مستشار الرئيس اليمني لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون يريدون فرض أمر واقع

الدول العشر الراعية للتسوية السياسية تبدي قلقها من العنف في شمال اليمن

فارس السقاف
TT

قال الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثيين لن يقدموا على مهاجمة العاصمة صنعاء والاستيلاء عليها لأنها ستكون عملية انتحارية، بينما شهدت محافظات يمنية أمس مظاهرات للمطالبة بالقصاص من رموز النظام السابق مع قرب ذكرى «جمعة الكرامة».

وشهدت مدينة عمران، عاصمة المحافظة، مظاهرات مسلحة لجماعة الحوثي، رغم القرار الذي أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي بمنع المظاهرات في محافظة عمران بسبب الأوضاع الأمنية، ومضت الأمور بصورة طبيعية، في ظل انتشار قوات مكثفة للجيش والأمن واللجان الشعبية (القبلية).

من جانبه، قال الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني، لـ«الشرق الأوسط» بشأن القلق الدولي من أعمال العنف، إن «هذا القلق قد يبدوا مبالغا فيه، لكن أيضا فيه جزء من الحقيقة، لأن الأحداث في شمال اليمن تقترب في الوقت الراهن من العاصمة صنعاء، في ظل ترويج إعلامي مفاده أن الحوثيين لديهم مخططات للزحف على العاصمة صنعاء»، مؤكدا أن هذا هو الجزء المبالغ فيه.

وقال مستشار الرئيس اليمني «إنني أعرف أن الحوثيين لا يمكنهم أن يقدموا على عملية انتحارية بالهجوم على العاصمة صنعاء، لأن في ذلك انتحارا وليس في ذلك ذكاء». ويعتقد السقاف أن الحوثيين «يريدون تقديم أنفسهم سياسيا وفرض أمر واقع على الأرض لتحصل تغييرات في المعادلة السياسية في طور تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ويحصلوا على مكاسب سياسية في مؤسسات الدولة المقبلة».

وأردف الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن السؤال الأكبر المطروح في الساحة اليمنية هو ماذا يريد الحوثيون أن يصلوا إليه؟.. و«هذا السؤال مطروح على الساحة المحلية والإقليمية وطرحه سفراء الدول العشر والمبعوث الأممي، جمال بنعمر، إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية وضعت الحوثيين ضمن (الإخوان) و(القاعدة) من بين الجماعات الإرهابية». وأكد أن محاولة الحوثيين الاستيلاء على السلطة في اليمن لن تكون «مقبولة لا محليا ولا إقليميا ولا دوليا». وأشار إلى أن الحوثيين انخرطوا في الحوار الوطني الشامل «وبالتالي نحن نعتبر أنهم ملتزمون بمخرجات الحوار، والدولة اليمنية ستطرح عليهم سؤالا حول مدى التزامهم بهذه المخرجات ويمكن أن يحققوا أي شيء يريدونه ولكن بطريقة سياسية سلمية وقانونية ودستورية، وسيمثلون في المؤسسات بحسب وزنهم على الواقع ولكن بطريقة سلمية وبالانخراط في العمل السياسي وفي مخرجات الحوار الوطني.. هم سلموا بموضوع تسليم السلاح الذي بحوزتهم، لكنهم الآن يريدون أن يقولوا إنه متى ما حضرت (وجدت) الدولة فسوف نسلم السلاح، وأيضا بالمثل متى ما سلم الآخرون أسلحتهم.. وهذه العملية تحتاج فعلا إلى جدولة زمنية وإلى إجراءات يمكن أن تنطبق على الجميع».

في غضون ذلك، قال سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «مجموعة الدول العشر في غاية القلق وبشكل خاص من العنف الدائر في المناطق الشمالية والذي يهدد الآن باستدراج البلد بشكل أكبر إلى العنف، بينما الجماعات المسلحة تتحرك باتجاه العاصمة صنعاء»، حسب تعبير البيان، ودعوا إلى «التهدئة وعدم التصعيد». كما دعوا «جميع الأطراف ممن لها صلة بأعمال العنف المستمرة في أنحاء البلد كافة إلى العمل جنبا إلى جنب مع الرئيس للتأسيس لحوار سياسي هادف من أجل تسوية اختلافاتهم»، وأشاروا إلى أن «مثل هذا الحوار يُعد عنصرا مهما في الانتقال السياسي، كما هو مبيّن في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضروري إذا أردنا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني أن يتم تنفيذها بفعالية وفي التوقيت المناسب».

وأكد سفراء الدول العشر على أن «الاختلافات السياسية يجب أن تحل عن طريق الحوار وليس العنف إذا أردنا لليمن أن يحقق تطلعات شعبه»، وقالوا إنه «لن يجري التساهل حول الترويع باستخدام الجماعات المسلحة التي تعمل بشكل غير قانوني ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعب»، في إشارة إلى جماعة الحوثي وغيرها من الجماعات السياسية المسلحة في اليمن.

وكانت بعض المحافظات اليمنية الشمالية شهدت مظاهرات بمناسبة «جمعة الكرامة» التي صادفت الثامن عشر من مارس (آذار) عام 2011، عندما قتل العشرات في صنعاء قبيل تنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مظاهرة أطلق عليها اسم تلك الجمعة. وطالب المتظاهرون في تعز وإب وغيرهما بمحاكمة رموز النظام السابق وإلغاء الحصانة التي حصل عليها صالح وكبار مساعديه في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.