ميركل تحث بريطانيا على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي

المستشارة الألمانية تشدد على قيمه الأساسية أهمها حرية تنقل الأشخاص

الملكة إليزابيث الثانية أثناء ترحيبها بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتناول الشاي في قصر بكنغهام أمس (أ.ب)
TT

أدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس زيارة إلى بريطانيا ألقت خلالها خطابا أمام البرلمان وعقدت مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قبل أن تتناول الشاي بعد الظهر في قصر بكنغهام تلبية لدعوة من الملكة إليزابيث الثانية.

وشددت ميركل خلال خطابها أمام البرلمان بمجلسيه في لندن أمس، على أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى «مملكة متحدة قوية بصوت قوي»، لكنها تجنبت التطرق إلى مدى دعمها للإصلاحات التي يرغب كاميرون في إدخالها على الاتحاد. وقالت ميركل «نحتاج إلى مملكة متحدة قوية في الاتحاد الأوروبي. إذا حصلنا على ذلك فسنصبح قادرين على إجراء الإصلاحات الضرورية لمصلحة الجميع».

وأقرت ميركل أمام أعضاء مجلسي النواب واللوردات بأنها ستخيب آمال الذين كانوا يأملون أن تدعم «الإصلاح المعمق للمؤسسة الأوروبية»، وأولئك الذين على العكس يتوقعون رسالة منها تؤكد أن باقي أوروبا «غير مستعد لدفع أي ثمن لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي». وقالت «سمعت كثيرا في الأيام الماضية أن توقعات خاصة علقت على خطابي هنا اليوم (أمس). يبدو أن البعض كانوا ينتظرون أن يفتح خطابي الطريق أمام إصلاح في العمق للبنية الأوروبية يرضي كل رغبات البريطانيين، الفعلية أو المفترضة. أخشى أن تكون هناك خيبات أمل». وتابعت: «سمعت أن آخرين كانوا يتوقعون العكس تماما ويأملون أن أوجه الرسالة البسيطة هنا في لندن بأن بقية أوروبا غير مستعدة لدفع أي ثمن للاحتفاظ ببريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي. وأخشى أن تخيب هذه الآمال أيضا». ثم أكدت ميركل تأييدها لـ«الحد من البيروقراطية» في بروكسل، مشددة على أنه لأهمية التنافسية في أوروبا يجب أن تكون «موحدة ومصممة».

وتعد ميركل التي بدأت واختتمت خطابها بالإنجليزية، ثالث مسؤول ألماني كبير يتوجه إلى مجلسي البرلمان بعد ويلي برانت في عام 1970 والرئيس ريتشارد فون فايزاكر في عام 1986. وشددت الصحف البريطانية على أهمية دعم ميركل لمشروع كاميرون السياسي الذي ينوي إصلاح الاتحاد الأوروبي قبل أن يطرح على البريطانيين في استفتاء مسألة البقاء أم لا في الاتحاد الأوروبي عام 2017.

وشددت المستشارة الألمانية في خطابها أمس أيضا على أهمية الحفاظ على القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي مثل حرية تنقل الأشخاص التي ترغب لندن في تقييدها. ومن خلال استبعاد إصلاحات جذرية ستترجم بمراجعة طويلة وخطيرة للمعاهدة الأوروبية، أثارت ميركل استياء المحافظين المشككين في أوروبا الذين ساهموا في تشدد خطاب كاميرون. وتراجعت الصحف البريطانية المحسوبة على المحافظين أمس، بخصوص الدعم المتوقع من ميركل، وشددت، على غرار «دايلي تلغراف»، على أنه يجب أولا أن «يعرب كاميرون بوضوح عما يريد» في مجال الإصلاحات. وحتى الآن، لا يزال كاميرون يريد إعادة العمل بالصلاحيات التي تخلت عنها بروكسل، وأشارت أوساطه إلى الاستثناءات خصوصا في مجال القوانين الاجتماعية والهجرة. كما اقترح رئيس الوزراء البريطاني ضمانات للدول غير الأعضاء في منطقة اليورو. وبعد خطابها، تناولت ميركل الغداء في مقر رئاسة الوزراء قبل أن تعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع كاميرون، تطرقت فيه أيضا إلى الملف الأوكراني. وقالت المستشارة الألمانية «يجب أن نقدم الدعم للشعب (الأوكراني) ولمن هم في دول أخرى كثيرة حين يتعين حماية سيادة القانون والحرية».

وقارنت وسائل الإعلام البريطانية بين بريق هذه الزيارة الرسمية وبين القمة الأخيرة البريطانية - الفرنسية التي هيمنت عليها قضايا الدفاع وانتهت بمؤتمر صحافي في عنبر للطيران وزيارة لحانة مع كاميرون. وأشارت الصحف إلى أنه بحسب استطلاع لمعهد «يوغوف» نشرت نتائجه أول من أمس، وصلت ألمانيا لطليعة الدول الأوروبية (45 في المائة) التي يعد البريطانيون أن على بلادهم إقامة علاقات جيدة معها. واحتلت فرنسا المرتبة الثانية بـ11 في المائة من المستطلعة آراؤهم.