مصر تقترب من العودة للاتحاد الأفريقي وواشنطن تقدر دورها الإقليمي والدولي

السيسي استقبل مبعوث رئيس جنوب أفريقيا ووزير خارجية الكويت

TT

بينما أعلنت واشنطن عن تقديرها لدور مصر إقليميا ودوليا، قالت الخارجية المصرية أمس إن القاهرة تحرز تقدما لافتا للعودة للاتحاد الأفريقي الذي جمد عضويتها منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي، في يوليو (تموز) الماضي. وفي هذه الأثناء التقى قائد الجيش، المشير عبد الفتاح السيسي، يوم أمس بالقاهرة، مع بسيابونجا كويلي، وزير الدولة للأمن والمبعوث الشخصي لرئيس دولة جنوب أفريقيا، كما استقبل الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي.

وتأثرت العلاقات بين أميركا ومصر في أعقاب الإطاحة بحكم مرسي. وبدا لافتا أن السلطات الجديدة تتجه ناحية الشرق، من خلال اتفاقات تعاون استراتيجي مع روسيا، تاركة الباب مفتوحا مع الغرب، مع استمرار التقارب والتعاون مع بلدان عربية على رأسها السعودية والإمارات والكويت.

وكانت عدة دول، من بينها دول أفريقية، اتخذت مواقف أغضبت القاهرة لعدة شهور، من بينها تجميد عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، إلا أن «جدية السلطات الجديدة» في تنفيذ خارطة الطريق لإعادة المسار الديمقراطي للبلاد عززت - وفقا لمصادر الخارجية المصرية - الثقة بشأن التحولات الجارية بالقاهرة.

وتبنى الاجتماع الوزاري للسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، الذي يضم في عضويته 19 دولة، بالعاصمة الكونغولية كينشاسا، اقتراح الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية نبيل فهمي، أمس، بإضافة فقرة إلى مشروع البيان الختامي تشير إلى تطلع الكوميسا لسرعة استئناف مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي في أقرب وقت ممكن.

وقالت مصادر الخارجية إن إضافة هذه الفقرة المهمة، تأتي لتعكس ترحيب غالبية الدول الأعضاء في الكوميسا بضرورة عودة مصر للاتحاد الأفريقي. وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، أن هذا التحول الإيجابي جاء بعد عدة لقاءات ثنائية أجراها الوزير فهمي مع نظرائه الأفارقة الأعضاء في «الكوميسا»، وبعد أن شرح لهم حقيقة الأوضاع في البلاد وما جرى إنجازه في خارطة الطريق.

وفي القاهرة، التقى المشير السيسي أمس مع وزير الدولة للأمن والمبعوث الشخصي لرئيس دولة جنوب أفريقيا، والوفد المرافق له. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع التي تشهدها القارة الأفريقية وسبل دعم وتعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد كويلي خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر «قيادة وشعبا» لإنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية وإرساء دعائم الديمقراطية والتصدي للإرهاب، واستعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية كمركز ثقل استراتيجي لدعم الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية.

كما استقبل السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا في زيارة قال المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، إنها «تستهدف فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين في العديد من المجالات».

ومن جانبه، أكد القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة، السفير مارك سيفرز، خلال زيارة قام بها لمفتي البلاد، الدكتور شوقي علام، أن الإدارة الأميركية والكونغرس يقدران دور مصر الإقليمي والدولي. وأضاف، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن هناك وفدين من الكونغرس، من مجلسي النواب والشيوخ، زارا مصر في الفترة الماضية؛ حيث أكد جميع الأعضاء أن ما حدث في مصر لم يكن انقلابا، ولكنه إرادة شعبية حماها الجيش، وأن الإدارة الأميركية تتطلع إلى علاقات قوية مع مصر في المرحلة المقبلة.

وأضاف السفير سيفرز أن الإدارة الأميركية لم تصدر تحذيرا بشأن السفر إلى مصر. وقال إن واشنطن تشجع قدوم السياح الأميركيين و«نتفهم أهمية السياحة للاقتصاد المصري». وعبر سيفرز عن تقديره لدور دار الإفتاء المصرية في التصدي لفتاوى «العنف».