زيارة ولي العهد إلى الهند.. الطموح كبير

د. عبد الرحمن عبد العزيز الربيعة*

TT

تمر السعودية بنهضة تنموية كبيرة في الكثير من القطاعات الاقتصادية، سواء الصناعية والتجارية والعمرانية، وهذا النمو الذي بدأ منذ عدة عقود سيستمر لسنوات مقبلة (إن شاء الله) حسب ما تشير إليه المعطيات الاقتصادية، ومن الطبيعي أن يقوم المختصون بالدولة ومخططوها بالاستفادة من الطفرة الحاصلة في التنمية الوطنية بالمملكة لتشمل كل الطبقات الاجتماعية وكل مناطق البلاد وكذلك كل التخصصات والأعمال وكل الشرائح العمرية (رجالا ونساء)، بالإضافة إلى تفعيل علاقاتنا الدولية لتنمية الاقتصاد ودخول الاستثمارات المالية الأجنبية إلى بلادنا وإقامة مشاريع صناعية وعمرانية مشتركة بين قطاع الأعمال السعودي والأجنبي.

إن الأهمية الكبيرة لزيارة سمو ولي العهد حفظه الله إلى جمهورية الهند تشكل تحولا تاريخيا في العلاقات بين البلدين، حيث إن لقاء سموه مع المسؤولين الحكوميين من البلدين سيدفع التعاون الرسمي، بالإضافة إلى أن وجود رجال الأعمال برفقة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز سوف يساعد على زيادة التعاون بين القطاع الخاص في البلدين للقيام بمشاريع مشتركة تدعم الاقتصاد الوطني.

إن العلاقة التاريخية القديمة بين السعودية والهند ليست في الجانب السياسي فقط، بل في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، حيث إن هذا الأمر يشكل قواعد مشتركة تنطلق منها أهمية ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين لزيادة حجم التعاون السياسي والاقتصادي بما يخدم مصلحة الجانبين، خصوصا في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة من التوترات والتجاذبات السياسية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تدعيم التعاون التجاري والاقتصادي الذي يتطلب التطور والنمو لوجود فرص كبيرة للاستثمار الصناعي في السعودية، ولغرض تحقيق المشاركة بين القطاع الخاص السعودي والهندي، ولتفعيل التعاون التجاري، يقترح إقامة لقاءات مع الشركات الهندية المتخصصة في مجالات مختلفة (الصناعية والتجارية والمقاولات والخدمات) وكذلك عرض فرص الأعمال والمشاريع الموجودة في المملكة العربية السعودية التي تشجع الشركات الهندية على الاستثمار والدخول إلى السوق السعودية، وكذلك عرض فرص الاستثمار المتاحة في جمهورية الهند لرجال الأعمال السعوديين.. بالإضافة إلى أهمية ترتيب اجتماع مع اتحاد الغرف التجارية الهندية لعقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال السعوديين والهنود للتركيز فيها على ربط علاقات العمل والتعاون التجاري بين أصحاب الاختصاص في البلدين للاطلاع ودراسة الاستثمارات المشتركة المتاحة في البلدين، وبحث فرص التعاون بين رجال الأعمال من الجانبين.. لذلك فإن زيارة سمو ولي العهد إلى جمهورية الهند تعدّ فرصة تاريخية لتطور العلاقات بين البلدين في عدة جوانب.

* رئيس مجلس الأعمال السعودي - الهندي