حرس الحدود يحبط 300 ألف محاولة تسلل في 2013

إعاشة المخالفين تكلف البلاد ستة ملايين ريال

عملية قبض حية رصدتها عدسة «الشرق الأوسط» في جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان جنوب السعودية في أبريل الماضي (تصوير: خالد الخميس)
TT

أطاحت السلطات الأمنية في السعودية بأكثر من 300 ألف متسلل خلال العام الماضي، من مختلف الجنسيات حاولوا دخول إلى البلاد بطرق غير شرعية ومخالفة للأنظمة المحلية والدولية، في حين بلغ عدد الذين سقطوا مع مطلع العام الحالي من الحدود الجنوبية نحو 89 ألف شخص.

وبحسب الإحصائيات الرسمية التي صدرت حديثا (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها)، بلغ عدد المهربين 6155 شخصا من مختلف الجنسيات، فيما قدر إجمالي عدد الأسلحة المتنوعة المضبوطة في مواقع مختلفة على الحدود، قرابة ثمانية آلاف سلاح، ونحو 300 ألف ذخيرة متنوعة، يعتزم المهربون إدخالها السعودية.

وقال العميد بحري محمد الغامدي الناطق الإعلامي للمديرية العامة لحرس الحدود لـ«الشرق الأوسط» بأن المديرية تكثف رقابتها من خلال دوريات حرس الحدود في جميع المواقع وتجري مسحا شاملا تعتمد فيه على الطرق التقليدية والحديثة باستخدام بالمناظير الليلية الثابتة والمحمولة وأجهزة الرصد والمراقبة، فيما ترتكز الوسائل التقليدية على قص الأثر لضبط المخدرات «الحشيش» الذي يخبأ على الحدود تمهيدا لتهريبه.

وعن التغرير ببعض النساء والعائلات لدخول الأراضي السعودية، أكد العميد الغامدي، أن هناك حالات لعائلات وأفراد من الجنسيات الأفريقية، الذين تمكنوا من دخول الأراضي اليمنية، وأوهمهم المهربون بإمكانيات إدخالهم للمملكة وتركوا على الحدود، لافتا أن عملية القبض عليهم تأتي في إطار المسح والمراقبة اليومية التي تقوم بها دوريات حرس الحدود.

وأشار الناطق الإعلامي للمديرية العامة لحرس الحدود، أن دوريات الحرس ضبطت مواطنين تورطوا في نقل متسللين داخل المدن السعودية، مخالفين الأنظمة والقوانين، داعيا كافة المواطنين للتكاتف مع الجهات الأمنية لقطع الفرصة في بقاء المخالفين والمتسللين في البلاد مهما كانت المغريات المادية، وحتى لا يكونوا عرضة للعقوبات في هذا الشأن.

وفي سياق متصل، قدر مختصون في تقديم الوجبات الغذائية «الإعاشة» للجهات الحكومية والشركات الكبرى، إجمالي ما تنفقه المملكة لإيواء المتسللين للأراضي السعودية أكثر من 15 مليون ريال، تشمل الوجبات الثلاث على مدار يومين والتي تحتوي على الأرز والدجاج وبعض الفاكهة، مع تقديم الخدمات الطبية اللازمة.

وقال المختصون في حديثهم مع «الشرق الأوسط» بأن الأرقام ترتفع لتصل إلى أكثر من 40 مليون ريال في حال استمر بقاء المتسللين في مراكز الإيواء لأكثر من 4 أيام، لافتين أن المملكة تنفق سنويا مئات الملايين من الريالات، لتقديم الوجبات الغذائية والخدمات الصحية على مخالفي نظام الإقامة والمتسللين في مراكز الإيواء المنتشرة في كافة المدن السعودية.

وقال العميد بحري عبد الله بن محفوظ الناطق الإعلامي لحرس الحدود في منطقة جازان لـ«الشرق الأوسط» بأن عمليات بقاء المتسلل في مراكز الإيواء تختلف من حالة إلى أخرى مشيرا إلى أنه في العموم لا يزيد بقاؤهم عن 48 ساعة، لإنهاء إجراءات التحقيق وأخذ البصمات وخاصة المتسللين من الداخل للخارج.

وأضاف العميد بن محفوظ، أن المقبوض عليهم تقدم لهم كل الرعاية والمتمثلة في الوجبات الثلاث والخدمات الطبية والإسعاف في بعض الحالات التي تعاني من أمراض، وبعد الانتهاء من كافة الإجراءات يتم تطبيق العقوبات بحق المتورطين في قضايا مخالفة.

وعن آليات المراقبة للحدود الجنوبية وضبط المتسللين، قال الناطق الإعلامي لحرس الحدود في منطقة جازان، بأن فرق حرس الحدود تكثف جولاتها ودورياتها طوال اليوم، كما يعتمد على أبراج المراقبة في رصد التحركات، مع عمل الكمائن في مواقع مختلفة، واستخدام التقنية في ملاحقة المهربين والمتسللين بالكاميرات الحرارية، لافتا أن أنه في العام الجاري ضبط نحو 89 ألف شخص، وقرابة 719 سلاحا متنوعا وقرابة 700 ألف حزمة قات.

وجاءت عملية القبض على المتسللين من خلال عمليات الرصد والمراقبة من قبل دوريات حرس الحدود التي تشرف على نحو 33 منفذا، منها 15 منفذا بريا، وقرابة ثمانية منافذ بحرية، إضافة إلى استخدام التقنية الحديثة والكاميرات الحرارية في تتبع المتسللين الذين تنشط حركتهم من بعد الساعة السادسة مساء وإلى فجر اليوم التالي.

من جهته قال العقيد بحري ناجي الجهني المتحدث الرسمي لحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة، بأن هناك آليات لرصد أي تحركات أو عمليات تسلل في المياه الإقليمية، من خلال الدوريات البحرية التي تعتمد على أحدث التقنية في هذا المجال، إضافة أجهزة المراقبة والرادارات لرصد التحركات في أعماق البحر الأحمر.

وأشار العقيد الجهني، أن عملية التهريب في أعماق البحر تختلف على ما هي عليه في البر، إذ يعتمد مهربو الأشخاص على قوارب متوسطة الحجم تنقل المتسللين من ديارهم لدخول الأراضي السعودية ووضعهم في جزر أو على شعب مرجانية في عرض البحر دون وسائل سلامة، وهي من أخطر الحالات التي تواجهها الدوريات في ملاحقة المخالفين، وتتعامل مع هذه الوقائع بحرفية حتى لا يتعرض المخالف لأي أضرارا جانبية عند محاولته الفرار.

ويقول عماد مكي عضو لجنة الضيافة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، بأنه إذا حسبنا أن وجبة الغداء على مدار اليومين، ربع دجاجة وأرز، ووجبتي فطور من الأجبان وكذلك العشاء مع بعض الفاكهة فإن الفرد يكلف في اليوم الواحد 21 ريالا، أي ما يعادل 6.3 مليون ريال يوميا لإطعام 300 ألف شخص.

وأضاف مكي، أن الوجبات تختلف بحسب طلب الجهة التي ترغب في تقديم الإعاشة لمنسوبيها أو عامليها، إلا أن القيمة لا ترتفع كثيرا، موضحا أن حجم الإنفاق يتضاعف لإعاشة الموقوفين من مخالفي نظام الإقامة والمتسللين، ليصل إلى نحو 14 مليون ويستمر ارتفاع الرقم في حال استمرار بقائهم.