لا تجاوب مع المبادرة السلمية في الأنبار.. ودعوات سياسية لاستبعاد الحل العسكري

الجيش يعلن مقتل 17 من عناصر «داعش» في عمليات بالرمادي

مسلحون ملثمون يقفون لالتقاط صورة قبل القيام بدورية في الفلوجة أول من أمس (أ.ب)
TT

لم تلق المبادرة السلمية التي أعلنتها الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، غرب العراق، ولقيت تأييدا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حتى الآن استجابة واضحة من قبل من يسمون أنفسهم «ثوار العشائر»، وتسميهم المبادرة «المغرر بهم»، في وقت تستمر فيه المعارك في مناطق مختلفة من مدينة الرمادي، مركز المحافظة. وبينما حذرت كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي من أن الحل العسكري إنما هو بمثابة حماقة، دعا نائب عن القائمة العراقية إلى ضرورة فتح حوار مع ثوار العشائر بوصفه السبيل الوحيدة لحل الأزمة.

وقال سلمان الجميلي، رئيس كتلة «متحدون» في البرلمان، في بيان أمس إن «أي مبادرة لحل أزمة الأنبار لا يمكن أن تنجح إذا لم تتضمن وقف القصف المدفعي والجوي على الفلوجة والأحياء السكنية الأخرى أولا، وعودة المهجرين، وكذلك إبعاد الجيش من مناطق التماس مع المواطنين، ومن ثم إعادة السلطات المحلية لفرض الأمن». وأضاف الجميلي أن «هناك فرصا كبيرة للحل السياسي الذي سيجنب المدنيين والجيش خسائر كبيرة». وعبر الجميلي عن استغرابه «من موقف بعض القوى السياسية والشخصيات التي ترفض الحل السياسي وتؤكد على الحل الأمني فقط، بينما هي نفسها كانت تدعو إلى حل الأزمة السورية منذ بدايتها بالحوار والطرق السياسية»، في إشارة إلى الدعوات الصادرة عن بعض نواب كتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي.

وأشار الجميلي إلى أن «الأزمة الإنسانية المتفاقمة والخسائر في صفوف المدنيين بسبب القصف المدفعي أصبحت تستلزم تضافر جميع الجهود للإسراع بحل الأزمة».

وأضاف الزوبعي أن «من المعروف أن تنظيم القاعدة أو أي جماعة إرهابية لم تدع يوما إلى الحوار أو قبلت به، بينما نجد اليوم أن ثوار العشائر، الذين لا تريد الحكومة الاعتراف بهم، يدعون إلى الحوار، وهو ما يعني أنهم مع إيجاد حل للأزمة»، مشيرا إلى أن «الشروط التي يضعونها للحوار شروط عملية تتراوح بين انسحاب الجيش وتحقيق المطالب المشروعة». وأضاف الزوبعي أن «الحوار مع من يمسك الأرض أفضل بكثير من حوار غير منتج مع أناس لا يستطيعون الوصول إلى المناطق التي يدّعون تمثيلها».

وميدانيا، أعلن مصدر في قيادة عمليات الأنبار، أمس، أن قوة من الجيش قتلت 11 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، واعتقلت ثلاثة آخرين، كما دمرت رتلا للتنظيم، يضم سبع سيارات، غرب الأنبار.

على الصعيد نفسه، قال مصدر أمني إن «قوات من الجيش وبالتعاون مع الشرطة والعشائر اقتحمت وكرا لتنظيم داعش في حي الملعب، وسط الرمادي، واشتبكت مع مسلحين كانوا موجودين فيه، مما أسفر عن مقتل ستة من قادة (داعش)». وأضاف المصدر أن «قوات الجيش ضبطت ثلاثة أحزمة ناسفة وقامت بتفجير خمس سيارات مفخخة كانت موضوعة بالقرب من الوكر»، مبينا أن العملية استندت إلى «معلومات أمنية دقيقة».