تصاعدت أمس وتيرة الخلافات بين التنظيمات الإسلامية المتشددة المتقاتلة في سوريا، إذ أمهل زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خمسة أيام للاحتكام إلى «شرع الله»، والرجوع عن مواقفها، وتوعد في حال رفضها بملاحقتها في سوريا والعراق.
جاء ذلك على خلفية مقتل أبو خالد السوري، الجهادي البارز المقرب من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في هجوم مزدوج نفذه انتحاريان في حلب الأحد الماضي، واتهمت «داعش» بالوقوف وراءه.
وفي تسجيل صوتي بثته «جبهة النصرة» على حسابها على موقع «تويتر»، توجه الجولاني إلى «داعش» بالقول «إننا ننتظركم أن تردوا بشكل رسمي وخلال خمسة أيام من تاريخ إعلان هذا التسجيل. وإن أبيتم فقد علمتم أننا صبرنا عليكم سنة كاملة من التعديات والتهم الباطلة وتشويه الصور». وتابع الجولاني «في حال رفضتم حكم الله مجددا ولم تكفوا بلاءكم عن الأمة، لتحملن الأمة على الفكر الجاهل المتعدي، ولتنفينه حتى من العراق»، مضيفا «وأنتم تعلمون مئات الإخوة الأفاضل الذين ينتظرون من الأمة إشارة في العراق».
في غضون ذلك، التزم حزب الله اللبناني الصمت، أمس، حيال الضربة الجوية التي نفذتها طائرات إسرائيلية في منطقة لبنانية حدودية مع سوريا مساء أول من أمس. وأكد مصدر أمني لبناني أن الطيران الإسرائيلي «نفّذ غارتين على هدف لحزب الله في منطقة من سلسلة الجبال الشرقية» الحدودية. وتداولت مواقع إلكترونية معلومات أن الموقع المستهدف مربض مدفعية تابع للحزب يضم نحو 30 مدفعا ثقيلا، ويُستخدم لقصف مواقع المعارضة السورية في يبرود، وأن خمسة قتلى سقطوا في الغارة بينهم قائد المجموعة أبو جميل يونس.
في غضون ذلك، ذكرت القناة العبرية العاشرة أن الغارات استهدفت شاحنات كانت تقل صواريخ متطورة في طريقها لحزب الله بين بلدتي جرد بريتال وجرد الخريبة القريبتين من الحدود مع سوريا.
من جهة أخرى، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة غير رسمية، دعت إليها المملكة العربية السعودية، لمناقشة الوضع الإنساني المتردي في سوريا. وطالب المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي بالتطبيق الكامل والفوري وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2139 الخاص بتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية لسوريا.
وهاجم المعلمي الادعاءات التي رددها المندوب السوري بشار جعفري بشأن «محاربة الإرهاب». واستنكر أن يعد بشار الجعفري كل ما يجري في سوريا «فيلما هوليووديا»، وقال متهكما «لعل هذا الفيلم لا يصل إلى الأوسكار».