وزير العمل السعودي: استراتيجيات القضاء على البطالة لن تتحقق بجهود منفردة

قال لـ («الشرق الأوسط») إن المنتدى يسعى للخروج بتوصيات تتضمن آليات تطبيقية لتوفير فرص وظيفية

صورة جماعية لوزراء العمل والتنمية والاقتصاد في الدول العربية في العاصمة الرياض، أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المهندس عادل فقيه، وزير العمل السعودي، أن قضية البطالة واستراتيجيات القضاء عليها أصبحت محور اهتمام المنطقة العربية بأسرها، ولا يمكن لجهود منفردة أن تحقق النتائج المرجوة في التعامل مع قضايا التنمية والتشغيل، دون مشاركة الجميع، خاصة الاقتصاديين والاجتماعيين وغرف التجارة والصناعة والاتحادات العمالية، عادا استضافة العاصمة السعودية الرياض «المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل»، إحدى الوسائل المحققة لأهداف وطموحات أبناء الشعوب في المنطقة.

وقال وزير العمل السعودي، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» بعد افتتاحه، أمس الثلاثاء، «المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل.. نحو حماية اجتماعية وتنمية مستدامة»، بحضور وزراء العمل العرب: «حرصنا على وجود كوكبة من الوزراء وأصحاب القرار والفكر من سياسيين واقتصاديين في العالم العربي والمنظمات الدولية، لنناقش أهم المحاور التي من شأنها توفير فرص العمل الوظيفية ومكافحة البطالة، إضافة إلى التحديات التي تواجه سوق العمل»، متمنيا أن يجري «الخروج من هذا المؤتمر بتوصيات محددة وآليات واضحة لتطبيقها على أرض الواقع، وذلك لتوفير فرص كبيرة لأبناء وبنات منطقتنا على وجه التحديد».

وأضاف: «العالم العربي يعيش تحديا كبيرا أمام البطالة، ومن هنا حرصنا من خلال هذا المؤتمر الدولي، على تعزيز التنمية الاقتصادية، كونها العلاج الوحيد لهذا التحدي المتمثل بالبطالة في العالم العربي، والالتقاء بهذه الجموع من الخبراء والمنظمات الدولية لتصب الفائدة في وطننا وبقية المناطق العربية»، عادا أبرز التحديات التي تثقل كاهل سوق العمل، تتمثل في اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم والتدريب التقني والمهني والاحتياجات الفعلية لسوق العمل بمختلف أنشطته الاقتصادية.

وتابع: «قضية البطالة واستراتيجيات القضاء عليها أصبحت محور اهتمامنا جميعا، ولا يمكن لجهود منفردة أن تحقق النتائج المرجوة في التعامل مع قضايا التنمية والتشغيل، دون مشاركة الجميع، خاصة الاقتصاديين والاجتماعيين وغرف التجارة والصناعة والاتحادات العمالية، وأصحاب الفكر المستنير، ومن هنا تأتي أهمية (المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل)، لأنه وسيلة لتحقيق أهداف وطموحات أبناء الأمة وشبابها».

وينظم «المنتدى العربي الثاني للتشغيل» منظمة العمل العربية، بالتعاون مع وزارة العمل السعودية والبنك الدولي، لبحث عدد من الموضوعات التي تهدف إلى دعم التنمية والتشغيل في المنطقة العربية في إطار السعي لتحقيق التنمية المستدامة، ويشارك في فعالياته التي تستمر ثلاثة أيام، وزراء الاقتصاد والتخطيط والمالية والتعليم والعمل في الدول العربية، وقيادات الاتحادات العالمية، والغرف التجارية والصناعية، ومنظمات أصحاب الأعمال الوطنية والمنظمات ذات العلاقة العربية والدولية، وممثلون لمنظمات المجتمع المدني في الدول العربية.

من جهتها، أكدت منظمة العمل العربية أثناء مشاركتها في تنظيم «المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل»، أن البطالة في المنطقة العربية تشكل أعلى نسبة بين أقاليم العالم، وهي تشكل هما كبيرا للدول العربية كافة، بما فيها الدول ذات الاقتصادات القوية، وحذرت المنظمة من ارتفاع نسبة البطالة ما لم تتخذ إجراءات عاجلة وفعلية على المستويين الوطني والعربي في المنطقة، من خلال تضافر القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية كافة.

ويهدف المنتدى إلى مزيد من التوافق بين الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين حول الاستراتيجيات الداعمة لإيجاد المزيد من فرص العمل اللائقة، وتوفير الحماية الاجتماعية للعمالة في المنطقة العربية، من خلال نموذج تنموي يركز على تحقيق التنمية المستدامة، كما يعمل على إيجاد رؤية وأرضية مشتركة بين الشركاء للموازنة بين مقتضيات الحماية الاجتماعية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، اعتمادا على منظومة معلوماتية شاملة، وإشراك القطاع الخاص في رسم سياسات فاعلة لدعم التشغيل وبناء قواعد التوافق المجتمعي المحقق لقدر أكبر من العدالة الاجتماعية والسلم الاجتماعي.