السلطات المصرية تكثف جهودها للإفراج عن 46 مواطنا أوقفوا في ليبيا

طرابلس تؤكد ضبطهم للتأكد من أوراقهم الثبوتية

TT

قالت السلطات المصرية أمس إنها تتابع بشكل مكثف وعن كثب قيام مجموعات مسلحة بالقبض على 46 عاملا مصريا في العاصمة الليبية طرابلس، وإنها تعمل على تأمين إطلاق سراحهم، لكن وزارة الداخلية الليبية أعلنت من جهتها «أنه جرى توقيف عدد من العمال المصريين لعدم حيازتهم أوراقا ثبوتية».

وسبق أن تعرض عشرات المصريين في ليبيا لحالات خطف وقتل، بسبب حالة الانفلات الأمني التي تشهدها البلاد في أعقاب الثورة الليبية عام 2011، كان آخرها حادث مقتل سبعة عمال مصريين مسيحيين في الشهر الماضي قرب مدينة بني غازي (شرق البلاد)، حيث تعرضوا لعملية إطلاق نار بعد احتجازهم.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أمس أن «المعلومات الأولية المتوافرة لديها تشير إلى قيام مجموعات ترتدي زيا عسكريا وخاصة بإلقاء القبض على عشرات العمال المصريين في مناطق عين زارة وصلاح الدين وسوق الجمعة بمدينة طرابلس واقتيادهم إلى مركز مكافحة الجريمة في منطقة الهضبة بطرابلس».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، إنه «يجري حاليا التنسيق بين وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء لمتابعة هذا الحادث والتأكد من صحة المعلومات المتوافرة وتأمين إطلاق سراح المصريين».

وأوضح المتحدث أن «وزير الخارجية نبيل فهمي يجري اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز للاطمئنان على أرواح المصريين المحتجزين والعمل على سرعة إطلاق سراحهم».

وأضاف: «وزارة الخارجية تجدد تحذيرها للمواطنين المصريين، سواء المسافرون إلى ليبيا والموجودون على أراضيها، لتوخي الحرص والحذر الشديدين عند الوجود على الأراضي الليبية وأن يكون السفر إلى ليبيا جوًّا وفي حالة الضرورة».

من جهته، قال السفير العشيري، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج: «إن هؤلاء المصريين بخير وبحالة جيدة، وإن وزارة الخارجية تكثف حاليا اتصالاتها من أجل سرعة الإفراج عنهم».

وأوضح العشري، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن السفير الليبي لدى مصر فايز جبريل أبلغه أمس أن «السلطات الليبية الرسمية هي التي قامت بتوقيف عشرات المصريين للتأكد من أوراقهم الثبوتية كإجراء احترازي في ظل الظروف الأمنية الحالية التي تمر بها ليبيا».

وقال مصدر مسؤول بالقوة الأمنية المشتركة في طرابلس إن أكثر من 70 شخصا من العمالة المصرية والأفريقية جرى توقيفهم في ساعة مبكرة من صباح أمس لعدم وجود أوراق ثبوتية معهم، وأضاف المصدر أن السلطات المختصة تجري التحقيق مع العمالة بمركز صلاح الدين بمنطقة الهضبة، مشيرا إلى أن السلطات المختصة بالهجرة غير الشرعية تقوم أسبوعيا بمداهمة بعض الأماكن التي يوجد بها الكثير من العمالة الأجنبية غير الشرعية.

ويعمل في ليبيا مئات الآلاف من العمال المصريين معظمهم يعملون في مجال البناء والمعمار، وغالبيتهم من مدن الصعيد. وقال السفير الليبي لدى مصر في وقت سابق إن نحو 200 ألف مصري يدخلون ليبيا سنويا، وإن ليبيا ترحب بالعمالة المصرية على أراضيها بشرط تقنين أوضاعهم.

وأبدت وزارة الخارجية في أكثر من مناسبة استياءها من تعرض العمالة المصرية في ليبيا لعمليات قتل واختطاف، ودعت السلطات الليبية لتوفير الحماية للمصريين وتسهيل إجراءات عودة الراغبين منهم لأرض الوطن.

وينتمي العمال المصريون الموقوفون في ليبيا أمس إلى محافظة الفيوم (جنوب القاهرة). وقال الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم إن هناك الاتصالات المباشرة بوزارة الخارجية المصرية مستمرة لم تتوقف على مدار الساعة، للوقوف على ملابسات التوقيف والإفراج عنهم.