الأمير سلمان: بتوجيهات خادم الحرمين سنواصل بذل الجهد لتعزيز مسيرة تعاوننا مع الصين

توقيع أربع اتفاقيات.. ونائب الرئيس الصيني يؤكد أن السعودية أهم شريك استراتيجي في الشرق الأوسط

الأمير سلمان بن عبد العزيز ونائب الرئيس الصيني لدى توقيع الاتفاقية التجارية بين البلدين في بكين أمس (واس)
TT

قال الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي «بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، سنواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك (مع الصين)، ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين».

جاء ذلك، لدى زيارة الأمير سلمان لنائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو في بكين أمس.

وعقد اجتماع ترأسه ولي العهد السعودي، ولي يوان تشاو عن الجانب الصيني.

ورحب نائب الرئيس الصيني بولي العهد، مؤكدا حرص الأمير سلمان على دعم علاقات الصداقة بين البلدين وما قدمه من مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون بين الرياض وبكين.

وأكد نائب الرئيس الصيني أن السعودية لها مكانتها الكبيرة، وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرا إلى أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بزيارة ولي العهد السعودي، وأن حرص القيادة الصينية على الاجتماع مع الأمير سلمان خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها.

وثمن الأمير سلمان لنائب الرئيس الصيني دعوته له لزيارة الصين، وما أظهره من مشاعر ودية تجاه السعودية، ولفت إلى أن زيارته تأتي امتدادا لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل ثمانية أعوام، «التي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلدينا»، مؤكدا في كلمة ألقاها أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع الصين في مختلف المجالات. وقال الأمير سلمان «لقد سرنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى فخامة الرئيس شي جين بينغ خلال لقائنا بفخامته».

وأعرب ولي العهد السعودي عن ارتياح بلاده لما توصل إليه الطرفان من توافق في الآراء مع الرئيس الصيني، حول القضايا والمواضيع التي جرى بحثها، بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين، وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين.

وأضاف الأمير سلمان «إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرا على مجالات محددة، فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين»، مؤكدا أن توقيع مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي، «يعكس عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار».

وثمن الأمير سلمان مواقف الصين التاريخية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وما أبداه الرئيس الصيني من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سوريا من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012، بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة و«نأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز».

وشهد ولي العهد ونائب الرئيس الصيني، مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين السعودية والصين في عدد من المجالات.

واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعة في السعودية والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين، وقعها من الجانب السعودي الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، ومن الجانب الصيني رئيس المصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين تشي شوبينغ.

وتمثلت الاتفاقية الثانية في مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء، وقعها من الجانب السعودي الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومن الجانب الصيني نائب وزير الصناعة وتقنية المعلومات رئيس الهيئة الوطنية الصينية للفضاء والعلوم والتقنية شيو داتشي.

واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية، وقعها من الجانب السعودي المهندس يوسف البسام نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب، ومن الجانب الصيني نائب وزير المالية وانغ باوان.

ووقع الطرفان اتفاقية رابعة حول التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في السعودية وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين، وقعها من الجانب السعودي المهندس عبد اللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار، ومن الجانب الصيني رئيس هيئة تنمية الاستثمار ليو ديانشيون.

عقب ذلك، حضر ولي العهد السعودي مأدبة غداء أقامها نائب رئيس الصين تكريما له ولمرافقيه.

حضر الاجتماع وتوقيع الاتفاقيات ومأدبة الغداء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص لولي العهد، والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، والدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، والدكتور نزار مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية، والفريق الركن عبد الرحمن البنيان نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودية.

بينما حضر من الجانب الصيني نائب وزير الخارجية الصيني جيانغ مينغ، ونائب وزير التجارة جيانغ جين تساو، ونائب مدير إدارة الطاقة ليو تسي، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية.

* نص كلمة الأمير سلمان

* دولة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، أصحاب المعالي والسعادة.

أود في بداية كلمتي أن أقدم شكري لدولتكم على دعوتكم الكريمة لي لزيارة بلدكم الصديق، بلد الحضارة والتاريخ العريق.

كما أشكركم على ما أبديتموه من مشاعر ودية تجاه المملكة العربية السعودية.

إن زيارتي هذه تأتي امتدادا لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل ثمانية أعوام، والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلدينا.

دولة الصديق: إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات، ولقد سرنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى فخامة الرئيس شي جين بينغ خلال لقائنا بفخامته يوم أمس.

وأود أن أعرب عن ارتياحنا لما توصلنا إليه من توافق في الآراء مع فخامته حول القضايا والمواضيع التي تم بحثها بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي، وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة، وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين.

إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرا على مجالات محددة، فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين.

ويأتي التوقيع اليوم على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار.

دولة نائب الرئيس:

إننا نقدر تأكيد فخامة الرئيس للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وما أبداه فخامته من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سوريا من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012م، بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز.

وفي الختام أؤكد لدولتكم أننا وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سنواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك، ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين.

أشكركم مرة أخرى وأتمنى للشعب الصيني العظيم المزيد من الرخاء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس ودولتكم.