نتنياهو يهدد حماس ويعد إرسال سفن حربية إيرانية إلى الأطلسي «استفزازا»

غارة إسرائيلية تستهدف قياديا مقربا من السلفية في غزة

فلسطيني يقف قرب سيارة تعرضت لأضرار بعد غارة إسرائيلية على قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

هدد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، بتنفيذ مزيد من عمليات الاغتيال في قطاع غزة. وقال إن «سياسة إسرائيل الحازمة ضد الإرهاب مبنية على مبدأ بسيط، وهو أن كل من يمس بنا أو مس بنا أو ينوي المس بنا، فسيشرب من الكأس نفسها، وذنبه على جنبه».

وكان نتنياهو يعقب على استهداف طائرات إسرائيلية لمسؤول عسكري في القطاع، قالت إسرائيل إنه مسؤول عن إطلاق صواريخ على مستوطنات في المحيط.

وقال نتنياهو: «إسرائيل تتابع عن كثب ما يجري في جنوب إسرائيل وفي منطقة إيلات. وبالنسبة لنا فإن حركة حماس تتحمل المسؤولية عما يصدر من القطاع باعتبارها الجهة الحاكمة هناك».

كما هاجم نتنياهو، قبل جلسة الحكومة الإسرائيلية، إيران. وقال إنها تواصل تزويد الفصائل الفلسطينية في غزة بالأسلحة. وعدّ أن «تخفيف العقوبات عنها لم يؤدّ إلى الحد من سياستها العدوانية بل بالعكس.. إنها تواصل تزويد المنظمات الإرهابية بالأسلحة، وكذلك تواصل الضلوع في المذابح في سوريا، بل إنها ترسل سفنا حربية إلى المحيط الأطلسي، كخطوة استفزازية ضد الولايات المتحدة لتقول لها إنها ليست خائفة منها». وتابع: «إرسال السفن الحربية للمحيط الأطلسي دليل على فشل نظام العقوبات».

وأشار نتنياهو إلى اجتماع عقد في طهران قبل أيام بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وأمين عام منظمة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، اتفقا خلاله على «استمرار إيران بدعم المنظمة بالسلاح». وعدّ نتنياهو أن «تقديم أسلحة متطورة لمنظمة الجهاد الإرهابية وغيرها، أمر لا يمكن لإسرائيل السكوت عنه».

وكان الجيش الإسرائيلي شن، أمس، هجوما بالطائرات استهدف المسؤول العسكري في لجان المقاومة الشعبية، عبد الله الخرطي، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة الخطورة، إضافة إلى إصابة شخص آخر بجروح متوسطة.

وكان الخرطي يستقل دراجة نارية قبل أن تطلق طائرة إسرائيلية صاروخا تجاهه وتصيبه مع رفيقه. وقال الجيش الإسرائيلي إن الخرطي «متورط في سلسلة اعتداءات إرهابية، بما فيها إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل من قطاع غزة، ومن أراضي سيناء». وهدد الجيش بالرد بقوة على من يحاول «خرق الهدوء».

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش أفيخاي أدرعي في تصريح إن «المستهدف تورط في عمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وشارك في التخطيط لعمليات تخريبية أخرى. استهداف هذا الإرهابي أزال تهديدا مباشرا وفوريا على مواطني دولة إسرائيل. ونحن سنواصل التحرك بحزم ضد من يستعمل الإرهاب ضد مواطنينا».

وحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن الخرطي منتمٍ إلى منظمة «لجان المقاومة الشعبية»، ومحسوب على ما يُسمى بالجهاد العالمي.

وكتبت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عملية استهداف الخرطي جاءت بعد تنسيق مشترك بين الجيش وجهاز «الشاباك».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الخرطي كان مسؤولا عن إطلاق صواريخ نحو أهداف إسرائيلية، والتخطيط لإطلاق المزيد منها. وأضافت: «كان مسؤولا عن إطلاق صواريخ نحو إيلات في يناير (كانون الثاني) الماضي، إضافة إلى عمليات إطلاق نار على طريق 12 القريب من الحدود الإسرائيلية».

وأفادت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن الخرطي «كان يعمل لحساب السلفية الجهادية، التي لا تلتزم عادة بأوامر حركة حماس بالتوقف عن إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل».

وتسعى حماس التي تدير قطاع غزة إلى فرض التهدئة مع إسرائيل، وتقول إنها تسعى لمنع جماعات السلفية وغيرها من إطلاق صواريخ، حفاظا على المصلحة العامة للشعب الفلسطيني، ولتجنب تصعيد إسرائيلي واسع.

وفي الأيام القليلة الماضية، عززت حماس من نشر عناصر أمنية على الحدود لردع أي محاولة لإطلاق صواريخ من القطاع.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون عدّ حركة حماس المسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل. وقال: «إذا لم تستطع حماس أن تفرض سيطرتها على المنطقة الخاضعة لحكمها، فإننا سنعرف كيف نجعلها تدفع الثمن كذلك». وأضاف: «إسرائيل لن تمر مرور الكرام على تشويش حياة مواطنيها، وستواصل ملاحقة أي مخرب يحاول المساس بأمنهم، وستجعله يدفع ثمنا باهظا». وتابع: «سنواصل العمل بمسؤولية للمحافظة على أمن مواطنينا في جنوب إسرائيل، ومن دون تردد».