريد المشاركة في الحكم ضمن الأطر الدستورية ومقررات مؤتمر الطائف أو مؤتمر الدوحة ولا الصيغة اللبنانية ولا حتى الجلوس على طاولة الحوار أو حتى الالتزام بمقررات اجتماع بعبدا، وعمليا فإن قوى «14 آذار» تواجه مشروعا إقليميا ترعاه كل من سوريا وإيران وإسرائيل يهدف لضرب كل ما له علاقة بوجود لبنان ككيان والسيطرة على مؤسساته الأمنية والسياسية والاقتصادية واستبدال بالصيغة اللبنانية القائمة منذ تاريخ استقلاله حتى اليوم صيغة الإلحاق بما يخطط له للمنطقة ككل بحيث يكون لبنان جائزة ترضية في لعبة الشرق الأوسط الجديد وإدخاله ضمن هذا المشروع، وإذا كان اغتيال كل من عارضوا استمرار الصراع الطائفي خلال الحرب اللبنانية أو حرب الآخرين على أرضه سابقا وتقسيم لبنان إلى كانتونات وأصروا عليه بصيغة 10452 كيلومترا مربعا، فإن ما يحصل اليوم هو تكرار للمشهد نفسه ومشروع إقليمي لإنهاء وجود لبنان ككيان، وبلد للتعايش بين الأديان السماوية على حدود دولة تريد أن يعترف الجميع بيهوديتها، أي بعنصريتها، ولهذا فهي ترى مشروع تفتيت المنطقة ضروريا كي يجري قبولها بمحيط يشبهها.

شوقي أبو عياش - فرنسا [email protected]