سقوط آرسنال أمام البايرن يفتح النار على أوزيل.. وأتلتيكو يقهر ميلان بفضل كوستا

الأرض تعاند أصحابها في نصف مباريات ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا

أوزيل فشل في التسجيل من ركلة الجزاء فثار عليه جمهور آرسنال (أ.ب)
TT

أثبتت نظرية «الأرض تلعب مع أصحابها» فشلها في نصف مباريات ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم حيث خسرت فرق آرسنال ومانشستر سيتي الإنجليزيين وميلان الإيطالي وليفركوزن الألماني على ملاعبها.

وبعد أن خسر مانشستر سيتي بهدفين نظيفين أمام برشلونة الإسباني، وباير ليفركوزن أمام سان جيرمان برباعية، سقط آرسنال على ملعبه في استاد الإمارات أمام بايرن ميونيخ حامل اللقب بهدفين، وخسر ميلان في ملعبه «سان سيرو» أمام أتلتيكو مدريد الإسباني بهدف وحيد.

فعلى ملعبه عجز آرسنال بعشرة لاعبين عن الثأر من ضيفه بايرن ميونيخ في مباراة شهدت إهدار ركلة جزاء لكل فريق، لكن الفريق الإنجليزي خسر جهود حارسه البولندي فويتشي تشيسني ببطاقة طرد لتسببه في ركلة الجزاء واضطر لإكمال المباراة بعشرة لاعبين لنحو ساعة. واستغل بايرن النقص العددي في صفوف منافسه على أكمل وجه ليضع قدما في الدور ربع النهائي بانتظار مباراة الإياب المقررة في 11 مارس (آذار) المقبل.

وقبل سنة على التمام والكمال مني آرسنال وفي نفس الدور بخسارة ثقيلة أمام بايرن الصاعد بقوة 1 - 3 على ملعب «الإمارات» وكانت المواجهة في طريقها للحسم، لكن «المدفعجية» ردوا بشجاعة إيابا على الأراضي البافارية بثنائية نظيفة كادت تتحول إلى انتصار عظيم على لاعبي المدرب يوب هاينكس الذين أحرزوا اللقب لاحقا.

وغاب عن آرسنال، الذي لم يحرز أي لقب في آخر تسع سنوات، لاعب وسطه الإسباني ميكيل أرتيتا الموقوف، كما استبعد المدرب أرسين فينغر مدرب آرسنال مواطنه المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو بعد فضيحته الجنسية الأخيرة. واللافت أن فينغر اعتمد على الفرنسي الشاب يحيى سانوغو، 21 عاما، صاحب الخبرة شبه المعدومة في دوري الأبطال.

في المقابل غاب عن بايرن جناحه الفرنسي فرانك ريبيري للإصابة.

وشهدت مباراة آرسنال والبايرن الكثير من التحولات بدأت بإهدار آرسنال ركلة جزاء سددها الألماني مسعود أوزيل وتصدى لها مانويل نوير حارس بايرن في الدقيقة الثامنة.

ثم انقلبت الأحوال في الدقيقة 38 حين طرد تشيسني بسبب تدخل عنيف ضد مهاجم البايرن أرين روبن ليحتسب الحكم ركلة جزاء، أهدرها ديفيد ألابا بتسديد الكرة في القائم.

لكن مع بداية الشوط الثاني سيطر البايرن تماما على مجريات اللعب وتراجع آرسنال كثيرا، وترجم الفريق الألماني أفضليته بهدف كروس الرائع في الدقيقة 54 الذي لم يستطع حارس آرسنال البديل فابيانسكي التصدي لها.

وحسم توماس مولر الفوز للبايرن بالهدف الثاني بضربة رأس إثر تمريرة عرضية من فيليب لام في الدقيقة 88.

وأعرب المدافع الألماني بيير ميريتساكر لاعب آرسنال عن حزنه لخسارة فريقه ومشيرا في الوقت نفسه إلى قدرتهم على تعويض الخسارة في لقاء الإياب بميونيخ.

وقال ميريتساكر: «بدأنا بشكل جيد للغاية في البداية، وكنا نستحق إحراز هدف، ولكننا تأثرنا سلبيا بطرد تشيسني، وحافظنا على أدائنا الدفاعي».

وأضاف: «خسرنا 1/ 3 أمام بايرن على ملعبنا العام الماضي، قبل أن نفوز 2/ صفر في لقاء الإياب بميونيخ، لماذا لا نكرر ذلك مجددا»؟.

وعقب اللقاء صرح أرسين فينغر مدرب آرسنال: «ستكون لنا محاولة أخرى في الجولة الثانية.. لا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يحدث. فزنا 2 - صفر هناك العام الماضي علينا فقط أن نحاول القيام بذلك مرة أخرى».

وأعرب فينغر عن غضبه من حكم اللقاء وقال: «لقد قتل المباراة بركلة الجزاء التي أهداها للفريق البافاري».

وأثار خروج فينغر من الملعب دون مصافحة جوزيب غوارديولا المدير الفني للبايرن، استغراب المتابعين خاصة في المعسكر الألماني، خاصة أن غوارديولا قد أشاد بمنافسه قبل اللقاء بساعات.

ولم تنته أزمة آرسنال عند الخسارة بل امتدت لصدام بين لاعب الوسط الفرنسي ماتيو فلاميني، مع مسعود أوزيل، واتهم الأول زميله بالتقصير والتخاذل، وهو ما لم يتقبله الدولي الألماني، ليدخلا في مشادة كلامية خلال المواجهة.

كما انهالت الانتقادات على أوزيل لإهداره ركلة الجزاء، حيث أجمعت الصحف البريطانية الصادرة أمس على أن النجم الألماني فقد تركيزه تماما بعد إهداره لركلة الجزاء، وطالب المنتمون لآرسنال بضرورة إبعاد اللاعب عن التشكيلة الأساسية لحين استعادة مستواه.

