الطغاة

TT

* فيما يتعلق بخبر «البرلمان البريطاني يستضيف ندوة حول تداعيات القصف الكيماوي لحلبجة»، المنشور بتاريخ 13 مارس (آذار) الحالي، أجد أنه عجيب أمر الغرب، أليس الحي أبقى من الميت؟ أتحاسبون رجلا راقدا في قبره يتولى حسابه الملك الديان، وتتركون الأحياء في سوريا يقتلون بأبشع وسائل القتل ولا يرحم الأطفال أو النساء؟ أتبحثون عن حقوق الأموات وقد أفضوا إلى بارئهم يقتص لهم من القاتل، وتتنكرون لصراخ النساء والأطفال الهائمين على وجوههم هربا من الموت؟ لقد رحل عن سوريا نصف شعبها، تشتتوا في الداخل والخارج بحثا عن النجاة من الموت الذي يلاقيهم في كل مكان، في الطرقات وفي البيوت والمساجد، لقد حاصرهم وسد عليهم النظام كل سبل النجاة، السوريون يقتلون بالكيماوي وبما هو أبشع منه، بالبراميل المتفجرة والقنابل التي تلقيها الطائرات والصواريخ تحمل إليهم الموت الزؤام طيلة ثلاث سنوات، وسقط منهم زهاء 150 ألفا لا خمسة آلاف كالذين سقطوا في حلبجة، ما فعله صدام بحلبجة إذا قورن بما يفعله النظام السوري بالشعب اليوم وكأنه نوع من القتل الرحيم، ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون فناء الشعب السوري ؟

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]