إبراهيم غالب.. قائد النصر الخفي وضابط إيقاعه

النجم الأبرز في منتصف الميدان يبحث عن بطولة يصقل بها تميزه الفني

إبراهيم غالب.. مصدر اطمئنان للنصراويين
TT

عندما يحضر تبدو صفوف فريقه أكثر ترتيبا وجاذبية واستقرارا، ينقض على خصمه ويقتنص الكرة من بين أقدامه لينهي مشروع هجمة قد تسكن شباكه، عيناه الثاقبتان لا تهدآن إلا مع صافرة الحكم، يركض كثيرا ويقطع مسافات أطول من غيره، هكذا يسير على نمط زملائه لاعبي محور الارتكاز حول العالم.

إبراهيم غالب لاعب محور دفاع النصر، المركز الذي بات الأكثر أهمية في عالم كرة القدم، لأن لاعبه بات همزة وصل بين دفاع الفريق وهجومه، ينهي الهجمات ويبدأها لصالح فريقه، تعود الكرة إليه عندما يبدأ اللعب مرتبكا في وسط الميدان، ليقوم بضبط إيقاعه من جديد وإعادة الكرة لخط الدفاع حتى يعود زملاؤه لمراكزهم، قبل أن يبدأ من جديد في صياغة هجمة قد تحسم معها المباراة، لاعب خط المحور وإن لم تبد أهميته واضحة للجماهير التي تعشق اللاعب الهداف أو المهاري أو من يجيد تنفيذ الكرات الثابتة، إلا أن أهميته تبدو أكثر من غيره من قرنائه اللاعبين في الفريق.

إبراهيم محمد غالب، المولود في 28 سبتمبر (أيلول) عام 1990 بدأ حياته في مدينة رأس تنورة في المنطقة الشرقية، تلك المدينة الساحلية الجميلة الهادئة، وعلى غرار أقرانه في الحي بدأ غالب يداعب الكرة بشكل يومي بين أزقة شوارع مدينته وبين ملاعبها الترابية، حتى اقتنصته أنظار مسؤولي نادي رأس تنورة ليقوموا بإقناع غالب بالتسجيل والتوقيع بكشوفات الفئات السنية للنادي، ورغم اقتصار الفريق على المشاركة في بطولات المناطق، كونه لم يتأهل للعب في درجة الممتاز للناشئين أو الشباب، إلا أن الأحاديث بدأت تدور حول هذا اللاعب المتمكن في خانته والرغبة في تسويقه للأندية الكبيرة، خطفه النصر بمبلغ كبير للاعب صغير في سنه، إلا أن المغامرة الصفراء حينها كانت نابعة من نظرة فنية مستقبلية ثاقبة قطفت ثمارها في الفترة الحالية، بدأ غالب مسيرته مع النصر في درجة الشباب في موسم 2008 – 2009، حيث قاد غالب ورفاقه فريقهم النصر لمعانقة بطولة كأس الاتحاد السعودي لدرجة الشباب في نسختها الأولى، وحل فريق النصر لدرجة الشباب على صعيد الدوري في المركز الثالث، خلفا للبطل الهلال والوصيف فريق حطين، وفي الموسم ذاته، بدأ غالب المشاركة مع الفريق الأولمبي قبل أن يطل في الفريق الأول لناديه النصر، ومنها بات غالب رقما صعبا في خارطة الفريق النصراوي حتى حاز على ثقة جهازه الفني في فترة سابقة ليرتدي شارة القيادة على ساعده، مستشعرا أهمية القيادة رغم صغر سنه، غالب الذي بات يمثل دورا بارزا في المحور الدفاعي لفريق النصر، بعدما بدأت موهبته تنضج أكثر نظير بداية مشاركته في عمر صغير على صعيد فريقه النصر أو منتخب بلاده.

وصفه قائد الهلال السابق وأبرز من داعب الكرة بمهارة في تاريخ الملاعب السعودية يوسف الثنيان، بمستقبل الكرة السعودية بالمحور الدفاعي، حيث تحدث الثنيان في لقاء تلفزيوني سابق عن أهمية لاعب خط المحور، مشددا على أنه عندما يملك الفكر سيكون ساترا لدفاعات فريقه في حين ستبدأ خطوط فريقه الخلفية تتضح عندما يكون دون المستوى. مضيفا: «لاعب المحور عندما يكون متخصصا فإنه هو من يبدأ الهجمة لفريقه»، مشددا على أن غالب هو لاعب المستقبل بهذا المركز في الكرة السعودية، خصوصا أن خانته حساسة ولا تجد لاعبا يجيدها بإتقان، مشيرا إلى أنه كان في السابق خميس العويران وبعده خالد عزيز والآن سعود كريري، وأعتقد أن مستقبل المنتخب السعودي بهذا المركز هو إبراهيم غالب، واختتم الثنيان حديثه قائلا: «دور المحور يتجلى حتى بعد فوز الفريق، فكما لديك كمدرب ورقة هجومية رابحة لقلب المباراة لا بد أن يكون لديك ورقة رابحة في المحافظة على النتيجة».