واعتذر أوزيل لجماهير آرسنال لإهداره ركلة الجزاء وقال على موقعه بالإنترنت أمس: «الحظ عاندنا طوال اللقاء وأعتذر لجماهير آرسنال».

وكان النجم الألماني المنتقل لآرسنال الصيف الماضي في صفقة تاريخية هي الأكبر للنادي اللندني (50 مليون دولار) قدم أداء مخيبا للآمال وفشل خلال اللقاء هجوميا ودفاعيا فحملته الجماهير أسباب الخسارة.

وبفوزه نجح بايرن في تسجيل أهداف على مدار 51 مباراة متتالية منذ هزمه آرسنال على أرضه العام الماضي ويبدو بهذا المستوى قادرا على أن يصبح أول فريق يحتفظ باللقب القاري منذ تغيير المسابقة إلى دوري الأبطال في موسم 1992 - 1993.

وقال القائد لام: «واجهنا تحديا هائلا الليلة خاصة في البداية. لكننا سيطرنا وكانت لنا الهيمنة وهذه نتيجة رائعة بالنسبة لنا».

وتابع: «نعرف أن الأمر لم يحسم بعد. نذكر ما حدث العام الماضي وسنكون متيقظين من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة».

وعلى ملعب «سان سيرو» لم يستفد ميلان حامل اللقب سبع مرات من اللعب بأرضه، أو من خبرة مدربه الجديد الهولندي كلارنس سيدورف في المسابقات الأوروبية وسقط أمام أتلتيكو مدريد صفر - 1.

وأحرز المهاجم البرازيلي دييغو كوستا الهدف الوحيد قبل النهاية ليضع أتلتيكو قدما في دور الثمانية.

وفشل دفاع ميلان في التعامل مع ركلة ركنية ليضع كوستا الكرة في الشباك بضربة رأس ويمنح فريقه الإسباني الفوز في مباراة اتسمت بالسرعة وشابتها العصبية والفوضى في بعض الأحيان.

وفشل سيدورف، 37 عاما، الذي حل الشهر الماضي على رأس الإدارة الفنية لميلان في عكس تجربته الأوروبية الناجحة أوروبيا كلاعب إلى فريقه رغم أنه صنع الكثير من الفرص قبل أن تهتز شباكه.

واعتمد سيدورف الذي أحرز المسابقة القارية مع ثلاثة أندية مختلفة (أياكس وريال وميلان)، على خطة 4 - 2 - 3 - 1 بالدفع بالفرنسي عادل رامي ودانييلي بونيرا في قلب الدفاع والمغربي عادل تاعرابت إلى جانب ماريو بالوتيللي في الهجوم. وصنع ميلان الفرص الأفضل للتهديف لكن تسديدة البرازيلي كاكا اصطدمت بالعارضة بعدما تصدى لها تيبو كورتوا حارس أتلتيكو الذي أبعد محاولة أخرى من أندريا بولي في الشوط الأول.

وأجهض أتلتيكو الذي قاده المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بحلة سوداء كاملة كعادته محاولات ميلان بأخطاء خططية في وسط الملعب فارتكب لاعبوه 20 تدخلا لإيقاف اللعب.

وقال سيميوني قائد الأرجنتين السابق: «نحن فريق عادي ونحاول الاستفادة من المواقف التي نصنعها. بذلنا جهدا كبيرا وبدأنا نشعر بأثر ذلك بمرور الوقت».

وقال كوستا صاحب هدف الفوز: «كانت مباراة صعبة جدا ضد فريق كبير لكننا عرفنا كيف نمتص الضغط ونحقق الفوز في لحظة مهمة».

وأضاف: «لدينا أفضلية قوية والآن سنعود لملعبنا ونحافظ عليها. لم ينته الأمر بعد لكننا نعرف أننا حققنا نتيجة جيدة، لدينا ثقة كبيرة في أنفسنا. شكك البعض في فريقنا مؤخرا لكن الشك لم يتسرب إلينا. نحن فريق قوي جدا».

ووضح أن أتلتيكو يعتمد بشكل أساسي على كوستا البرازيلي المولد والمرشح لأن يلعب دورا أساسيا مع إسبانيا في كأس العالم المقبلة، ومعه حارس المرمى البلجيكي طويل القامة كورتوا (المعار من تشيلسي).

وسرق كوستا الأضواء بهدفه الرائع، بينما تألق كورتوا مجددا وقاوم ضغطا مستمرا من ميلان في الشوط الثاني.

وعنهما قال سيميوني: «هذه المباريات تحسم في لحظات وعن طريق لاعبين يمكنهم صنع الفارق. كورتوا وكوستا قاما بكل العمل».

وسجل كوستا - الذي فضل اللعب لمنتخب إسبانيا بدلا من البرازيل - 21 هدفا في الدوري هذا الموسم وأحرز خمسة في أربع مباريات فقط خاضها في دوري أبطال أوروبا.

وكان مستواه الرائع هو وكورتوا حاسما في نجاح أتلتيكو أمام ميلان.

ويتقدم مستوى الحارس البلجيكي الدولي، 21 عاما، الذي يبلغ طوله نحو مترين من مباراة لأخرى منذ إعارته من تشيلسي إلى أتلتيكو في 2011 وفاز بجائزة زامورا لأفضل حارس في دوري الدرجة الأولى الإسباني الموسم الماضي.

وقال كوستا: «كورتوا واحد من أفضل حراس العالم. يعرف ذلك.. يعرف ما يستطيع أن يفعله ونحن نثق تماما فيه».