أصغر فنان عراقي ينجز لوحات فنية تثير دهشة كبار الفنانين

محمد الطائي يطمح لنقل معرضه إلى كل دول العالم

جانب من معرض الفنان محمد الطائي
TT

مجالسته للفنانين في عمر مبكر، وبيئته الساحرة في جنوب العراق، أسهمتا في إنضاج موهبته الفنية على نحو أثار إعجاب الجميع وهو يحصل على لقب أصغر فنان ينجح في إقامة معرضه الشخصي بقاعات وزارة الثقافة العراقية التي تعرض في العادة أعمالا فنية لكبار الفنانين، ويطمح إلى عرض أعماله في كل دول العالم.. ذلك هو الفنان الواعد محمد سهيل الطائي ابن الأربعة عشر ربيعا.

معرضه الشخصي الجديد ضم 53 عملا فنيا، وحمل عنوان: «فرشاة بأجنحة الطفولة» حضره نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين. وقد تنوعت موضوعاته بين البورتريهات وجماليات الطبيعة، التي حملت بصمة مميزة بتكنيكها العالي ودقتها اللونية وبضربات فرشاة احترافية.

محمد لم يكن متأكدا من قبول أعماله الفنية على الرغم من أنه نظم معرضه الشخصي الأول في مدينته الحلة عام 2009، ونالت استحسان الجميع. يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت الرسم في عمر أربع سنوات.. وقتها كان والدي يرسم أمامي، لكني لم أتأثر به، ولدي أسلوبي الخاص، وتأثرت كثيرا برسومات وأسلوب الفنان العالمي بيكاسو وفائق حسن».

وعن مستوى أعماله، قال الفنان والناقد التشكيلي معراج فارس خلال تجواله بين أروقة المعرض: «الأعمال تمثل تجربة فنية محترفة لفنان يمتلك تقنيات لونية فيها عمق وأبعاد بنسب منظورة بكل ما تعنيه اللوحة التشكيلية المعاصرة». وأوضح قائلا: «مثل تلك الأعمال تصاحبها الشكوك في إمكانية صبي مثل محمد يرسم في سن مبكرة باحترافية جيدة، والسبب أنه لم يبرز للأضواء قبلا، ولم نر أعماله السابقة لنقيس هنا تطوره وتقدمه».

وعزا فارس الخلل إلى المنظومة التربوية التي لا تثمن مواهب كهذه ولا تحتضنها، الأمر الذي أكده الفنان الصغير محمد بالقول: «مدارسنا تستبدل بحصص الرسم والرياضة دروسا منهجية، ولا تراعي الإمكانات الفنية لدى المواهب الجديدة، وهي لا تعترف أصلا بالفنون».

وعن بداياته، يخبرنا محمد وهو يحاول أن يخفي خجله: «بدأت برسم الصور الشخصية البورتريه، ثم خرجت إلى الطبيعة لأرسم أشجارها ونخيلها وريفها وأنهارها، مستخدما ألوان الأكريلك والزيت. أطمح إلى إكمال دراستي الفنية في الخارج، وأن أنقل معارضي لإقليم كردستان وكل دول العالم».

الناقد التشكيلي حازم الصافي وصف أعمال الفتى محمد بالواعدة، وأضاف: «إنه من الرائع أن يتصدى الفنان الصغير محمد سهيل وهو في هذا العمر لمهمة تبدو للوهلة الأولى صعبة وربما مستحيلة، تلك التي تتمثل في إنتاج أعمال فنية رسمها انطلاقا من فهم بريء ومحايد للحياة، ذلك الفهم الذي لم تلوثه الضغائن والأحقاد والحسابات المادية المختلفة». وتابع: «لقد قدم هذا الفنان الموهوب فرصة نادرة لجميع محبي الجمال والسلام في العالم، تتمثل في الاطلاع على فن تشكيلي استطاع أن يحلق خارج الوصف التقليدي الذي يقول: (إن الفن التشكيلي هو ممارسة محصورة بعمر معين واشتراطات أكاديمية صارمة)».

والفنان محمد سهيل الطائي من مواليد الحلة عام 2000، وأقام معرضه الشخصي الأول في بابل عام 2009، وشارك في المعرض المشترك الخامس لـ«قاعة عشتار للفنون التشكيلية» عام 2009. كما شارك في المعرض الافتتاحي الأول لقاعة «ود» عام 2010، ومعرض الفن العراقي المعاصر في قاعة التشكيليين العراقيين، وفي سمبوزيوم بغداد للرسم الحر عام 2012، وفي معرض رسوم الطبيعة السنوي السادس عام 2012، فضلا عن مشاركته في المعرض التشكيلي الذي أقيم ضمن مهرجان «ينابيع الشهادة» في بابل عام 2013. وهو حاصل على العديد من الجوائز في مجال الرسم.